بعد أيام من إعلان تركيا رفضها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص وتحذير القاهرة من المساس بمصالحها في البحر الأبيض المتوسط، منع الجيش التركي منصة حفر تعاقدت معها نيقوسيا للتنقيب عن الغاز الطبيعي من العمل. وذكرت قبرص، أمس، أن بحرية الجيش التركي أوقفت سفينة حفر تابعة لشركة إيني الايطالية كانت في طريقها من موقع بين الجنوب والجنوب الغربي من قبرص إلى منطقة في جنوب شرقي الجزيرة يوم الجمعة الماضي. وقال رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، إن بلاده «تتخذ الخطوات اللازمة تجاه الأمر»، لكنه بدا حريصاً على التخفيف من أي تصعيد. وأضاف أناستاسيادس في نيقوسيا: «تعكس تصرفاتنا ضرورة تفادي أي شيء يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الموقف دون التغاضي بالطبع عن انتهاك تركيا القانون الدولي». وفي إيطاليا أكد متحدث باسم شركة إيني المملوكة للدولة أن سفنا حربية تركية أوقفت سفينة الحفر، وطالبتها بعدم مواصلة طريقها بسبب أنشطة عسكرية في المكان المقصود، لافتا إلى أن «السفينة نفذت الأوامر، وستبقى في مكانها الى حين تغير الأوضاع». وعرقلة سفينة الحفر أحدثت حلقات المزاعم المتداخلة والتوتر المستمر منذ عقود بين تركيا وقبرص في شرق البحر المتوسط الذي زاد التركيز عليه في أعقاب بعض من أكبر اكتشافات الغاز في العالم خلال العقد المنصرم. وحصلت السفينة الإيطالية على تصريح للحفر في منطقة كاليبسو، التي تبعد أقل من مئة كيلومتر عن حقل ظهر العملاق قبالة الساحل المصري. وكانت السفينة في طريقها لموقع بحري يعرف باسم «بلوك 3» حيث كان من المقرر أن تبدأ العمل. وإلى جانب قبرص وتركيا يدور خلاف أيضاً بين إسرائيل ولبنان بشأن التنقيب عن الغاز في المياه والحدود البحرية.
مشاركة :