قرّرت جوسلين متّى قاضية التحقيق في مدينة طرابلس شمالي لبنان، تحفيظ ثلاثة شبان أساؤوا للسيدة العذراء مريم سورة آل عمران التي تمجد السيدة العذراء في القرآن الكريم، بدلاً من إنزال عقوبة السجن بهم، بعد تعرّضهم للشعائر الدينية. وأثار القرار سلسلة من ردود الأفعال المرحبة في لبنان، حيث حيّا وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني القاضية، معتبرًا أن "هذا القرار القضائي قرار حضاري نهنئ القاضية عليه كما يُعتبر قرارًا تأسيسيًّا يفتح مجالات قضائية مبتكرة لمعالجة المشاكل الاجتماعية وحالات التعصب الديني". بدوره، قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي، في تعليق على حسابه بموقع "تويتر"، إن قرار القاضية "مثال يحتذى في الأحكام القضائية الإصلاحية المبنية على التسامح والتثقيف الديني الصحيح واحترام الآخرين، وتحويل مجريات الأمور من سلبية إلى إيجابية". ووجّه رواد مواقع التواصل الاجتماعي التحية للقاضية اللبنانية. معتبرين أن القاضي ليس جلادًا ودور العقوبة الإصلاح قبل أن يكون الردع. وقال أحد المغردين: "تصرف راق من قاضي فهم سبب الفعل، وبدل أن تكون العقوبة سجنًا يخرجون من بعده ربما بتصرفات أسوأ، أعادتهم إلى القرآن الكريم الذي يحضّ على التسامح والمحبة". وكتب آخر "إجراء لطيف من القاضية متّى وإن كان لا يرتكز إلى أيّ أساس قانوني، ثقافة الرحمة واحترام حقوق الإنسان يجب أن تعم السلك القضائي برمته، وعلى هذا الأساس يجب الإسراع بمحاكمة ما يسمى الموقوفين الإسلاميين وغيرهم ممن استنفد مدة توقيفه وتبرئة المظلوم وإنزال العقاب العادل بالمرتكب".
مشاركة :