أعلنت القاهرة، الأحد، أن العملية الأمنية الشاملة "سيناء 2018" لا تستهدف إخلاء منطقة سيناء (شمال شرق)، أو توطين الفلسطينيين بها. وحسب وكالة الأناضول جاء ذلك في بيان للهيئة العامة للاستعلامات الرسمية بمصر، بشأن ما يُثار عن خطة "المجابهة الشاملة"، التي أعلن عنها الجيش المصري، الجمعة، بتكليف رئاسي، والتي تستهدف مواجهة عناصر مسلحة في عدة مناطق بمصر على رأسها سيناء. وقالت الهيئة إن "العملية تؤكد عمليًا وبصورة لا تحتمل التأويل، الكذب الصريح حول مزاعم توطين الفلسطينيين في سيناء". وأشارت إلى أن الهدف من العملية "القضاء على الإرهاب بسيناء، ويأتي ضمن تأكيد كامل السيادة المصرية عليها من دون تفريط في أي شبر منها". ونفت الهيئة ما تداولته وسائل إعلام دولية (لم تسمها) أخيرًا، حول "تدخلات عسكرية مزعومة لأطراف إقليمية في سيناء، لمكافحة جماعات الإرهاب". ومطلع الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا أفادت فيه بـ"تنفيذ مقاتلات إسرائيلية خلال مدة تزيد على عامين أكثر من 100 ضربة جوية داخل سيناء المصرية"، وهو ما نفاه الجيش المصري لاحقًا. وقالت الهيئة المصرية، إن "الموقف المعروف لحركة (المقاومة الإسلامية) حماس هو رفض هذا التوطين (الفلسطيني) المزعوم، وهو نفسه رأي السلطة الفلسطينية، الذي أعلنه رئيسها محمود عباس مرات عديدة، مؤكدًا (عباس) أن الفكرة لم تُطرح أبدًا من الرئيس (المصري عبدالفتاح) السيسي". وأشارت إلى أن زيارة وفد رفيع من حركة "حماس" برئاسة إسماعيل هنية للقاهرة، صبيحة البدء بعملية "سيناء 2018"، تأتي ضمن ترتيبات مسبقة، في إطار التشاور مع مصر، للتخفيف عن أهل قطاع غزة، واستكمال تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، ومواجهة القرار الأمريكي الأخير بشأن القدس (الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل) ومواجهة الاستيطان. وشدد البيان على أن زيارة وفد حماس الرفيع لمصر في ظل هذه العملية، وقبلها زيارة على المستوى نفسه في سبتمبر 2017، لا تتسق مع أكذوبة "التوطين المزعوم". وخلال السنوات الأخيرة، طرح مسؤولون إسرائيليون في مناسبات مختلفة فكرة التوطين الفلسطيني في سيناء، بجانب طرح أمريكي يتحدث عن "صفقة القرن" التي تشير تقارير إعلامية إلى أن أحد بنودها اقتطاع أجزاء من سيناء لصالح الفلسطينيين، وهو ما نفته مصر عدة مرات جملة وتفصيلاً. وأعلن الجيش المصري، أمس الأول الجمعة، في بيان متلفز تحت عنوان "سيناء 2018"، عن خطة "المجابهة الشاملة"، التي تستهدف عبر تدخل جوي وبحري وبري وشرطي، "مواجهة عناصر إرهابية في شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل"، دون تفاصيل عن مدة العملية. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر الماضي، الاعتراف بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي)، عاصمةً لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، وقلقًا وتحذيرات دولية.
مشاركة :