سنغافورة: «الخليج» قال سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، إن الرغبة المشتركة بين كل من دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة، للارتقاء بقنوات العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية، لاسيما في تلك المرحلة التي تشهد تعافي وانتعاش الاقتصاد العالمي، تتواكب وجهود دولة الإمارات لتحقيق طفرة على صعيد علاقتها مع دول آسيا ككل، ومنطقة جنوب شرق آسيا بصفة خاصة، ملمحاً لتخطي قيمة المبادلات التجارية غير النفطية مع الدول الآسيوية ما قيمته (450 مليار درهم)، وفقاً لإحصاءات العام 2015. ومنوهاً بالتأثيرات الإيجابية لإبرام اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين سنغافورة ودول مجلس التعاون الخليجي، التي دخلت حيز التنفيذ العام 2015، الأمر الذي يزيد من فرص كيانات الأعمال، والمؤسسات الاستثمارية في كلا البلدين، من الاستفادة من التسهيلات الداعمة والمنصوص عليها في تلك الاتفاقية. وأضاف المنصوري أن قيمة المبادلات التجارية بين الإمارات وسنغافورة تخطت في 2016، أكثر من 18.3 مليار درهم. فيما قدرت قيمة الاستثمارات المباشرة الواردة من سنغافورة للإمارات حتى نهاية العام 2015، بنحو 8.8 مليار درهم مع بلوغ قيمة استثمارات دولة الإمارات في سنغافورة ما قيمته 10 مليارات درهم. متوقعاً أن تكون المرحلة المقبلة أكثر ازدهاراً على صعيد الاستثمارات والتبادل التجاري بين الإمارات وسنغافورة.جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الملتقى الإماراتي السنغافوري للأعمال والاستثمار، الذي استضافته سنغافورة، بحضور الدكتور كوه بوه كون، وزير الدولة الأول بوزارة التجارة والصناعة، ووزارة التنمية الوطنية، والدكتور محمد عمر عبد الله بلفقيه، سفير دولة الإمارات، لدى جمهورية سنغافورة، وعبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، ومشاركة أكثر من 370 شخصاً من مسؤولي وممثلي الجهات الحكومية والشركات الإماراتية والسنغافورية، فضلاً عن العديد من ممثلي الشركات في الدول الآسيوية والعديد من وسائل الإعلام الآسيوية، حيث أكد، حرص دولة الإمارات على تعزيز تعاونها مع سنغافورة، التي تصنف باستمرار بين أكبر ثلاث اقتصادات مفتوحة في العالم، ومن بين أفضل الأماكن للقيام بأعمال تجارية. أضاف، أن دولة الإمارات تنظر باهتمام إلى التعاون مع سنغافورة باعتبارها إحدى أكبر 10 اقتصادات حرة في العالم في عام 2017. كما يصنف تقرير البنك الدولي، دولة الإمارات على صعيد سهولة ممارسة الأعمال لعام 2018، في المرتبة الحادية والعشرين عالمياً والأولى عربياً.وجه وزير الاقتصاد الدعوة للمستثمرين في سنغافورة للاستثمار في الإمارات للاستفادة من مناخ الأعمال والمؤشرات الريادية التي حققتها الدولة، تماشياً مع سياسة تنويع الاقتصاد الوطني للدولة والمعتمدة على المعرفة والابتكار مع البنية التحتية المتقدمة والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ والحماية الكاملة لحقوق الملكية الفكرية.رحب الدكتور كوه بوه كون، كبير وزراء الدولة للتجارة والصناعة والتنمية الوطنية، في كلمته خلال الملتقى بوفد دولة الإمارات المشارك في ملتقى الأعمال السنغافوري الإماراتي، متحدثاً عن تشابه مقومات ورؤى وتجارب التنمية في كل من دولة الإمارات وسنغافورة، مؤكداً العلاقات القوية بين البلدين، بما يدعم العمل بشكل مشترك، مشيداً بالترحيب الذي تلقاه الاستثمارات وكيانات الأعمال السنغافورية في دولة الإمارات، وهذا ما يتواكب في ذات الوقت مع نمو مؤشرات الأعمال، وأشار أيضاً إلى التسهيلات التي تحظى بها الشركات السنغافورية في الإمارات. قام سلطان بن سعيد المنصوري، ووفد دولة الإمارات بزيارة المركز الوطني للابتكار، حيث قام الرئيس التنفيذي للمركز بتقديم عرض للتعريف برسالة ودور وأهداف المركز، كونه بات يعد ركيزة أساسية لتحقيق نهضة سنغافورة ويعزز من ريادتها على درب التنمية والمضي في مسيرة التحول، في إطار الأهمية البالغة التي توليها سنغافورة للابتكار في تطوير اقتصادها وكون المركز بمخرجاته المتعددة، بات يمثل حلقة الوصل بين جهود الحكومة السنغافورية وشركات الأعمال مع دعم مسيرة البحث العلمي.