تحقيق: راندا جرجس تعاني نسبة كبيرة من الأشخاص من تساقط الشعر، حيث إن اثنين من كل ثلاثة رجال يتعرضون للصلع عند سن الستين، بينما يبدأ الصلع الوراثي في سن الـ17 عند الرجال وفي سن الـ25 عند النساء، كما يتزامن تساقط الشعر مع بعض الإصابات مثل نقص الفيتامينات والأنيميا أو بعد الحمل والرضاعة في النساء، ما يؤدي إلى نقصان كثافة الشعر، وفقدانه الحيوية والجمال، وزيادة تعرضه للضعف والتقصف، وظهور بقع صلعاء دائرية أو غير مكتملة في فروة الرأس، وفي هذا التحقيق يتحدث الخبراء والاختصاصيون حول مشكلات تساقط الشعر وطرق الحماية والعلاج.يقول الدكتور محمد الغريب مختص الأمراض الجلدية إن بصلة الشعر هي الجريب الذي تنمو منه الشعرة، وتثبت في فروة الرأس، وعندما تبدأ الخلايا في الانقسام والتجديد والتكاثر فتطرد الخلايا الميتة، يسمى ذلك تساقط الشعر، أما المرحلة التي تنمو فيها جدائل الشعر فتسمى طور التنامي الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات، وبعدها يدخل الشعر في طور التراجع لمدة ثلاثة أسابيع حيث لا ينمو ولا يتساقط، ومن ثم يحدث الطور النهائي لمدة ثلاثة أشهرحيث تسقط الشعرة، وتختلف مراحل النمو بحسب مناطق الجسم، وعادة يتساقط بشكل طبيعي ما بين 25 إلى 100 شعرة يومياً، أما عندما يتجاوز تساقط الشعر هذه الكمية بشكل واضح، فهذا يسمى في المصطلحات الطبية بالصلع، ومن العوامل التي تسبب ذلك:* الاستعداد الوراثي في الرجال أو النساء.* الأنيميا، وخاصة قلة الحديد، والنقص الحاد في الفيتامينات والزنك.* الحمل والرضاعة.* الضغط النفسي والتوتر.* قصور الغدة الدرقية والاضطرابات الهرمونية.* الإصابة بالثعلبة.* الذئبة الحمراء.* العلاج الكيميائي.* نقص الوزن الحاد. أنـواع يشير د. الغريب إلى أن هناك بعض الأعراض المصاحبة للأمراض المسببة لتساقط الشعر وتتمثل في التوتر والضغط النفسي أو الأنيميا، كما يظهر الفقدان التدريجي لسماكة الشعر مع ظهور بؤر للصلع في فروة الشعر، وتعد أكثر مضاعفات سقوط الشعر هي تلك التي تؤدي إلى الصلع، وهناك منها عدة أنواع تختلف بين الأسباب والأنماط ومنها:• تساقط الشعر الكربي، هو الذي يحدث بعد الولادة بشكل عام، عندما يقل الشعر نتيجة التوتر، المرض، أو التغيرات الهرمونية، وفي هذه الحالة يتساقط الشعر مبكراً، 3-4 أشهر بعد التعرض للتوتر، ما يؤدي لتزايد تساقط الشعر، وهذه حالة مؤقتة، حيث يعاود الشعر النمو خلال 6 أشهر.• تساقط الشعر الدوائي، وهي حالة شائعة تحدث نتيجة الخضوع للعلاج الكيميائي والعلاجات الأخرى للسرطان، وتؤثر هذه الحالة على فروة الرأس، الوجه، والجسم، إلا أنها مؤقتة.• الصلع ذكري الشكل، وهو يسمى أيضاً الصلع ذو النمط الذكري والأنثوي، والذي يظهر على شكل تراجع لخط الشعر، يليه ترقق الشعر في قمة الرأس وجانبيه لدى الرجال، أما عند النساء فتظهر بقعة فارغة على شكل حدوة حصان خلف الرأس وعلى جانبيه، كما أن الصلع ذا النمط الأنثوي، يظهر من ناحية أخرى على شكل ترقق كثافة الشعر بشكل عام في كامل فروة الرأس، كما تتحكم العوامل الجينية بهذا النوع من تساقط الشعر، ولها أيضاً دور في نفس المشكلة لدى كبار السن.