«قطر اليوم أقوى من أي وقت مضى».. هكذا بدأ سعادة الدكتور حسن بن عبد الله الغانم، وزير العدل السابق، حواره مع «العرب»، متحدثاً عن جهود الدولة في مكافحة الجريمة الإقليمية، وكذلك الجريمة العابرة للحدود، بالتعاون مع الأمم المتحدة. «الغانم» كشف أيضاً نتائج الاتفاقيات التي أبرمتها الولايات المتحدة الأميركية مع دولة قطر مؤخراً، والتي تعد شهادة دولية لتبرئة ساحة قطر من دعم الإرهاب وتمويله، إضافة إلى التأكيد على دورها الدولي والمحوري في دعم الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب بشتى أشكاله وأنواعه. وفي السطور المقبلة، يتحدث«الغانم عن أسباب نجاح قطر في تحدي الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية والصناعية وغيرها، بعدما كانت تعتمد بشكل كامل على المنتج المستورد، مثنياً على حكمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في إدارة الأزمة.كيف تقيّم الأزمة الخليجية؟ ■ ما تشهده دولة قطر حالياً مفصل في تاريخها، وحدث غير طبيعي مقارنة بما عهدناه من العادات والتقاليد الخليجية، وحتى الأعراف السياسية والدولية والدبلوماسية والاجتماعية، ورغم ما تشهده العلاقات حالياً من تصدعات في الجسد الخليجي، إلا أن الأزمة لن تستمر طويلاً، ولابد لحكومات الخليج أن تعي عواقب تلك الأزمة، ليس على المواطن القطري، وإنما على المواطن الخليجي بشكل عام، خاصة في ظل الروابط التي تربط بين القطريين وكل شعوب الخليج من مصالح وعلاقات إنسانية ونسب، وبالتالي فإعادة النظر فيما حدث ضرورة، خاصة وأن الأزمة اندلعت بعد أيام قليلة من حدث سياسي جمع الأطراف الخليجية، ولم تكن هناك أية بوادر لما حدث. هل للاتفاقيات القطرية الأميركية الأخيرة دلالة غير مباشرة؟ ■ تلك الاتفاقيات كذبت كل الادعاءات التي وجهتها دول الأزمة إلى قطر، فعقد اتفاقيات بين قطر وأقوى دولة في العالم ليس له سوى معنى واحد، وهو أننا أكثر الدول محاربة للإرهاب، وتمويله، وغسيل الأموال، وغيرها من سلسلة الاتهامات التي لحقت بقطر مؤخراً، كما يدعم تعاون قطر مع الأمم المتحدة في مكافحة الجريمة الإقليمية والجريمة العابرة للحدود، خاصة في ظل الاتفاقيات التي تجمع بين قطر والعديد من دول العالم في هذا المجال. هل تمثّل الاتفاقيات رسالة تأكيد على سيادة قطر؟ ■ قطر دولة ذات سيادة، ولها مكانتها على المستوى الإقليمي والدولي، وبالتالي ليس مسموحاً المساس بسيادتها، خاصة وأن أمنها واستقرارها مطلب لهذه الدول الكبرى، نظراً للعلاقات الوطيدة التي تربط بينها وبين كافة دول العالم، وخاصة المتقدمة منها. كيف تقيّم نتائج الأزمة الخليجية؟ ■ قطر اليوم أقوى من أي وقت مضى، فقد دخلت مرحلة التصنيع المحلي، سواء كان ذلك خاصاً بالمنتج الغذائي أو المواد الصناعية، وبالتالي أصبحت تعتمد على الذات بعدما كانت تعتمد على الاستيراد لتوفير جانب كبير من احتياجاتها. إلى أي مدى نجحت الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي؟ ■ السوق القطري يضم حالياً نسبة كبيرة من المنتج المحلي، كالخضراوات والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء والألبان، وخلال سنوات قليلة سنكون قادرين على تحقيق الاكتفاء الذاتي من كافة المنتجات وبنسبة 100 %، ما يؤكد حديثي بأن الفترة الراهنة مفصل تاريخي في حياة وطننا الحبيب قطر. حدثنا عن أهمية اللقاء السنوي لخريجي «بورتلاند» القطريين؟ ■ نحرص سنوياً على عقد لقاء يضم خريجي جامعة بورتلاند الأميركية، وذلك لاستعادة ذكريات الطفولة وتقوية روابط الصداقة، إضافة إلى بحث المشكلات والعوائق التي تواجه الطلاب القطريين الراغبين في الالتحاق بتلك الجامعة أو غيرها من الجامعات الأميركية، ويفيدنا في ذلك علاقاتنا الوطيدة مع إدارات تلك الجامعات والتي يشارك بعض أعضائها في لقاءنا السنوي. وتلك اللقاءات لا تقتصر على دولة قطر فقط، بل عٌقدت خلال السنوات الماضية بعدد من دول الخليج، مثل الكويت وعمان والبحرين والسعودية والإمارات، وشهدت لقاء أبناء تلك الدول لتعميق العلاقات الأخوية بيننا وبينهم، إضافة إلى تقديم جميع الخدمات المتاحة إلى الراغبين منهم في الدراسة بالجامعات الأميركية، التي تربطنا بإداراتها علاقات وطيدة تمكننا من تذليل كافة العقبات التي تواجه الطلاب الخليجيين المبتعثين إلى هناك. وأثمرت تلك اللقاءات السنوية تواصلاً فعالاً وعلاقات مع كثير من المجموعات التي درست في نفس الجامعة، بل وصنعنا علاقات ثقافية مع مؤسسات أميركية، مما مكننا من مساعدة الطلاب القطريين في تلك الجامعات، وتنمية العلاقات مع مختلف الجامعات الأميركية، وتسهيل الطريق أمام طلابنا الراغبين في الالتحاق بها، ويتم ذلك بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية القطرية، كما تشارك إدارات بعض تلك الجامعات في حضور لقاءاتنا السنوية». وهل يقتصر اللقاء على الطلاب القطريين فقط؟ ■ بالعكس، لقد عقدنا لقاءنا السنوي في العديد من دول الخليج، مثل السعودية، والإمارات، والبحرين، وعمان، والكويت، حيث التقينا خريجي جامعة بورتلاند من تلك الدول، كما نساهم في حل المشكلات الجامعية للجميع، سواء القطريين أو أبناء الخليج، وهو ما يزيد من أهمية اللقاء. وكيف تساهم مجموعتكم في حل مشكلات الطلاب؟ ■ نمتلك علاقات وطيدة وروابط ثقافية مع إدارات الجامعات الأميركية، وهو ما نحاول استغلاله في حل مشكلات الطلاب القطريين أو الخليجيين بشكل عام، بالتواصل مع تلك الجامعات وبحث العوائق والمشكلات وحلها، مما يتيح للطالب القطري والخليجي الالتحاق بتلك الجامعات وإكمال دراسته، وتزامناً مع شبكة علاقاتنا الدولية، نتواصل مع المؤسسات التعليمية القطرية لخدمة طلابها في هذا المجال، كما يتيح اللقاء فرصة للتواصل بين الطلاب وأعضاء إدارات الجامعات الأميركية ضمن فعاليات اللقاء السنوي الذي نعقده منذ سنوات. وكيف تقيّم اختلاف الحركة التعليمية في قطر؟ ■ قطر انطلقت بسرعة الصاروخ إلى صدارة الدول الأكثر تقدماً في المجال التعليمي، وهو ما يختلف تماماً عما كانت عليه في السبعينات، نظراً لقلة الجامعات حينها، إلا أن رؤية قادة قطر كانت ثاقبة وبعيدة المدى حين أرسلونا إلى الخارج للتعلم في أفضل الجامعات الأجنبية، ثم جذبت مؤسسة قطر أفرع أهم الجامعات العالمية لتكون قطر هي قبلة الباحثين عن أفضل وأهم الشهادات الجامعية، والبرامج التعليمية التي تنفرد بها عن غيرها من دول المنطقة.;
مشاركة :