أكد جمال سيف الجروان،الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج. أن مشاركة المجلس في الملتقى تكتسب أهمية كبيرة، نظراً إلى أن دول مجموعة الآسيان تعد ذات جاذبية للمستثمر الإماراتي، فضلاً عن تقييم البيئة الاستثمارية في البلدين، مما ساهم في الخروج بتصور إيجابي بهذه الاجتماعات خاصة ما يتعلق بتنمية العلاقات الاقتصادية مع الجهات الرسمية في البلدين.من جانبه قال محمد صالح بدري الأمين العام للمنتدى الدولي لهيئات الاعتماد الحلال، إن تلك المشاركة تمثل فرصة للتعريف بمبادرة دولة الإمارات كمبادرة نوعية في اعتماد الحلال، لأنها أول مرة تطلع على مستوى العالم كجهة معنية تساهم في تسهيل حركة التجارة الدولية في قطاع منتجات وخدمات الحلال.من جهتها قالت عائشة العيدروس، مدير دعم الأعمال وممثلة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل ضمن الوفد الإماراتي: «لمسنا اهتماماً كبيراً من قبل الجهات والشركات الماليزية/السنغافورية، لتنفيذ مشروعات مشتركة وناقشنا فرص المساهمة في استثمار الإمكانات الواعدة للطاقة المتجددة، حيث اضطلعت شركة «مصدر» بدور رائد في تسريع اعتماد مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدى عقد من الزمن حول العالم، تمكنّا خلاله من اكتساب الخبرات والمعارف، التي ستدعم جهودنا لتحديد المشاريع ذات الجدوى التجارية والتي تتميز باستدامتها وتأثيراتها الإيجابية في مختلف المجالات».وقال فيصل النعيمي المدير التنفيذي لقطاع التسويق والمبيعات في منطقة عجمان الحرة:» مشاركة منطقة عجمان الحرة في الملتقى الإماراتي السنغافوري للأعمال تأتي للتعريف بمقومات والحوافز التي تقدمها المنطقة للمستثمرين من سنغافورة بصفة خاصة ودول جنوب شرق آسيا بصفة عامة، بهدف جذب تلك القطاعات المذكورة للاستثمار في إمارة عجمان والتي من شأنها تفعيل المسيرة الاقتصادية للإمارة». «غرفة عجمان» تستعرض المقومات الاستثمارية في الإمارة شاركت غرفة تجارة وصناعة عجمان ضمن الوفد التجاري لدولة الإمارات في ملتقى الأعمال الإماراتي الماليزي في كوالالمبور والمنتدى الإماراتي السنغافوري في سنغافورة .مثل الغرفة حمد بن غانم الشامسي عضو مجلس الإدارة، والذي أكد أهمية المشاركة ودورها في دعم وتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف في كافة القطاعات وتسليط الضوء على أهم الفرص الاستثمارية المتاحة.وقال إن ملتقى الأعمال الإماراتي الماليزي حظي بالعديد من ورش العمل والاتفاقيات ومناقشة العديد من القطاعات. وعلى جانب آخر أوضح حمد بن غانم أن المنتدى الإماراتي السنغافوري شهد استعراضاً لأهم مقومات المناخ الاستثماري في الدولة ومدى حرص الحكومة على توفير مقومات استثمارية تنافسية في ظل وجود بنية تحتية متكاملة. أجندة الملتقى تضمنت أجندة الملتقى العديد من المحاور والحلقات النقاشية التي شهدت زخماً ومشاركة من قبل مسؤولي الشركات للتعرف إلى أبرز التطورات على صعيد بيئة ممارسة الأعمال في كلا البلدين، واستعراض إنجازات المؤسسات الاقتصادية الحكومية وشبه الحكومية، فضلاً عن التطرق لمناقشات حول السياسات الاستثمارية وفرص التعاون في الاستثمار بين البلدين، وتأسيس المشاريع، مع عرض تجارب ناجحة لمؤسسات من الإمارات كشركة مصدر، وشركة موانئ أبوظبي، ومدينة الشارقة للإعلام، ومجمع الشارقة للتكنولوجيا والابتكار، والمناطق الحرة في دولة الإمارات، والمنتدى الدولي للحلال، وعرض جلسة لمناقشة القوانين والتشريعات والأطر التنظيمية والاقتصاد الإسلامي، وقطاعات الطاقة المتجددة والمياه والطاقة النظيفة. تقنيات الطاقة أكد الدكتور حمد راشد الظاهري، رئيس مجلس إدارة آلترا للاستثمار في إمارة أبوظبي، أن الملتقى الإماراتي السنغافوري ناجح بشتى المقاييس ، بخاصة مع رجال الأعمال السنغافوريين، حيث تم إجراء مباحثات جادة ومثمرة مع ممثلي ثلاث شركات سنغافورية متخصصة في قطاع تقنيات الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، معبراً عن تطلعاته في أن تحقق تلك الزيارة نتائج إيجابية. مسارات جديدة أكد عيسى عبد الله الغرير رئيس مجلس إدارة مجموعة عيسى الغرير، أن المشاركة في الملتقى الإماراتي السنغافوري للأعمال، تكتسب أهمية خاصة لدى المستثمرين الإماراتيين، حيث تم التعرف إلى للاقتصاد السنغافوري، حيث تمت، أمس، زيارة وفد الدولة لمركز الابتكار السنغافوري مع التعرف إلى ابتكارات وتقنيات جديدة في مجالات الطاقة المتجددة والمياه والطب. داعياً الشركات وكيانات الأعمال الخاصة الإماراتية بالسير على خطى الشركات السنغافورية في تقديم الدعم لمسيرة البحث العلمي في الإمارات.
مشاركة :