كتب - محمد حافظ: كشف السيد مسعود جار الله المري، مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة عن الانتهاء من حصر وإحصاء نحو 440 نباتاً برياً من نباتات البيئة البرية القطرية، ضمن المشروع الوطني لحصر وتجميع وصون النباتات البرية في دولة قطر، والذي يستهدف حماية النباتات الطبيعية النادرة من الانقراض. وأكد المري، في تصريحات لـ الراية، أن الإدارة أنشأت بنكاً وراثياً لحفظ هذه النباتات بحيث يتم إكثارها وإعادة زراعتها مرة أخرى في البر، مشيراً إلى أنه يمكن حفظ بذور هذه النباتات لفترات تتراوح بين 20 و100 سنة مقبلة داخل البنك، مشيراً إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار حرص الوزارة على المحافظة على البيئة الطبيعية وتنفيذاً لرؤية قطر الوطنية في تحقيق التنمية البيئية المستدامة. وأوضح أن المدخلات النباتية التي يتم تجميعها تمر بالعديد من العمليات الفنية للتداول داخل البنك الوراثي، منها على سبيل المثال تسجيل المدخلات وإعطاؤها ترقيماً وطنياً بالبنك معترفاً به دولياً، وتجفيف العينات البذرية وتنظيفها، فضلاً عن التعقيم بالتبريد تحت درجات الحرارة المنخفضة جداً للتخلص من بويضات الحشرات التي تتغذى يرقاتها على البذور. كما تشمل العمليات الفنية اختبار حيوية البذور لمعرفة قابليتها للتطور وإعطاء نبات كامل، إلى جانب نشر العديد من الأبحاث وملخصات البحوث حول أفضل الطرق للتغلب على كمون وإنبات بذور السمر بدولة قطر، على أن تنتهي المراحل بعملية الصون أو الحفظ في غرف التبريد قصيرة ومتوسطة الأجل لمدة قد تتجاوز 25 عاماً أو الحفظ طويل الأجل الذي قد يصل إلى 100 عام في بعض الأنواع. وأشار إلى أن الإدارة تبذل جهوداً كبيرة في مجال البحوث النباتية لحفظ وتوثيق الموارد الوراثية النباتية في قطر وفقاً لاستراتيجية التنمية الوطنية 2017-2022 والتي تم إنجاز المرحلة الأولى منها بنهاية العام الماضي، مضيفاً إن المرحلة الأولى أفرزت عدداً من النتائج الإيجابية، بينها تجميع وصون 174 مدخلاً نباتيا بالمعشبة النباتية و91 مدخلاً نباتياً بذرياً وتجميع وحفظ 174 مدخلاً نباتياً للتوصيف الوراثي والصون وتسجيل وتوثيق البيانات الخاصة بالأنواع النباتية ومراحل إعدادها للحفظ بقواعد البيانات الوطنية والانتهاء من الجزء الأول من الدليل المصور للعينات المعشبية «المعشبة الإلكترونية».إنشاء محطة بحوث جديدة بالغشامية أكد مسعود جار الله المري أن الإدارة بصدد إنشاء محطة جديدة لبحوث النباتات في منطقة الغشامية بمساحة 13.4 هكتار لاستخدامها في الأغراض البحثية بالإضافة إلى محطة روضة الفرس والشحانية. وأوضح أن تلك المحطة سيكون بها حقول تجارب لاستزراع واستنبات الأصناف الجديدة من النباتات التي يتم العمل على تجربة زراعتها في قطر قبيل تطبيق زراعتها في المزارع، مشيراً إلى أن أولى التجارب التي يتم عملها حالياً هي زراعة أعلاف أسترالية.بروتوكولات لإكثار النباتات البرية أكد مدير إدارة البحوث الزراعية أن الأبحاث التي أجرتها الإدارة ساهمت في الوصول للبرتوكولات المناسبة والتغلب على المشكلات التي واجهت القسم في إكثار هذه النباتات التي تعد من النباتات صعبة الإكثار وإيجاد برتوكولات جديدة لإكثار النباتات البرية المنقرضة وشبه المنقرضة، ومن هذه الدراسات، الدراسة الخاصّة بإكثار نبات العرفج عن طريق الأنسجة النباتية وإضافة مادة التربزول لمرحلة التجذير لدعم عملية الأقلمة الأولية لنبات الرغل البري. وأضاف إن الأبحاث تجري حالياً للاستمرار في متابعة نبات الغضى والعرفج للانتقال بهما لمرحلة الأقلمة، كما نوصي بعد نجاح الغاف في التعقيم أن يعاد مرة أخرى خلال العام ومتابعة إكثار النباتات والوصول بها للعدد المطلوب لتأهيل الروض ومكافحة التصحّر والحفاظ على البيئة القطرية.