أكّد الإمام "محمد التوحيدي" المعروف باسم "إمام السلام"، الذي ولد في إيران وينحدر من أصول عراقية، ومستقر حاليًا في أستراليا، أن هناك عشرات من المراجع الشيعية يعارضون ما وصفها بـ"بلطجة" نظام خامنئي، ويدعمهم في معارضتهم الملايين من الشعب الإيراني. وأضاف التوحيدي -في مقابلة مع موقع "بريتبارت الأمريكي"- أن خير دليل على ذلك هو اعتقال السلطات الإيرانية "السيد حسين الشيرازي"، نجل المرجع السيد صادق الحسيني الشيرازي، في مدينة قم نهاية الأسبوع الماضي، بعدما وصف المرشد الإيراني على خامنئي بـ"الفرعون". وأوضح التوحيدي أن السبب وراء القبض على الشيرازي يرجع إلى أن "خامنئي لديه حساسية شديدة من أي نقد". مشيرًا إلى أن الأخير، وصل للدرجة التي "إذا انتقد أحدهم وجهه فإنه يعد ذلك تهديدًا للحكومة، فإذا حدث وسخر منه أحد فإنه سيتم الزج به في السجن، فلديه حساسية مفرطة من "كل شيء وأي شيء". انقسام وقال التوحيدي الذي درس مع الشيرازي، وتلقى تعليمه الديني في الحوزات بقم في إيران وكربلاء في العراق، إن اعتقال الشيرازي يسلط الضوء بشكل أعمق على الانقسامات بين الطبقة الإسلامية الحاكمة في إيران، وغالبية الأئمة والزعماء الدينيين الآخرين هناك وخاصة في "قم" الذي يعارضون الحكومة الحالية وخامنئي. وأضاف أنه في حقيقة الأمر هناك عديد من المراجع يعارضون نظام خامنئي"، وبالطبع النظام يفقد السيطرة، ولم يعد قادرًا حتى على السيطرة على النساء اللاتي لا يرغبن في ارتداء الحجاب، فكيف يمكنه السيطرة على السلطات القضائية الكبرى . التعرض للشيرازي وذكر التوحيدي أن لدى الشيرازي الملايين من الأتباع في إيران، وأنه تلقى تعليمه الديني على يديه في "قم"، عام 2011 و2013 في حوزة تدعى رسول أعظم". وحذّر التوحيدي من أنه "إذا حدث أي مكروه للشيرازي، فإنه يعني حرفيًّا القضاء على خامنئي، حيث إن اتباع الشيرازي لا يرحمون، وسيبدؤون في الذهاب إلى السفارات وفعل أي شيء للإطاحة بالنظام". وتابع: "أنا أعرفه على المستوى الشخصي، لقد ساعدني كثيرًا في حياتي (الشيرازي)، كان يهتم بكثيرين طلبة العلم، وعندما حاول النظام تدميري، كان يدافع عني ضد هؤلاء البلطجية. ولفت التوحيدي إلى "دفاع الشيرازي عني على الرغم من أنه يعرف أنني إصلاحي وهو على النقيض من ذلك، وأنا لست من أتباعه لكني كنت طالبًا عنده"، موضحًا أن هناك ملايين من الإيرانيين يعارضون هذا النظام الحالي في إيران. صورة كاذبة وأكد أن النظام يحاول أن يرسم صورة كاذبة أن الجميع يقف بجانبه، ولكن العالم يجب أن يعلم أن هناك عديد من المراجع يعارضون هذا النظام، الذي يفقد مصداقيته. وكتب التوحيدي على حسابه على توتير "إن النظام الإيراني اعتقل الشيرازي لأنه انتقد القمع الذي مارسته الحكومة ضد المتظاهرين.. إيران تحاول السيطرة على الاحتجاجات والوصول إلى جميع من أسهموا في تطورها سواء كانوا علماء أم أئمة". حرمة علماء الدين وكان مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات قد ندد بالإجراءات التعسفية التي قامت بها السلطات الإيرانية بحق الشيرازي، وما أسفرت عنه تلك الإجراءات من انتهاك سافر لحرمة علماء الدين، وطالب السلطات في إيران باحترام حقوق الإنسان في إيران، وخصوصًا المرجعيات الدينية. وجاء في البيان الذي صدر عن المركز: "إن ما قامت به بعض الأجهزة الأمنية في إيران من فعل تعسفي تجاه آية الله السيد حسين الشيرازي والتهديد باعتقاله دون مبرر أو مسوغ قانوني، لا يمكن وصفه إلا بالانتهاك الخطير لحرمة علماء الدين والتعسف في استخدام السلطة ضد حرية التعبير عن الرأي". واستغرب المركز، قائلًا: "إننا نستغرب من ذلك الفعل البوليسي ضد ابن مرجع تقليد له أتباعه ومقلديه في جميع بلدان العالم ويوصف بالاعتدال ولا يؤمن بالعنف ضد الآخر مهما اختلف معه بالفكر". ونوّه البيان إلى "أن السلطات في إيران عليها أن تؤمن بحرية تعدد المرجعيات الدينية والفكرية، وعليها أيضًا أن يتسع صدرها لقبول الاختلاف المرجعي في العمل الديني؛ لأن الناس أحرار بما يعتقدون وبمن يقلدون، وهي أمور عبادية لا يمكن لأي جهة دينية أو سلطة سياسية فرضها على الآخرين". وقال المركز في بيانه: "إننا كمركز حقوقي يؤمن بالحقوق ويدافع عن الحريات الدينية والمدنية نطالب السلطات في إيران بعدم التعرض للسيد الشيرازي على خلفية آرائه الفقهية التي يرى كغيره من العلماء بصحتها ووجوب وصولها إلى عامة الناس". يذكر أنه تم اعتقال آية الله السيد حسين الشيرازي نجل المرجع السيد صادق الحسيني الشيرازي من قبل الاستخبارات الإيرانية، وذلك يوم الإثنين 5 فبراير الجاري.
مشاركة :