القمة العالمية للحكومات.. عصف ذهني لخيرة العقول

  • 2/11/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» تستضيف أعمال الدورة الحالية من القمة العالمية للحكومات، التي تُعقد تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، 130 متحدثاً عالمياً في 120 جلسة رئيسية حوارية وتفاعلية، إلى جانب مشاركة أكثر من 4 آلاف شخصية من 140 دولة، من بينهم رؤساء حكومات ووزراء ومسؤولون وصناع قرار وعلماء وخبراء سياسة واقتصاد وباحثون وأكاديميون ومبتكرون، في ما يشبه أكبر «جلسة عصف» ذهني، ذات طابع نخبوي، يشارك فيها خيرة العقول والمبدعين والمطورين ومستشرفي المستقبل في العالم، يلتقون تحت هدف رئيسي ينطلق من بناء منصة دولية مشتركة للعمل الحكومي تنضوي تحتها تصورات وخطط واستراتيجيات للارتقاء بأداء الحكومات، عبر اعتماد أحدث الابتكارات والاتجاهات المستقبلية في هذا الصدد، وإيجاد آليات تعاون وشراكة جدية، في ظل روابط تجارية متشابكة واقتصادات معرفية متنامية. كما تسعى أعمال القمة، التي تعد أكبر تجمع عالمي تكنوقراطي ذي طابع معرفي، واستقصاء أحدث الابتكارات العالمية في مختلف القطاعات الحيوية والتنموية الرئيسية، وأحدث الاتجاهات العلمية والفكرية التي يمكن أن تلهم صناع القرار في وضع سياسات بناءة وتشكيل العمل الحكومي المستقبلي، وكذلك آفاق الاستثمار في قطاعات جديدة ضمن توجهات مستقبلية مستدامة. مشاركة عالمية وإماراتية تشهد القمة العالمية للحكومات مشاركة لافتة لمجموعة من أبرز الشخصيات العالمية في دوائر صنع القرار السياسي والاقتصادي، ونخبة من العلماء والخبراء والمفكرين ورؤساء منظمات وهيئات دولية ومسؤولين حكوميين ورياديين في القطاع الخاص، يشاركون في تقديم رؤاهم وخبراتهم وأفكارهم ومقارباتهم لمستقبل العمل الحكومي وسبل تمتين وتمكين التعاون الدولي في شتى قطاعات العمل الإنساني، ويستعرضون أبرز التحديات المستقبلية ويسهمون في اقتراح حلول جديدة ومبتكرة، تنطلق أولاً وأخيراً من تطوير شبكة تبادلية لأهم ما ينتجه المجتمع الدولي من معارف وخبرات وسياسات ناجعة.من بين أبرز المتحدثين، ضمن أعمال القمة، إدوارد فيليب، رئيس وزراء جمهورية فرنسا، وجيم يونغ كيم، رئيس البنك الدولي، وكريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي، وأودري أزولاي، مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وروبرتو أزيفيدو، مدير منظمة التجارة العالمية، وأنخيل غوريا، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وكلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس).إماراتياً، تعتلي منصة القمة شخصيات فاعلة ومؤثرة، عبر جلسات تستعرض التجربة الإماراتية في العمل الحكومي، كما تقدم مقاربة مستقبلية للعمل الحكومي، محلياً وإقليمياً ودولياً، بالاستناد إلى تجربتها في التخطيط العملي للمستقبل. ضمن هذا الإطار، يطرح سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، النسخة الجديدة من «دبي 10X»، التي تهدف إلى تحقيق الرؤية الاستراتيجية لدبي، كي تكون مدينة المستقبل بتطوير منظومة العمل الحكومي جذرياً واستحداث آليات وأدوات جديدة، تنطلق من التفكير الإبداعي والابتكار الخلاق، كي تكون دبي الأولى في التنافسية، بحيث تسبق مدن العالم بعشر سنوات.كذلك، يشارك الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في كلمة بعنوان «أرض الإلهام والفرص»، كما يناقش سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في إحدى جلسات القمة حول كيفية تطوير المنظومة التعليمية، مفهوما وأدوات، بحيث تخدم وظائف المستقبل وتلبي المستهدفات المتوقعة. ويرعى سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، جلسة رئيسة بعنوان «حلم الشباب العربي»، تستعرض تطلعات الشباب في الوطن العربي واحتياجاتهم وما الذي ينتظرونه من حكومات المستقبل.وفي سياق العمل الإنساني الدولي، تلقي قرينة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سموّ الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، كلمة رئيسية في القمة.ويشارك في جلساتها عدد من الوزراء، ضمن مختلف المحاور المطروحة في الأجندة، متحدثين ومحاورين، وهم: محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس القمة، والدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ونورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، والدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، وعهود الرومي، وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة، المديرة العامة لمكتب رئاسة مجلس الوزراء، نائبة رئيس القمة، وشما المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وسارة الأميري، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، وعمر العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي.