قال جيش ميانمار، امس، إن جنوداً وسكان قرى مسؤولون عن مقتل عشرة أشخاص من مسلمي الروهينجا، تم العثور على جثثهم في مقبرة الشهر الماضي بولاية راخين. وتوعد الجيش بمعاقبة هؤلاء مستبقاً نشر تحقيق استقصائي أجرته رويترز كشفت من خلاله أن عشرة من الروهينجا شوهدوا وهم مكبلون وجيرانهم من البوذيين يحفرون لهم قبراً جماعياً، وعقب ذلك في صبيحة الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي عثر على العشرة يرقدون جثثاً هامدة داخل القبر نفسه. وقال اثنان ممن شاركوا في حفر القبر إن اثنين من العشرة على الأقل لفظا أنفاسهما الأخيرة طعناً بالسكاكين والسيوف على أيدي بعض القرويين البوذيين. أما الباقون فقتلهم الجنود بالرصاص.وقال بيان، نشر على صفحة القائد العام للجيش في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه سيتم معاقبة القرويين العرقيين من راخين وقوات الأمن وفقاً للقانون لقتلهم «المسلمين البنجاليين» في قرية «إن دين» في الثاني من سبتمبر العام الماضي، في إشارة منه إلى الروهينجا الذين وصفهم ب«المسلمين البنجاليين».وقامت رويترز بتجميع تفاصيل ما حدث في الأيام التي تلت أعمال القتل في قرية (إن دين)مستعينة وللمرة الأولى بمقابلات مع قرويين بوذيين اعترفوا بإشعال النار في بيوت الروهينجا، ودفن جثثهم بل، وبقتل مسلمين.كما يمثل هذا التقرير المرة الأولى التي تعرض فيها شهادة بعض رجال الأمن وجنود من الجيش وقوات من الشرطة شبه العسكرية في الأحداث.وتوضح ثلاث صور حصلت عليها الوكالة من أحد الأعيان البوذيين في القرية اللحظات المهمة من اعتقال الجنود للرجال العشرة في الساعات الأولى من مساء الأول من سبتمبر حتى إعدامهم بعد الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي بقليل.وكان هذا التحقيق الذي أجرته رويترز هو ما حدا بسلطات الشرطة إلى اعتقال اثنين من الصحفيين العاملين بالوكالة هما وا لون، وكياو سوي أو في 12 ديسمبر/ كانون الأول بدعوى الحصول على وثائق سرية تتعلق بولاية راخين.وفي العاشر من يناير /كانون الثاني أصدر الجيش بياناً أكد فيه بعض ما كانت رويترز تتأهب لنشره فاعترف بأن عشرة من الرجال الروهينجا قتلوا في مذبحة وقعت في قرية «إن دين». غير أن رواية الجيش لما دار من أحداث تناقضها في جوانب مهمة روايات حصلت عليها رويترز من شهود من البوذيين ومن المسلمين الروهينجا في راخين.وقال الجيش إن العشرة ينتمون إلى مجموعة من «200 إرهابي» هاجموا قوات الأمن. لكن بعض البوذيين من أهل القرية قالوا في مقابلات أجرتها رويترز معهم لهذا التقرير إنه لم يقع هجوم من جانب عدد كبير من المتمردين على قوات الأمن في القرية.وقال شهود من الروهينجا للوكالة إن الجنود اختاروا العشرة من بين مجموعة من الروهينجا كانت لجأت إلى أحد الشواطئ القريبة طلباً للأمن.
مشاركة :