أطلقت وزارة الداخلية المصرية نهاية شهر يناير الماضي برنامجا كرتونيا موجها للأطفال بعنوان "إيدك في إيدنا نحمي عقل ولادنا"، ويهدف على حد قولها إلى "توعية" هؤلاء من مخاطر الإرهاب. لكن هناك من يتساءل هل يسعى النظام إلى تربية مواطنين صالحين أم مخبرين صغار؟ ونقلت بعض وسائل الإعلام المصرية عن الوزارة قولها إن الهدف من المسلسل، والذي يؤدي فيه دور البطل غلامان اسميهما فطين وبلبل، إلى "تثقيف الأطفال حول دور الشرطة في خدمة المواطنين". وذكر موقع "اليوم السابع" في الإنترنت أن الفكرة جاءت من قطاع الإعلام والعلاقات بمديرية أمن القاهرة. وكتب الموقع: "فور عرض مدير إدارة الإعلام والعلاقات الأمر على مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة" (اللواء خالد عبد العال)، أبدى الأخير "إعجابه بالفكرة، وتم رفع الأمر إلى اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية" ليوافق على تنفيذ الفكرة. الداخلية أذاعت حتى الآن حلقتين من هذا البرنامج، وذلك بمناسبة الذكرى 66 على تأسيسها. وتبرز في الحلقة الأولى كيف ساعدت الشرطة في إنقاذ حياة طفل مريض وهو بحالة طارئة في المستشفى إثر حادث خطير، عبر التبرع له بالدم بعد أن أبلغها فطين وبلبل بالحادثة في اتصال هاتفي، لتقوم بتأمين اللازم ومن ثم تظهر رجال الأمن بموضع "حماة المواطن". أما الحلقة الثانية، فنرى فيها فطين وهو يسارع إلى مركز الشرطة لإبلاغ الضابط "عمو نبيل" الذي زاره في المدرسة ذات يوم، بوجود رجلين مشتبه بهما لتقدم على اعتقالهما. وأشاد الشرطي بعمل فطين البطولي في النهاية، قائلا له ولبلبل: "المهم أنكم جئتم وبلغتم"، مشددا على أن مهمة تتبع الأشرار والمشتبه بهم والتحقق من أفعالهم تعود إلى الشرطة. وأثار المسلسل في مصر تحفظات ومخاوف من زج الأطفال في معركة لا تعنيهم أساسا، وتساءل البعض "هل من المنطق أن يقوم طفل في سن البراءة بالتبليغ عن شخص مشتبه به، أو هل هو قادر أصلا على معرفة من يشكل خطرا على أمن الدولة؟" كما تساءل ناشطون ومواطنون عاديون على مواقع التواصل الاجتماعي هل الهدف من "الحملة" تربية جيل مواطنين صالحين أم "مخبرين صغار". واعتبر المفكر والخبير الدستوري طارق البشري، الذي عينه المجلس العسكري الأعلى في فبراير 2011 رئيسا للجنة صياغة الدستور، في تصريح لمنصة "رصد" الإعلامية المهتمة بالشأن المصري والعربي إن "ما يحدث هو محاولة من النظام للتسويق للحرب على الإرهاب، ولكن بطريقة مقززة، لأنها تهدد السلام الاجتماعي وتحول المواطنين إلى مخبرين ويبقى الفكر كله متوجها نحو الاستقرار الأمني فقط".الانتخابات الرئاسية المصرية 2018عبد الفتاح السيسيالشرطة الشرق الأوسطهل تسعى الداخلية المصرية إلى "تجنيد" مخبرين صغار؟inShare0print© صورة ملتقطة من برنامج "فطين وبلبل" لوزارة الداخلية المصرية. | مواطنون صالحون أم مخبرون صغار؟ نص علاوة مزياني آخر تحديث : 09/02/2018أطلقت وزارة الداخلية المصرية نهاية شهر كانون الثاني/يناير 2018 برنامجا كرتونيا موجها للأطفال بعنوان "إيدك في إيدنا نحمي عقل ولادنا"، ويهدف على حد قولها إلى "توعية" هؤلاء من مخاطر الإرهاب. لكن هناك من يتساءل هل يسعى النظام إلى تربية مواطنين صالحين أم مخبرين صغار؟ أطلقت وزارة الداخلية المصرية في نهاية شهر كانون الثاني/يناير الماضي على صفحتيها الرسميتين على فيس بوك وتويتر سلسلة رسوم متحركة موجهة للأطفال بعنوان "إيدك في إيدنا نحمي عقل ولادنا"، وتهدف، حسب الوزارة، إلى توعيتهم من مخاطر الإرهاب. ونقلت بعض وسائل الإعلام المصرية عن الوزارة قولها إن الهدف من المسلسل، والذي يؤدي فيه دور البطل غلامان اسماهما فطين وبلبل، إلى "تثقيف الأطفال حول دور الشرطة في خدمة المواطنين".الحلقة الأولى من برنامج "فطين وبلبل" الذي أعدته وزارة الداخلية المصرية وذكر موقع "اليوم السابع" في الإنترنت الأربعاء أن الفكرة جاءت من قطاع الإعلام والعلاقات بمديرية أمن القاهرة. وكتب الموقع: "فور عرض مدير إدارة الإعلام والعلاقات الأمر على مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة" (اللواء خالد عبد العال)، أبدى الأخير "إعجابه بالفكرة، وتم رفع الأمر إلى اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية" ليوافق على تنفيذ الفكرة. للمزيد: شخصيات تدعو لمقاطعة الانتخابات الرئاسية وتتهم السيسي بـ"منع أي منافسة نزيهة" وزارة الداخلية أذاعت حتى الآن حلقتين من هذا البرنامج، وذلك بمناسبة الذكرى 66 على تأسيسها. وتبرز في الحلقة الأولى كيف ساعدت الشرطة في إنقاذ حياة طفل مريض وهو بحالة طارئة في المستشفى إثر حادث خطير، عبر التبرع له بالدم بعد أن أبلغها فطين وبلبل بالحادثة في اتصال هاتفي، لتقوم بتأمين اللازم ومن ثم تظهر رجال الأمن بموضع "حماة المواطن". أما الحلقة الثانية، فنرى فيها فطين وهو يسارع إلى مركز الشرطة لإبلاغ الضابط "عمو نبيل" الذي زاره في المدرسة ذات يوم، بوجود رجلين مشتبه بهما لتقدم على اعتقالهما. وأشاد الشرطي بعمل فطين البطولي في النهاية، قائلا له ولبلبل: "المهم أنكم جئتم وبلغتم"، مشددا على أن مهمة تتبع الأشرار والمشتبه بهم والتحقق من أفعالهم تعود إلى الشرطة.;
مشاركة :