د.هايل الواوي خبير النباتات البرية بإدارة البحوث:أطلس مصور للنباتات الرعوية والطبية القطريةالتركيز على تصنيف وأهم استخدامات النباتات الطبية والعطرية أكد الدكتور هايل محمد الواوي خبير النباتات البرية والمحاصيل الحقلية في إدارة البحوث الزراعية أن الإدارة انتهت خلال الفترة الأخيرة من حصر شبه نهائي للنباتات الرعوية والطبية والعطرية في قطر، بهدف تسليط الضوء على أهمية النباتات الطبية والعطرية بشكلٍ عام وعلى النباتات الطبية والعطرية في الفلورا القطرية بشكلٍ خاص. واشار إلى أن الإدارة أصدرت «أطلس» مصوراً بعنوان «إنتاج وتكنولوجيا النباتات الرعوية والطبية والعطرية» ضم بين دفتيه عدة أبواب وفصول هامة، حيث تضُم فلورا دولة قطر العديد من الأنواع الطبية والعطرية الهامة سواءً المحلية أو المدخلة المتأقلمة مع الظروف البيئية لدولة قطر. وأكد أن النباتات الطبية والعطرية المنتشرة في قطر ما هي إلا جزء هام من النباتات الطبية والعطرية في الوطن العربي، خاصة أن الكثير من النباتات الطبية والعطرية في قطر أصبحت ضمن المواد الدستورية التي ترد في كثير من دساتير الأدوية العالمية. مضيفاً: على الرغم من وجود عدد كبير من الأنواع النباتية الطبية والعطرية التي تنمو في دولة قطر، إلا أن عدداً قليلاً منها يستعمل في الطب الشعبي أو في صناعة الأدوية. وأكد أن الكتاب ركز على التصنيف النباتي لكل نوع نباتي طبي أو عطري، والأهمية الطبية والعطرية وأهم الاستخدامات الطبية لكل نوع نباتي، والجزء المستخدم منه طبياً، والمادة الفعالة والصيغة الكيميائية لها، وبعض المركبات الدوائية والصيدلانية المتداولة في الأسواق والتي تستخرج من النباتات البرية والمحلية. وأشار إلى أن من أهم الأنواع الطبية والعطرية التي تطرق لها الكتاب نباتات مثل السنامكي، الشفلح، العرفج، الشيح، الجعد، النفيج، العاقول، الجثجاث، العلندة، النعام، المسيكة، كف مريم « جفيعة»، الحنظل، البابونج، اللبان، العنبر، غصن البان، الآراك، الأرطى وغيرها. كما تطرق إلى موضوع حصر وجمع وتصنيف وتوصيف الموارد للنباتات الرعوية والطبية، ومصادر وخطط واستراتيجية جمع الموارد الوراثية النباتية وأهداف وأولويات عملية، وفريق الجمع، ومواقع الجمع، والزمن المثالي لعملية الجمع وأنواع عمليات الجمع، ودور تقنيات الاستشعار عن بعد في عمليات الجمع. ونوّه بأهمية توثيق معلومات الأصول الوراثية وأنواع المعلومات وسياقها، وأهم المعلومات والبيانات التي يجري توثيقها في مراكز البحوث الدولية. واستعرض عملية صيانة وحفظ وتخزين الأصول الوراثية وطرق حماية المصادر الوراثية النباتية بالمحميات الطبيعية والبنوك الوراثية والبنوك الوراثية الحقلية والحدائق النباتية والحفظ في الأزوت السائل، وحفظ حبوب الطلع، ومكتبات حمض الـ DNA المكمل والمعشبة النباتية، كما تطرق إلى المعاشب النباتية في بعض دول العالم ومنها دولة قطر وإلى البنك الوراثي الحقلي في محطة أبحاث روضة الفرس. وخصص الفصل الرابع من هذا الكتاب للتركيز على موضوع إنتاج وإكثار وتكنولوجيا النباتات الرعوية والطبية وجودة وصحة البذور، وتطرقت لإنتاج وإكثار بعض النباتات الرعوية الواعدة (الليبيد، الثمام، الأصخبر والهلتا، وغيرها) في محطات البحوث وحقول المزارعين.
مشاركة :