عضو في هيئة كبار العلماء بالسعودية: العباءة ليست فرضاقال العضو البارز في هيئة كبار العلماء بالسعودية، الشيخ عبدالله المطلق، إن المرأة ليست ملزمة بارتداء العباءة ما دامت تستر نفسها بملابس محتشمة. ويندرج هذا التصريح ضمن نهج انفتاحي تشهده المملكة منذ الشروع في “رؤية 2030” في أبريل العام 2016 والتي أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي تضمنت خطة إصلاحية شاملة في المملكة ومن بينها إعطاء المزيد من الحقوق للمرأة.العرب [نُشر في 2018/02/11، العدد: 10897، ص(3)]المرأة ضمن نهج إصلاحي شامل الرياض - أكد عضو بارز في هيئة كبار العلماء بالسعودية أن العباءة ليست مفروضة على المرأة بل يكفي أن ترتدي لباسا محتشما. وقال الشيخ عبدالله المطلق إن المرأة ليست ملزمة بارتداء العباءة تحديدا ما دامت تستر نفسها بملابس محتشمة. ويمثل هذا التصريح إشارة جديدة إلى مساعي المملكة نحو التحديث. ويعد هذا التصريح الأول من نوعه الذي يصدر عن رجل دين بارز في المملكة، ويأتي في سياق خيار الإصلاح في السعودية والذي يقوم بالأساس على الانفتاح والتغيير الهادئ عبر سلسلة من الخطوات المختلفة ومن ضمنها تطوير واقع المرأة في المملكة. وقال المطلق، في برنامجه الإذاعي الجمعة، إن “أكثر من 90 بالمئة من المسلمات الملتزمات في العالم الإسلامي لا يعرفن العباءات ونحن نراهن في مكة والمدينة، أن هناك نساء ملتزمات من حافظات القرآن ومن الداعيات إلى الله، لكن ما عندهن عباءات”. وتابع قائلا “ولهذا أحبتي في الله، ما نلزم الناس بالعباءات…إذا سترت المرأة نفسها بعباءة أو بغير ذلك… فالمقصود الستر”. وفي المملكة السعودية لا يسمح بإصدار الفتاوى إلا للعلماء الذين تعينهم الحكومة في هيئة كبار العلماء، كما تشكل تفسيراتهم للشريعة الإسلامية أسس النظام التشريعي في المملكة. وفي السنوات القليلة الماضية بدأت سعوديات في ارتداء عباءات، البعض منها بألوان فاتحة أو زاهية في تناقض صارخ مع الأسود التقليدي. وفي البعض من المناطق، بدأت تنتشر العباءات المفتوحة التي توضع على تنورات طويلة أو على سراويل من الجينز. ويمثل ذلك تغيرا كبيرا خلال السنتين الماضيتين في المملكة. ففي 2016 احتجزت امرأة لخلعها العباءة في شارع رئيسي في الرياض، وذكرت وسائل إعلام محلية وقتها أنها احتجزت عقب بلاغ تلقته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وشهدت المملكة قرارات لتوسيع حقوق المرأة في الآونة الأخيرة من بينها قرار السماح للنساء بدخول الملاعب الرياضية وحضور المباريات والسماح لهن بقيادة السيارات. وبدأت وزارة التعليم السعودي بتطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات منذ بداية العام الدراسي الحالي. كما أصدر مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في شهر ديسمبر الماضي قرارا يقضي بالسماح بإصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي، المحظورة منذ سبعينات القرن الماضي. ومطلع العام الحالي بدأت المملكة تدريجيا بتنفيذ هذا القرار، في خطوة تمهيدية قبل البداية الرسمية لانطلاق السينما في السعودية.الشيخ عبدالله المطلق يقول في فتواه الجديدة إنه يجب أن لا نلزم النساء بارتداء العباءات فإذا سترت المرأة نفسها بعباءة أو بغير ذلك… فالمقصود الستر وجاءت هذه الإصلاحات التي تعزز انفتاح المجتمع السعودي ضمن التوجهات الإصلاحية لـرؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أبريل من العام 2016. ويرى مراقبون في رؤية السعودية 2030 فرصة هامة للاستفادة من اليد العاملة النسائية المحلية، إلى جانب رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل واستثمار طاقاتها للإسهام في تنمية المجتمع والاقتصاد. وأظهرت المرأة السعودية أمثلة عديدة لتفوقها، إذا دخلت كل المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية وتقلدت مناصب قيادية. واقتحمت السعوديات القطاع المالي والاقتصادي في المملكة، حيث تتبوأ كثيرات منهن مواقع ريادية في القطاع الخاص ومن بينها البنوك والغرف التجارية والشركات الخاصة وشركة السوق المالية التي تدير البورصة في البلاد. وتمثل النساء السعوديات ما يزيد عن 50 بالمئة من إجمالي عدد الخريجـين الجامعيين. وفي خضم النهج الانفتاحي الذي بدأت السعودية في سلوكه منذ صعود القيادة الشابة الممثلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لا تزال بعض المنظمات الحقوقية العالمية تروج لصورة ثابتة عن وضع المرأة في السعودية، دون مراعاة للخطوات الإصلاحية. وتمتلك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تمثل الشرطة الدينية في المملكة سلطات واسعة طيلة عقود من الزمن، إذ تسير دوريات في الأماكن العامة لمراقبة سلوك السعوديين من الجنسين والذي قد يكون بحسب تقييم أفراد الهيئة “غير محتشم” مثل المظهر الخارجي للمرأة أو محاولة الاتصال بالجنس الآخر بالنسبة للرجال. لكن السلطات السعودية تمكنت من تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال مجموعة من الإصلاحات التي أطلقتها. كما قلص الأمير محمد بن سلمان الدور السياسي لرجال الدين المتشددين في إطار الإصلاحات التاريخية في المملكة. ويقول مراقبون إن الأمير محمد بن سلمان يفكر بشكل مختلف عما كان يجري في السعودية من قبل، أي مهادنة الجماعات المتشددة والرهبة من ردات فعلها خاصة أنها كانت إلى وقت قريب تسيطر على كل شيء في المملكة. وأشاروا إلى أن عملية الإصلاح الكبرى التي ترنو إليها السعودية على المستوى الاقتصادي تحتاج إلى عملية إصلاح كبرى وعميقة على المستوى الفكري والديني، وأنها ستكون معركة قوية لإزالة تأثيرات التطرف وتحييد الهيئات والجمعيات عن التأثير في عقول الشباب مثلما جرى مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تم سحب أي صفة تنفيذية لقراراتها قبل أن يتم تفكيكها كجهاز وإلحاق منتسبيها بمجلس الوزراء.
مشاركة :