أثارت تسريبات وشهادات حيّة حول انتهاكات النظام القطري للمجتمع الليبي المحافظ، بما في ذلك انتهاكات بحق معتقلات ليبيات، ردود فعل صاخبة، وخصوصاً في ما يتعلق بتسجيل صوتي مسرب يبدو فيه مدير قناة «الجزيرة» العراقي عبدالعظيم محمد وهو يتحدث مع مسؤولين من الجماعة الليبية المقاتلة عن النساء الليبيات. ويعود تسريب التسجيل إلى يونيو 2014، عندما اهتز الليبيون إلى المحتوى الذي رأوا فيه مساساً في سمعة بلادهم ومجتمعهم، ما دفع بالقناة القطرية إلى دعوة مدير مكتبها إلى العودة سريعاً إلى الدوحة، كما أصدرت بياناً نفت فيه كالعادة مضامين التسجيل، وحذّرت من «أنها ستلاحق قانونياً داخل ليبيا وخارجها من يحاولون تشويه صورة الشبكة أو موظفيها عبر نشر الأكاذيب وتلفيق التهم وفبركة التسجيلات»، وفق تعبيرها. وكان لواء ورشفانة (غربي طرابلس) العسكري التابع للجيش الوطني الليبي، أعلن آنذاك، عن تخصيص مكافأة مجزية لمن يقدم معلومات تساعد على اعتقال مراسل قناة «الجزيرة» عبدالعظيم محمد متهماً إياه بأنه جاسوس يعمل لفائدة المخابرات القطرية. وقال اللواء في بلاغ لليبيين إنه يعلن عن تقديم مكافأة مالية مجزية لمن يستطيع تقديم معلومات تساعد على اعتقال الجاسوس القطري عبدالعظيم محمد مراسل قناة الجزيرة الذي ظهر في التسجيل السري وهو يتآمر على ليبيا والجيش الليبي وكذلك يدنس شرف الماجدات الليبيات الطاهرات. مزرعة كهدية وأما المكافأة فهي عبارة عن مزرعة مساحتها هكتاران في منطقة النجيلة. وأضاف لواء ورشفانة أن «قناة الجزيرة والعاملين بها وكل القطريين يجب عليهم مغادرة الأراضي الليبية فوراً». وفي بيان شديد اللهجة قال لواء ورشفانة العسكري «لقد بلغ السيل الزبى وتجاسر الأنذال فأطلقوا كلابهم النجسة تنهش في أجسام بناتنا الليبيات وأخواتنا، وها هي صيحاتهن تتعالى يستنجدن بنا فهل من مجيب؟».وقالت وعد إبراهيم، الناشطة الليبية بمجال حقوق الإنسان إن أفراداً من الجيش القطري اغتصبوا ليبيات داخل السجون، مشيرة إلى أن ضباطاً قطريين هم من كانوا يستجوبون المعتقلين في السجون بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي. وقد أكدت معتقلات ليبيات سابقات، أن ضباطاً قطريين كانوا يتعمدون إذلالهن عبر تمزيق ملابسهم، وهتك أعراضهن ووصفهن. وقالت إحداهن «ما حدث لنا في سجون الميليشيات لا يمكن أن يتخيله أي عاقل، لقد تجاوز كل ما يقوم به الصهاينة ضد الفلسطينيين». فتوى الانتحار في فبراير 2014 وجهت الناشطة الحقوقية الليبية وفاء مبدأ (اسم مستعار) نداء عبر موقع «صوت روسيا» للقبائل الليبية باستصدار فتوى للمعتقلات في سجون الميلبشيات تجيز لهن الانتحار أو الطلب من ناتو قصف السجون الليبية. وقالت الناشطة «في كل مدينة يوجد معتقل للنساء فأين أنتم يا قبائلنا لماذا لا تتحركون، المرأة الليبية تقول وامعتصماه هذه بناتكم يطالبنكم بتدمير السجون، في أرحامهن أطفال من ناس اغتصبتهم واغتصبت بلادهم، وهن يطالبنكم بإعطاء فتوى بالانتحار أو تدمير السجون». تجسّس استعملت المخابرات القطرية نساء ليبيات في المنطقة الشرقية للتجسس على الجيش الوطني، وفي فبراير 2017، أصدر الحاكم العسكري بدرنة قراراً بمنع سفر الليبيات من دون «محرم»، مبرراً القرار باكتشاف حالات ثبت فيها تعامل سيدات ليبيات مع أجهزة مخابرات أجنبية. وأكدت مصادر ليبية آنذاك أن الأمر يتعلق بتجنيد المخابرات القطرية لنساء ليبيات في تونس وتركيا ولبنان وإيطاليا، وتكليفهن بالتجسس على الجيش الوطني، ونقل رسائل لإرهابيين كانوا محاصرين في بنغازي.