أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن التجربة المصرية في الوقف الخيري كانت ثرية وروحية وعبادية متفردة.وأضاف «المفتي» اليوم في حوار الأسبوعي في برنامج "حوار المفتي" على قناة "أون لايف"، أن التجربة المصرية في الوقف كان فيها تكامل بين الجانب الروحي والعبادي، وبين الغني والفقير، فلم يقتصر الوقف على الأغنياء فقط بل ساهم الفقراء أيضًا، وهذا ما أثبتته سجلات الوقف بالمحاكم ودار الوثائق من أن الشعب المصري بكل طوائفه كان عنده نهم في وقف الأموال، حيث رصدت السجلات أموالًا وأصولًا كثيرة أوقفت لخدمة المجتمع.وأشار إلى أن النموذج المصري في الوقف كان نموذجًا فريدًا كان المجتمع والفقراء المستفيد الأكبر منه، مشيدًا بهذا الدور الاجتماعي للوقف، مبينًا أن الوقف ليس واجبًا إنما هو مستحب، وهو من القُرب لله تعالى، مشيرًا إلى ضرورة التنوع في مسارات الوقف مما يساهم في خدمة المجتمع.وضرب المفتي، مثالًا لاستثمار الوقف بجامعتي القاهرة والأزهر والمدارس العلمية المختلفة، والتي أحدثت حركة علمية كبيرة في المجتمع المصري لذلك كان الشعب المصري رائدًا في هذه التجربة.وقال إن الفقراء المصريين قديمًا ضربوا مثلًا رائعًا في التقرب إلى الله من خلال وقف أراضيهم البسيطة تقربًا إلى الله تعالى، موضحًا أننا يمكن من خلال الوقف أن ننمي مجالات مختلفة في المجتمع على الجانب العلمي والصحي والاقتصادي.وبين مفتي الجمهورية أن للوقف في النموذج المصري صورًا متعددة منها أنه كانت هناك أوقاف لرعاية الحيوانات الضالة ولا تزال موجودة إلى الآن، وأن هناك وقفيات لرعاية الخدم، حيث تساعد الخادم على تعويض السلعة التي أتلفها في حق مخدومه حتى لا يتعرض للأذى.وأكمل: كما أن التجربة المصرية في الوقف لم تجعله يقف على حدود رعاية الفقراء والمساكين بل امتدت إلى مؤسسات كاملة للاستفادة منها، موضحًا أننا في حاجة لأن دوره الحقيقي في المجتمع، وضرب مثلًا بأن المشرع المصري في دستور 2014 وضع مادة تلزم الدولة بأن عليها أن ترعى الوقف وتوجد من الوسائل ما يعين على أن يؤدي الوقف دوره في المجتمع.وأردف: إن الغرب اقتبسوا فكرة الوقف الإسلامي لتنمية المجتمع، فعلى الناحية العلمية نجد أن ميزانية بعض الجامعات الغربية أصبحت كبيرة للدرجة التي تصل ميزانيتها لأكبر من ميزانية بعض الدول، فهم يرون أن الوقف يؤدي دورًا كبيرًا في الناحية التعليمية، وضرب مثالًا لذلك بجامعة هارفارد وهي نموذج للجامعات التي تعتمد على الوقف، فالغرب أخذ الفكرة وطبقها واستفادوا منها.وألمح إلى أن هناك بعض المؤسسات المصرية أوقفت لها الأموال لتطوير البحث العلمي، مشيرًا إلى وقف المستشار الفنجري الموقوف للبحث العلمي وهو نموذج مصري فريد ومفيد، بالإضافة إلى أن بعض الجامعات مثل الفيوم وطنطا والقاهرة تستفيد من الوقف في مجال البحث العلمي، مشددًا على أنه ينبغي أن نستفيد من تجربتنا السابقة التي استفاد منها الغرب خاصة في خدمة العلم؛ لأن العلم هو الأساس انطلاقًا من قوله تعالى في أول آية في القرآن: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.
مشاركة :