أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح آل طالب، أن التربية الصالحة هي التي ترسخ لدى المتلقي هويته الإسلامية وانتماءه الصحيح وتحفظه أمام التحديات الفكرية بأن يكون أكثر وعياً ومقاومة للانحرافات التي تشكك في الثوابت الدينية والقيم النبيلة المتأصلة في مجتمعنا المسلم حتى لا ينصهر الجيل ويذوب فيصبح مجرد رقم بين المخلوقات.وقال آل طالب في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام: إن تربية الأولاد والعناية بهم والاستثمار فيهم من أعظم التجارات المربحة في الدنيا والآخرة، لافتاً إلى أن التربية تعني صناعة الإنسان وهي تحصيل للمعرفة وتوريث للقيم كما أنها توجيه للتفكير وتهذيب للسلوك وتشمل كل مجهود أو نشاط يؤثر في قوة الإنسان وتكوينه.وأضاف: حين ترى مشاهد المنحرفين والمتمردين على الآداب والقيم والشاردين عن الصواب تتساءل من ربّى هؤلاء؟ ومن المسؤول عن إنتاج هذا الجيل؟ إنها التربية القاصرة بل إنها إهمال التربية، مشيرا إلى أن جيلا بهذا التدني مع الانفلات الأخلاقي وانعدام الثوابت وغياب الهدف لا يرفع أمته ولا يدافع عنها بل هو وبال على مجتمعه وعبء عليه فلا بد من وقفة جادة مع أنفسنا وأولادنا من البنين والبنات ومقاومة الشرور التي تستهدف الجيل وتكتسح القيم.وأكد أن التربية ليست مجرد توفير الطعام واللباس والمسكن بل التكليف بتنشئة الأبناء على الإيمان والعمل الصالح.وشدد على أن أخطر مرحلة يمكن التعرض فيها للتأثر هي مرحلة التشكل وهي المرحلة المدرسية لقوة العاطفة والاندفاع وقلة العلم والتجربة؛ فالسنوات الأولى هي فترة التطور الأكثر في حياة الفرد وهي السنوات الأكثر ضعفا في حياته، فإذا كان الطفل محاطا بالرعاية والتأثيرات الدائمة والإيجابية فسينشأ ناجحا قادرا على العطاء.وبين أن الركن الأساسي للتربية هو القدوة الصالحة المتمثلة في الأبوين، ثم ربطهم بالقدوات الصالحة من الصحابة والسلف الكرام، واختيار الرفقة الصالحة لهم من الأصحاب وكل مصدر للتلقي وخاصة ما عمّ في هذا الزمان من سهولة التواصل عبر شبكة المعلومات والأجهزة الحديثة التي غزت كل البيوت.ودعا إلى تعويد الأبناء على الصلاة والمحافظة عليها وتنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة، وتطهير البيوت من المنكرات وتعليمهم الخير وغرس حب السنة والاقتداء بأهل العلم والصلاح وتحبيب القراءة لهم وتجنيب كل ما يضرهم.وأوضح أن مسؤولية الآباء مسؤولية عظيمة نحو بناتهم؛ فكم من صالحة أنشأت جيلا عظيما كانت نتاج تربية صالحة، وكم من منحرفة أفسدت أمة بأسرها كانت نتاجا لإهمال التربية والمتابعة، داعيا إلى تعويد البنات الستر والحشمة والعفاف منذ الصغر، فتربية الفتاة على الحياء يدفع بها إلى المكرمات والحياء لا يأتي إلا بخير.
مشاركة :