ويشارك، ضمن محاورها المتعددة، عدد من نجوم العالم، أصحاب مشاريع ومبادرات إنسانية وتنموية، تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة في المجتمعات، من بينهم الممثلان العالميان روبرت دي نيرو، وروبرت ويتيكر، والممثلة غولدي هون، والمغني المعروف ويل آي آم، كما يشارك فيها نخبة من أبرز العلماء والمفكرين ومستشرفي المستقبل، مثل العالم السياسي والخبير الاقتصادي فرانسيس فوكوياما، وعالم الفيزياء صاحب الرؤية المستقبلية ميتشيو كاكو، والعالم في التكنولوجيا الحيوية إلين يورجنسن، والعالم في الهندسة الوراثية كريغ فنتر، وعالم الفيزياء الفلكية نيل ديغراس تايسون، وغيرهم. من الهند إلى العالم تحل الهند ضيف شرف مميزاً على أعمال القمة، بوفد كبير يضم أكثر من 100 شخص من المسؤولين والخبراء والباحثين والمبتكرين وأصحاب المشاريع الريادية، يترأسهم ناريندرا مودي، رئيس الوزراء، الذي يلقي كلمة رئيسية في القمة.وتشارك الهند تجربتها الفريدة التي نجحت عبرها في تطوير مشاريع والمبادرات والمؤسسات الرائدة في قطاعات تنموية وخدمية وتقنية متعددة، في التعليم والصحة والتكنولوجيا وتطوير حلول ذكية للعديد من التحديات التي يواجهها المجتمع الهندي، والتي تصلح لأن تكون نموذجاً ومثالاً يمكن الاسترشاد به وتعميمه على العديد من المجتمعات العالمية. منتديات القمة كجزء رئيسي من جدول أعمالها السنوي، تضم القمة العالمية للحكومات ستة منتديات، تناقش موضوعات ومحاور ضمن سياق الطرح المستقبلي للعمل الحكومي، وبما يكفل تحسين جودة الحياة في المجتمعات الإنسانية. وتشمل هذه المنتديات: منتدى استيطان الفضاء، الذي يتم تنظيمه بالمشاركة مع مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث يضم جلسات تفاعلية بمشاركة نخبة من العلماء تناقش فرص استيطان الفضاء الخارجي في المستقبل وكيفية الاستفادة من علوم الفضاء في استثمار الموارد البشرية بصورة مثلى؛ ومنتدى الذكاء الاصطناعي، عبر جلسات تناقش دور الذكاء الاصطناعي في وظائف المستقبل، وما هي حدود الذكاء الاصطناعي، الذي يشكل عصباً رئيسياً في مختلف القطاعات الحيوية في المستقبل، وتأثيره في الإنتاجية البشرية، وهل سيعزز هذه الإنتاجية أم العكس.وهناك كذلك منتدى التغير المناخي، الذي يفرض نفسه بقوة على أجندة أعمال القمة، من خلال جلسات تستعرض أبرز التحديات المناخية التي تهدد استقرار المجتمعات وتلحق ضرراً بالغاً بالبنى التحتية والاقتصادية والاجتماعية للدول وتعمل على تآكل الموارد للأجيال المستقبلية.ومن المنتديات الحيوية منتدى رواد الشباب العربي، الذي يشكل منصة دائمة لطرح قضايا الشباب الملحة وسبل توجيه طاقاتهم وإمكاناتهم والاستفادة من مواهبهم.أما المنتدى الخامس ضمن فعاليات القمة فهو الحوار العالمي للسعادة، الذي انطلق أمس السبت، من خلال العديد من الجلسات التي تناولت مفهوم السعادة، كمنظومة عمل، من خلال استعراض تجارب عالمية في هذا الخصوص، ومناقشة أوجه السعادة كقيم ومؤشرات قياس وآليات تطبيق وانعكاساتها في تعزيز كفاءة عمل مختلف القطاعات الحكومية.كما تتضمن فعاليات القمة ملتقى أهداف التنمية المستدامة الذي يستضيف مسؤولين وخبراء من حول العالم، ويبحث فرص تنفيذ هذه الأهداف العالمية. منصة السياسات العالمية للمرة الأولى، تنظم القمة العالمية للحكومات «منصة السياسات العالمية»، التي تشكل منبراً يجمع أطرافاً دولية لتوحيد السياسات الحكومية والارتقاء بأدائها بما يكفل مستقبلاً أفضل للبشرية. وتشهد المنصة طرح عدد من القضايا، بمشاركة خبراء وسياسيين و16 منظمة دولية، تغطي اهتمامات ومجالات شتى مثل دور الثورة التكنولوجية في القطاع المالي وسبل تعزيز الشراكات الدولية في القطاع الصحي، ومستقبل التجارة والعولمة، وتنسيق السياسات الاقتصادية، ومستقبل التعليم والثورة الصناعة الرابعة وغيرها.ومن بين المنظمات الدولية المشاركة في هذه الجلسات والاجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الهجرة الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. فعاليات وأنشطة تشهد القمة إطلاق أكثر من 20 تقريراً ودراسة، من بينها دليل الحكومات نحو العام 2071، الذي يقدم تصوراً عاماً حول آليات الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي للعقود الخمسة المقبلة، وإطلاق «مؤشر جاهزية الحكومات للمستقبل».كذلك، يستقبل «متحف المستقبل»، الزوار حيث يُتاح لهم التعرف إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي في حياة الناس والمجتمعات.ومن الفعاليات الأخرى «ابتكارات الحكومات الخلاقة» التي ينظمها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، حيث تعرض فيها عدد من الحكومات العالمية تجاربها وأفكارها ومشروعاتها وحلولها المبتكرة لمواجهة التحديات. وستقدم القمة أربع جوائز عالمية، هي: تكنولوجيا الحكومات التي تضم جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول، وهاكاثون الحكومات الافتراضي، وأفضل التقنيات الناشئة في الحكومات؛ وأفضل وزير في العالم، وأفضل ابتكار للحكومات، و«تحدي الجامعات العالمي لاستشراف حكومات المستقبل».

مشاركة :