* الثعلبة البقعية، تصنف هذه الإصابة ضمن نتائج خلل الجهاز المناعي، وهي تحدث عندما يهاجم الجسم جريبات الشعر بالخطأ، مسبباً تقلصها وتأخراً أو توقفاً في إنتاج الشعر، وتسبب هذه الحالة تساقطه بشكل مكثف، تاركاً وراءه مساحات خالية من الشعر على الرأس، وأي منطقة أخرى من الجسم، وفي العديد من الحالات، يعود الشعر للنمو مع الوقت، وربما تزداد الحالة سوءاً وتتطور إلى الثعلبة الرأسية الشاملة، مع خسارة كلية لشعر الرأس، أو الثعلبة الشاملة التي يخسر فيها الرأس والجسم شعره، والجدير بالذكر أن التوتر والتاريخ المرضي للعائلة لهما دور في تطور هذا النوع من تساقط الشعر.* الثعلبة الندبية، وهي تتسبب في تدمير جريب الشعرة كلياً، وعدم نمو الشعرة مجدداً، فهي تحدث بشكل عام نتيجة مضاعفات تظهر من بعض الحالات مثل العيوب الخلقية، الإصابات الجسدية، العدوى، والأورام وبعض أمراض الكولاجين.* الاضطرابات الاستقلابية أو الغذائية: مثل فقر الدم، أو عوز الزنك، وربما يؤدي كذلك لترقق الشعر وزيادة تساقطه، ويعد هذا النوع من الصلع شائعاً جداً، كما يتميز هذا النمط بأن تساقط الشعر يكون موزعاً وليس مركزاً في منطقة معينة، ومهما قل أو زاد فهو يظهر على كامل فروة الرأس. الوقاية والعلاج يؤكد د. الغريب على أن الوقاية تكمن في تناول الأطعمة، الخضراوات، والفاكهة الغنية بالفيتامينات مثل منتجات الألبان، البيض، الجزر، السبانخ، العدس، الفراولة، البرتقال، والكيوي، مع مراعاة تصفيف الشعر بطريقة سليمة، والابتعاد قدر الإمكان عن صبغات الشعر وفرده، كما أن هناك بعض الفيتامينات المتعددة التي يمكن تناولها بالفم، الفيتامين B، الفيتامين C والحديد لتحفيز نمو الشعر الصحي من جديد هي إحدى الوسائل المستخدمة للحد من تساقط الشعر، وكما يعطي استخدام العلاجات الحديثة نتائج إيجابية لجميع أنواع الصلع حيث تعمل على تقوية الشعرة مثل الميزوثيرابي، وPRP، والكاربوكسي الذي يعمل على تنشيط جريبات الشعر من خلال إيصال المزيد من الأكسجين، وتحسين الدورة الدموية وزيادة توصيل المواد الغذائية التي تحتاجها الشعرة. يتم تجديد جريبات الشعر التي تعزز بدورها نمو الشعر، أما في حال إذا كان السبب الرئيسي هو التغيرات الهرمونية، فيمكن علاج الصلع بـمثبطات الاختزال الفموية التي تعيق تحويل التستوستيرون إلى هيدروتستوستيرون. الخلايا الجذعية يوضح الدكتور وسام عضاضة مختص زراعة الشعر وطب التجميل، أن الخلايا الجذعية أو الخلايا الجذرية، هي خلايا فريدة من نوعها غير متخصصة ولكن يمكنها أن تتمايز إلى خلايا متخصصة وقادرة على الانقسام لتجدد نفسها باستمرار، فهي نوع قوي وموجودة في كافة أنحاء الجسم، ومهمتها تكمن في مقاومة المرض وإعادة تأهيل الأضرار، ونمو الخلايا الهامة، حيث تقوم بالتدابير اللازمة لنمو الجلد والشعر، فالخلايا الجذعية موجودة أساساً في نقي العظام في جسم الإنسان كما أنها منتشرة في جميع أنحاء الجسم متنقلةً بين جميع أنظمة وأجهزة الجسم لتجدد وظائفه وفي بعض الأحيان تظل خامدة لمدة طويلة من الزمن، وتعتبر هي النوع الوحيد من الخلايا داخل الجسم البشري التي يمكن أن تتطور إلى نوع آخر من الخلايا لأنها تنقسم وتتمايز مما يجعلها الخلية الأكثر تنوعاً والمعروفة في النظام الحيوي لجسم الإنسان.