الـ«إسكِتْش» يعود إلى الواجهة بعد غياب آلاف السنين

  • 2/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاد فن التدوين البصري (سكيتش نوتس)، بوصفه وسيلة للتعبير، إلى الواجهة، بعد غياب دام آلاف السنين، إذ كان ذائع الصيت في عهد الإغريق والفراعنة، من خلال الرسم على الصخور والكهوف. وأصبح «sketchnotes» أحد الأدوات الإبداعية متصاعدة الاستخدام بين أوساط الفنانين والعلماء في العصر الحالي، إذ يعمل الفن البصري على تحويل الكلمات والأفكار إلى رسوم ورموز سريعة الفهم والاستيعاب باستخدام ورقة وقلم. ويشير الفنان بندر سليمان، الذي وطّن صناعة «التدوين البصري» في المملكة، إلى أن إمكان الجميع تعلمه من دون سابق خبرة في الرسم، لافتاً إلى أن مبادرة وطنية في فعالية «تيدكس الرياض» عام 2015 ساعدته في إعلان دخول هذا الفن المملكة، متطلعاً إلى مزيد من الانتشار لهذا الفن البصري الملهم. وبحسب حديث بندر سليمان لوكالة الأنباء السعودية فإن أهمية «التدوين البصري» تزداد، بوصفه أساساً لعمل النماذج الأولية لتصاميم الابتكارات والاختراعات، ويتحول في ما بعد إلى مرحلة النمذجة، ثم الشكل النهائي، مضيفاً «أنه يشبه الذي يحدث في مختبرات الابتكار بـ«وادي السيليكون» في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية. ولفت إلى أن من يبرع في «التدوين البصري» سينال مهارة يطور بها نفسه وأدواته الفنية، فضلاً عن كونه فناً يساعد في الكتابة والتدوين والتلخيص وتسجيل ملاحظات العمل ومقررات الاجتماعات في شكل إبداعي، مشيراً إلى أنه من الناحية العلمية ثمة نظريات ودراسات تثبت أن استخدام الرسومات مع الكلام يثبّت المعلومة أكثر من الطريقة التقليدية في الكتابة «ومن أشهر النظريات «نظرية بايفو»، أو ما يعرف بنظرية «التلقي المزدوج» حينما يضع الكاتب الكلام موضع الرسوم والصور، إذ يعمل كامل فصّي الدماغ الأيمن والأيسر». وفرّق الرسام بندر سليمان بن «التدوين البصري» و«الأنفوغرافيك»، مبيناً أن «الأخير فن مستقل، له معاييره الخاصة، ومقصور على فئة الفنيين من المصممين وخبراء التعامل مع برامج الرسم والتصميم بواسطة الحاسوب، فيما يُرسم «التدوين البصري» (سكيتش نوتس) بطريقة سهلة، ويستطيع الجميع استخدامه بقلم وورقة». ورأى أن لـ«التدوين البصري» فوائد عدة تتمثل باختصاره الوقت والجهد، واختزال المعلومة، والسرعة في التدوين والتذكر. وأضاف «بالإمكان اختزال لقاء مدته ثلاث ساعات في ورقة يمكن قراءتها في خمس دقائق»، مشيراً إلى إمكان توظيف هذا الفن في العمل الصحافي «إذ يمكن استخدام «التدوين البصري» في إعداد الملاحظات الشخصية والتذكيرية التي تفيد في تذّكر الكلام، والنقاط الأساسية، بأسلوب بسيط وسريع وبمساحة صغيرة». وكشف عن وجود معوقات تحول دون انتشار هذا الفن، أبرزها صعوبة إيجاد مراجع علمية باللغة العربية، منوهاً بعزمه تأليف كتاب يثري المكتبة العربية ويكون مرجعاً للجميع.

مشاركة :