السياسة تقضي على حلم سورية محجبة وترغمها على الانسحاب من «ذا فويس فرنسا»

  • 2/10/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لم يُخفف وجه منال ابتسام الهادئ ولا صوتها الدافئ الحملة التي شُنت ضدها بعد مشاركتها في «ذا فويس فرنسا»، فأطاحتها منه بعد أسبوع من الشد والجذب بين أصوات تطالب باستبعادها من البرنامج وقناة «تي إف 1» التي راحت تبحث عن مخرج لائق... فكان انسحاب منال في رسالة مصوّرة نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي. القرار لاقى ترحيباً كبيراً، خصوصاً أن الشابة الفرنسية المنحدرة من أصول سورية، والتي لفتت الأنظار بحجابها الأنيق، خسرت بسبب السياسة حلم التنافس على لقب «أحلى صوت» بعدما نُبشت لها مواقف «معادية»، إبان هجوم نيس عام 2016، والذي ذهب ضحيته 86 شخصاً، إذ كتبت يومها: «عظيم. أضحت المسألة روتينية. هجوم كل أسبوع. صحيح، يجب ألا ننسى أبداً أن نُحضر معنا هوياتنا عندما نحضّر لعملية وسخة». وفي منشور آخر، انتقدت الحكومة الفرنسية في شكل مباشر واتهمتها بالإرهاب، إذ كتبت بعد الهجوم الذي شنه مسلحان بالسكاكين على بلدة سان اتيان دي روفري شمال غربي فرنسا: «الإرهابي الحقيقي هو حكومتنا». اليوم، تبدو منال آسفة لما سببته كلماتها من أسى لأهالي الضحايا، إذ كتبت على «فايسبوك»: «عشية هجوم نيس، كان أفراد من عائلتي هناك. كنت مصدومة ومضطربة ولم أفهم لماذا لم تستطع السلطات تفادي هذا الهجوم. بعد عامين، أصبحت أكثر نضجاً، وبتُ قادرة على أن أقيس مدى عدم التفكير، في هذه الرسائل. أفهم أن هذه الكلمات تصدم، لذا أعتذر. اليوم من خلال الموسيقى، أنا سعيدة بأن أُعبر لكم عن حبي، وأكثر ما يخالجني هو التسامح نحو الآخرين والسلام في ما بيننا». ورحبت شبكة «تي إف 1» التي تبث النسخة الفرنسية من برنامج «ذا فويس»، بـقرار منال «المسؤول» بعد «اعتذارات في العلن، تنمّ عن رغبة في التهدئة»، وتمنّت أن تواصل مسيرتها كفنانة. أما شركة «إي تي في استوديو فرانس» منتجة البرنامج، فأفادت في بيان عبر موقعها الإلكتروني بأنها «تحترم رغبة منال بالانسحاب». وأضافت: «ظل الجو ضاغطاً على رغم تقديم اعتذار صادق. لذا نأمل بأن يسمح قرار منال والكلمات التي اختارتها للتعبير عنه، بتهدئة التوتر». وأثنى البيان على موهبة منال الكبيرة وإحساسها العالي، ورسالتها للسلام والتسامح. واللافت مشاركة بعض المواقع المؤيدة لإسرائيل ومواقع تروّج لـ «الإسلاموفوبيا» في الحملة التي شُنت ضد منال على حد سواء، فوصفتها الأولى بـ «المسلمة المتطرفة» استناداً إلى منشورات على «فايسبوك» انتقدت فيها إسرائيل، فيما انتقدتها الثانية لترويجها للمفكّر الإسلامي السويسري الجنسية طارق رمضان.

مشاركة :