يضيف: إن عدم تجدد الخلايا هو السبب لظهور العديد من الأمراض المعروفة، لذا يمكن علاج نقصها باستخدام تقنية تدعى العلاج بالخلايا الجذعية والتي تقوم على إضافة خلايا جذعية صحية وسليمة إلى المنطقة التي تحتاج إلى علاج فتحفز من قدرة الجسم على شفاء نفسه عن طريق تجديد المنطقة وخلق نمو جديد، وكذلك هو الحال في علاج تساقط الشعر والصلع. الثعلبة البقعية وعن مرض الثعلبة الذي يعد من أهم الأمراض التي تسبب تساقط الشعر، تذكر الدكتورة أماني سعيد أخصائية الأمراض الجلدية، أن الثعلبة هي فقدان الشعر في شكل بقع مستديرة، سواء من فروة الرأس أو أماكن أخرى في الجسم مثل اللحية، ويمكن لطبيب الأمراض الجلدية تشخيص داء الثعلبة من خلال النظر في فقدان الشعر، بفحص عينة من الشعر المتساقط تحت المجهر، وفي بعض الأحيان يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من الجلد للتأكد من أن هذا المرض هو داء الثعلبة، وأيضا يجب عمل فحص الدم إذا كان الطبيب يعتقد أن المريض مصاب بأمراض مناعة ذاتية أخرى. مسببات وعلامات تفيد د. سعيد أن داء الثعلبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية، ما يجعل الجسم يهاجم نفسه، وفي داء الثعلبة الجسم يهاجم جريبات الشعر، ما يسبب الأعراض التي يتزامن وجودها معه، وأيضاً التركيب الجيني للشخص، جنباً إلى جنب مع عوامل أخرى تتسبب في الإصابة بهذا النوع من فقدان الشعر، وخاصة المناعة الذاتية مثل مرض الغدة الدرقية أو البهاق (ظهور بقع من الجلد أفتح من الجلد الأصلي)، الربو والحساسية، حمى القش (حساسية الأنف)أيضاً مرض السكري النوع الأول، ويمكن أن يصاب أي شخص بهذا النوع من فقدان الشعر في أي سن، وغالبا ما يبدأ في مرحلة الطفولة، كما أن أغلب المرضى الذين يعانون من داء الثعلبة يكون لدى أحد أفراد الأسرة هذا المرض. الوسائل العلاجية تشير د. سعيد إلى أن هناك العديد من العلاجات البديلة لمرض الثعلبة لكن أغلب هذه العلاجات لم يتم اختبارها سريريّاً، لذا فإن فاعليتها في العلاج غير معروفة، والتي ربما تختلف من شخصٍ إلى آخر، كما أنه يمكن استخدام بعض الفيتامينات والأدوية، وفي الغالب يصف الطبيب مزيجاً أو أكثر من العلاجات لإعطاء نتائج جيدة.ومن المؤكد أن اللجوء لأي منها يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب فقط، والجدير بالذكر أن بعض الحالات تحتاج لإعادة زراعة الشعر لكي يستعيد المريض مظهر الشعر الطبيعي، وبصفة عامة فإن الشفاء من المرض تكون نسبته مرتفعة، وخاصة عند الأطفال، ففي بعض الحالات نجد اختفاء المرض من تلقاء نفسه، دون علاج ويحدث ذلك بعد اختفاء الأسباب التي أدت إلى ظهور المرض. حلول جديدة تعني طريقة «الميزوثيرابي» حقن الصفيحات الدموية، الغنية بعوامل النمو، في المناطق المستهدفة بالعلاج في فروة الرأس؛ لتنشيطها وتسريع إعادة توليد الخلايا، هذا من شأنه أن ينشط نمو الشعر، ويجعله يبدو أسمك وأكثر نعومة، وهي عبارة عن حقن بكميات متناهية الصغر من الأدوية، الفيتامينات، والمعادن في فروة الرأس؛ لمساعدتها على التجدد وإصلاح نفسها، البيوتين، حمض الفوليك، فيتامين B الزنك، عناصر تنشط الدورة الدموية وتغذي جريبات الشعر؛ لذا فالشعرة التي ستنمو من هذه الجريبات ستكون أكثر سمكاً، وأقوى، وأكثر صحة، ومن ثم يتراجع تساقط الشعر وتكسره؛ ولذلك فإن حقن الميزوثيرابي بالتناوب مع جلسات الـPRP بشكل شهري يساعد في نمو الشعر والتخلص من تساقطه.
مشاركة :