وزارة النفط العراقية، التي أصبحت نقطة الضوء الوحيدة في اقتصاد البلاد المشلول، بتوقيع اتفاق لإنشاء مصفاة في كركوك بعد 10 أيام على إعلان مشروع مصفاة الفاو وتسريع إصلاح مصفاة بيجي وخطط لإنشاء 3 مصاف أخرى، إضافة إلى معالجة التركة الثقيلة للعقود النفطية المجحفة.العرب [نُشر في 2018/02/09، العدد: 10895، ص(10)]جبار لعيبي: الوزارة تعمل للارتقاء بالصناعة النفطية والبنى التحتية ومد شبكات الأنابيب النفطية بغداد – كشفت وزارة النفط العراقية أمس أنها وقعت اتفاقا لبناء مصفاة نفطية قرب مدينة كركوك في شمال البلاد بطاقة تبلغ نحو 70 ألف برميل يوميا. وذكرت أن الاتفاق تم توقيعه مع شركة رانية الدولية، ومقرها إقليم كردستان شبه المستقل، وأن الشركة ستكون مستثمرا في المصفاة. ويأتي مشروع مصفاة كركوك بعد الإعلان في 29 يناير الماضي عن خطط لبناء مصفاة في ميناء الفاو وثلاث مصاف أخرى في منطقة الناصرية جنوب العراق وفي محافظة الأنبار غرب البلاد وفي القيارة قرب مدينة الموصل شمال العراق. وأضافت الوزارة في بيان أن مصفاة كركوك ستنتج البنزين المحسن العالي الأوكتان وبعض المنتجات البترولية الأخرى، دون التطرق لتفاصيل بخصوص التكلفة أو مزيد من المعلومات عن شركة رانية الدولية. وكان العراق قد أبرم اتفاقا مع شركتي باور تشاينا ونركو الصينيتين، لتشييد مصفاة للنفط بطاقة 300 ألف برميل يوميا ومجمعا للبتروكيمياويات في محافظة البصرة. ويريد العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، بناء 5 مصاف جديدة على الأقل بعد أن تقلصت طاقته لتكرير النفط بشدة جراء الأضرار التي لحقت بمصفاة بيجي الأكبر في البلاد خلال سيطرة تنظيم داعش عليها في منتصف عام 2014.5 مليارات دولار قيمة واردات العراق السنوية من المشتقات النفطية بحسب بيانات رسمية واستعادت القوات العراقية بيجي في عام 2015 ومن المنتظر أن تستأنف المصفاة العمل بشكل جزئي هذا العام. ويعتمد العراق في الوقت الحالي على مصفاة الدورة في بغداد والشعيبة في جنوب العراق. وأعلنت وزارة النفط نهاية الشهر الماضي بدء العمل في تأهيل مصفاة بيجي وأن الاستعدادات بدأت لإعادة تشغيل وحدة تبلغ طاقتها التكريرية 70 ألف برميل يوميا خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر. وأضاف في بيان أن وحدة ثانية تبلغ قدرتها 70 ألف برميل يوميا سيجرى تشغيلها بعد ذلك. كانت مصفاة بيجي تكرر نحو 175 ألف برميل يوميا قبل سقوطها في قبضة تنظيم داعش. وأكد وزير النفط جبار لعيبي أن “إنشاء مصفى كركوك يمثل الخطوة الأولى للاستثمار في قطاع التكرير للوصول إلى طاقة إنتاجية من المشتقات النفطية تغطي الحاجة المحلية في المحافظة والمحافظات المجاورة”. وأضاف أن “المشروع يأتي ضمن خطط وبرامج الوزارة لتغطية الحاجة المحلية من المشتقات النفطية في البلاد والعمل على تصدير الفائض من خلال مشاريع المصافي الاستثمارية”. وتشير التقديرات إلى أنه يستورد ما قيمته 5 مليارات دولار سنويا من مشتقات النفط، لسد الحاجة المحلية التي تقدر بنحو 600 ألف برميل يوميا، يستخدم جزء كبير منها في محطات توليد الطاقة الكهربائية. وأشار لعيبي إلى أن الوزارة تبذل جهودا “للارتقاء بالصناعة النفطية في محافظة كركوك وتنفيذ عدد من المشاريع التطويرية وإعادة تأهيل الحقول والمنشآت النفطية والبنى التحتية ومد شبكات الأنابيب النفطية”.بدر جعفر: مضاعفة الغاز في العراق خلال 3 سنوات إلى 500 مليون قدم مكعب يوميا وقال جلال حاج أحمد مدير شركة رانية المستثمرة في المصفاة إن “الشركة سوف تعمل على إنشاء المصفى وفق المعايير العالمية وسوف تلتزم بمواعيد إكمال البناء والتشغيل”. واستعادت القوات العراقية جميع الحقول النفطية في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمناطق المتنازع عليها في المحافظات الشمالية التي سيطر عليها الأكراد منذ عام 2014، بسبب الفوضى التي خلفها هجوم تنظيم داعش. ويؤكد محللون أن وزارة النفط أصبحت نقطة الضوء الوحيدة في الاقتصاد العراقي المشلول منذ تولى لعيبي إدارة الوزارة في أغسطس 2016، وشرع منذ ذلك الحين بإصلاح الفوضى التي كانت تعم الوزارة في ذلك الحين. وباشر بمراجعة العقود المبرمة مع شركات النفط الأجنبية المجحفة التي أبرمها حسين الشهرستاني المسؤول عن ملف الطاقة في حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وتعطي تلك العقود للشركات الأجنبية امتيازات كبيرة لتغطية نفقاتها بلا سقف محدد، إضافة إلى ما يصل إلى 21 دولارا عن إنتاج كل برميل من النفط. وتسارعت في الآونة الأخير جهود إيقاف حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط ويخطط العراق لبدء تصدير الغاز إلى الكويت بمعدل 50 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا ترتفع لاحقا إلى 200 مليون قدم مكعب يوميا. وفي نهاية العام الماضي وضعت وزارة النفط معايير جديدة في عقد وقعته مع شركة جنهوا الصينية لتطوير حقل نفطي شرق بغداد بقيمة 3 مليارات دولار، تضمن لأول مرة منذ عقود بناء مدينة سكنية ومرافق خدمية متكاملة بينها مدرسة ومستوصف طبي. وفي إطار أجواء التفاؤل بتحسين مناخ الأعمال في قطاع النفط العراقي أعلن رئيس شركة نفط الهلال الإماراتية بدر جعفر أمس أن الشركة تعتزم مضاعفة إنتاجها من الغاز في العراق خلال 3 سنوات ليصل إلى 500 مليون قدم مكعب يوميا.
مشاركة :