أكد رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، عمق العلاقات التي تجمع بين بلده ودولة الإمارات، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتشهد تطوراً مستمراً، مشيراً إلى أن «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي»، الذي تم إطلاقه صباح أمس في متحف «اللوفر أبوظبي» بحضور وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي، وزكي نسيبة وزير دولة، يأتي تكريماً لذكرى الشيخ زايد واعترافاً بجهوده في تأسيس الاتحاد، وتقديراً لمسيرته في قيادة دولة الإمارات نحو مستقبل يليق بتاريخها وإنسانيتها، كما تعكس مشاركة فرنسا في الاحتفالات بـ«عام زايد»، عمق العلاقات القوية بين البلدين التي بدأت بفضل القائد المؤسس. «الشيخ زايد والأوروبيون» أوضحت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي، أن برنامج الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي سيحتفي بعام زايد من خلال معرض «الشيخ زايد والأوروبيون»، حيث تشارك فرنسا في تنظيم المعرض مع بعثة الاتحاد الأوروبي في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام زايد في منارة السعديات. وينظم الحوار معرض التصميم ليعرض المواهب الفرنسية والإماراتية الناشئة في مجال التصميم، لافتة إلى حرص دولة الإمارات على تطوير جوانب التعاون المستقبلية في إطار السعي المستمر لتطوير الثقافة، منها تمكين المواهب وتعزيز قيم الإبداع والابتكار والذكاء الاصطناعي، خصوصاً بين الشباب للمشاركة في الصناعات الإبداعية، باعتبارها أحد أهم مكونات القطاع الثقافي والاقتصادي في المستقبل، وذلك من منطلق أن النشاط الثقافي لا يقتصر على المتاحف والمسارح فحسب، بل يظهر في كل أشكال الإبداع من التصميم والأزياء والسينما والموسيقى التي تمس حياتنا اليومية. نورة الكعبي: فرنسا كانت واحدة من أوائل البلدان التي بدأ منها الشيخ زايد علاقاته الثنائية الرسمية. 30 ألف فرنسي اختاروا العيش في الإمارات. وأوضح فيليب أن «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» يُعد فرصة متميزة لتوسيع أطر المبادرات والمشاريع والبرامج المختلفة، حيث يتضمن مجالات عدة مثل الفن والذكاء الاصطناعي وحماية التراث الثقافي المعرّض للخطر، وتعزيز اللغتين الفرنسية والعربية في البلدين، بالإضافة إلى تنظيم عددٍ من الفعاليات لإبراز الوجه الجمالي والحضاري لدولة الإمارات في فرنسا، من بينها معارض لفنانين إماراتيين. ثقافة التسامح رئيس الوزراء الفرنسي قال عقب الجولة التي تفقد خلالها مرافق المتحف وما تضمه من معروضات فنية تجمع بين مختلف الثقافات، وتقدم للعالم رسالة مفادها أن الإمارات ستظل مفتوحة على كل ثقافات العالم، وفق قيم أساسها التسامح والتعاون والتعايش السلمي؛ إن ما يحمله «اللوفر أبوظبي» من قيمة وجماليات عمرانية لا تقل عن قيمته العلمية والثقافية الأصيلة، مشيراً إلى أن المتحف يعد ثمرة 10 سنوات من التعاون المتواصل والبناء بين الجانبين. وأوضح أن المتحف بدأ بتحقيق ما تطمح إليه الدولتان في جعل الثقافة محطاً لاهتمام العالم، حيث يتيح لأكبر عدد من الأشخاص فرصة التعرف إلى الثقافات المختلفة في سن مبكرة، بما يُسهم في خلق ثقافة التسامح والتفاهم المتبادل، لافتاً إلى أن «اللوفر أبوظبي» وجامعة «باريس السوربون أبوظبي» وغيرهما من المرافق العلمية والثقافية تُعد من ثمار هذا التعاون المشترك بين الجانبين، وعنواناً لسعي حكومتي البلدين إلى تطوير وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، والذي يتوج اليوم بإطلاق «الحوار». من جانبها، شددت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي، على عمق العلاقات الإماراتية الفرنسية التي بدأها المغفور له الشيخ زايد، بهدف إقامة حوار ثقافي لايزال مستمراً إلى اليوم، موضحة أن فرنسا كانت واحدة من أوائل البلدان التي بدأ منها الشيخ زايد علاقاته الثنائية الرسمية، ولاتزال تربط بين البلدين علاقات قوية في مجالات التعليم والتجارة والدفاع والثقافة، حيث تستضيف الإمارات العربية المتحدة اليوم أكثر من 30 ألف مواطن فرنسي اختاروا العيش فيها، وتعد فرنسا البلد المضيف الرابع الأكثر شعبية للطلاب الإماراتيين للدراسة في جامعاتها، بينما تدرس اللغة الفرنسية في المدارس في جميع أنحاء دولة الإمارات لما يزيد على 60 ألف طالب وطالبة، وفي الوقت نفسه تعد فرنسا ثاني أكبر شريك تجاري ورابع أكبر مستثمر أجنبي للإمارات. فعاليات ومبادرات يضم «عام الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي»، العديد من المبادرات المشتركة بين البلدين، من أبرزها «معمل مشترك للفن المعاصر والخبرات» المقام في متحف اللوفر أبوظبي لعرض أعمال فنية لأربعة فنانين من الإمارات، نتيجة تعاونهم مع أربعة مصانع فرنسية تاريخية، إضافة إلى «من متحف لوفر إلى آخر» الذي يجمع أكثر من 150 قطعة من روائع «المجموعات الملكية» من متحف اللوفر وقصر فرساي، و«برنامج دوائر العالم» الذي سيعرض مجموعة من المكتبة الوطنية الفرنسية، و«ألبوم العالم 1842-1896» الذي سيقام في متحف اللوفر أبوظبي، ويتم من خلاله عرض أول صور فوتوغرافية من مختلف أنحاء العالم، ومعرض «حوار بين الشرق والغرب» الذي يفتتح في متحف اللوفر أبوظبي، ويضم 30 لوحة زخرفية من مجموعة النابيس. كما يضم برنامج الحوار مهرجان السينما الفرنسي ومهرجان فرانكو في أبوظبي ودبي، ومشروع الإذاعة الناطقة بالفرنسية، وسلسلة من المناقشات التي تنظم على مدار العام بالمشاركة مع سوربون أبوظبي، مع التركيز بشكل رئيس على موضوعات التراث والفن والذكاء الاصطناعي. ويشمل الحوار أيضاً إقامة فعاليات ضمن معرض باريس للكتاب، منها إعلان الشارقة ضيف شرف المعرض، وتبادل الإقامة بين الفنانين من الإمارات وفرنسا مع التركيز على الفن والابتكار، والمهرجان الثقافي الإماراتي المتعدد التخصصات بالشراكة مع السفارة الفرنسية، إضافة إلى تنظيم العديد من الحفلات الموسيقية من قبل الموسيقيين الفرنسيين، ويدخل ضمن برنامج الحوار كذلك المعرض الدولي للفن المعاصر في دبي بحضور فريق فرنسي إماراتي، و«القمة الثقافية الدولية»، وهي قمة دولية ستجمع بين قادة الثقافة العالميين في أبوظبي، إلى جانب فعاليات عدة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
مشاركة :