إعداد: محمد هاني عطويإنها على الأرجح الحالة الأولى من نوعها في تاريخ علم الفلك، بل وعلى الأرجح واحدة من الاكتشافات الأكثر إثارة في العقد الأخير، فالكويكب الغريب الذي مر بجانب الأرض في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي جاء في الواقع من نظام شمسي آخر.هذا الكويكب، أو النيزك سمي «أوموموا» من قبل الفلكيين الذين اكتشفوه في مرصد هالاكالا في هاواي، وتم رصده يوم 19 أكتوبر الماضي عندما كان على بعد 200 مليون كم من الأرض، ولفت نظر المتخصصين في مركز الكواكب الصغرى. ولكن ما هو هذا الجسم الذي تبلغ سرعته نحو 200 ألف كم / ساعة على مدار مفتوح، وهل يمكن ألا يدور حول الشمس، بل جاء من مكان آخر؟ عن هذا السؤال يجيب مايك نولان، الفلكي الأمريكي الذي يعمل على المسبار أوزيريس- ركس، الذي يتجه حالياً نحو الكويكب «بينو 101955» الغني بالمركبات الكاربونية لدراسته، ومن ثم إعادة عينة منه إلى الأرض بحلول العام 2023: في البداية لم أصدق ذلك ولكن على الفور تم تحويل جميع التلسكوبات الأكثر قوة في العالم، وخاصة مرصد جيميني المكون من تلسكوبات قطرها 8 أمتار موضوعة في منطقتين مختلفتين، وأظهرت جميع القياسات التي أجريت، من قبل المتخصصين أن مداره يشهد على مصدره، فهو من خارج المجموعة الشمسية، أي أن «أوموموا» سافر على الأقل مئات الآلاف من السنين، وهو قادم من نجم غير معروف يقع على بعد عشرات السنوات الضوئية من الأرض، ولم يتم تحديده بعد.لكن المفاجأة الكبرى التي أظهرتها أرصاد التلسكوبات العملاقة أن «أوموموا» هو جرم ذو شكل ممدود مذهل، حيث يبلغ طوله نحو 200 متر، وعرضه 50 متر، وربما يذكرنا هذا الشكل بحاملة طائرات، أو بسفينة خيال علمي فضائية، وهو شكل لم يشاهد له مثيل في النظام الشمسي.
مشاركة :