ارتفاع صادرات أمريكا النفطية للصين يغير قواعد اللعبة

  • 2/12/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة شيئاً فشيئاً تقلب أسواق النفط العالمية رأساً على عقب. في البداية، أدى الهبوط الحاد في واردات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى تقلص أكبر سوق كان منتجون مثل منظمة «أوبك» يعتمدون عليها لعدة سنوات. والآن، فإن ارتفاع الصادرات الأمريكية، التي كانت في معظمها محظورة من الكونجرس حتى تم رفع هذا الحظر منذ نحو عامين فقط، يشكل تحدياً لأوبك في المنطقة الأخيرة التي تهمين عليها وهي آسيا.ارتفعت شحنات النفط الأمريكية إلى الصين لتخلق تجارة بين أكبر قوتين في العالم لم تكن موجودة حتى 2016، وتساعد واشنطن في جهودها لتقليص العجز التجاري الضخم مع بكين. وانعكس هذا التحول في الأرقام التي نشرت في الأيام الماضية، وأظهرت أن الولايات المتحدة تنتج الآن كميات من النفط الخام تتجاوز إنتاج السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وهو ما يعني أن من المرجح أن تتفوق أمريكا على روسيا لتحل محلها في المركز الأول في إنتاج النفط على مستوى العالم بنهاية العام.وشكل هذا النمو مفاجأة حتى لمسؤولي إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي رفعت الأسبوع الماضي توقعاتها لإنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام في 2018 إلى 10.59 مليون برميل يومياً، بزيادة 300 ألف برميل يومياً على توقعات سابقة لها قبل أسبوع فقط. وعندما بدأت الولايات المتحدة تصدر النفط الخام في 2016، اتجهت أولى الشحنات إلى كوريا الجنوبية واليابان وهما شريكتا واشنطن في اتفاقية التجارة الحرة. وتوقع قليلون أن تصبح الصين مشترياً رئيسياً.وتظهر بيانات من منصة تومسون رويترز آيكون أن شحنات الخام الأمريكي إلى الصين بدأت من الصفر قبل 2016 لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 400 ألف برميل يومياً في يناير/‏‏كانون الثاني، بقيمة نحو مليار دولار. وبالإضافة إلى ذلك، تسلمت الصين نصف مليون طن من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي بقيمة نحو 300 مليون دولار في يناير/‏‏كانون الثاني. وستساهم الإمدادات الأمريكية في خفض الفائض التجاري الصيني الضخم مع الولايات المتحدة، وربما تساهم في دحض ادعاءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بكين تقوم بممارسات تجارية غير عادلة.وقال ماركو دوناند الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لميركيوريا لتجارة السلع الأولية «في ظل إدارة ترامب، هناك ضغوط كبيرة على الصين لموازنة الحسابات مع الولايات المتحدة.. سيساهم شراء النفط الأمريكي بوضوح في تحقيق هذا الهدف وتقليص الاختلال». ومع ارتفاع صادرات الطاقة، تقلص العجز التجاري الصيني مع الولايات المتحدة في يناير إلى 21.895 مليار دولار من 25.55 مليار دولار في ديسمبر/‏‏كانون الأول، بحسب أرقام صينية رسمية نُشرت يوم الخميس.ولا تزال مبيعات الطاقة الأمريكية إلى الصين متواضعة مقارنة مع كميات من النفط بقيمة 9.7 مليار دولار شحنتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى الصين في يناير. لكنها استحوذت بالفعل على نصيب من سوق تهيمن عليه دول مثل السعودية وروسيا، مع تهديد بمزيد من المنافسة في المستقبل. وقال مدير مصفاة لدى شركة سينوبك الصينية الكبيرة للنفط، طالباً عدم نشر اسمه لأنه ليس مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، «نرى الخام الأمريكي مكملاً لقاعدتنا الكبيرة من الخام» من الشرق الأوسط وروسيا.وأظهرت بيانات رسمية أن واردات الصين من الخام ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ 9.57 مليون برميل يومياً في يناير. من جهة أخرى، انخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى أقل من أربعة ملايين برميل يومياً، مقابل مستوى قياسي مرتفع بلغ 12.5 مليون برميل يومياً في 2005. وبناء على متوسط كميات ديسمبر ويناير، تُقدر مبيعات الولايات المتحدة من النفط والغاز إلى الصين بنحو عشرة مليارات دولار سنوياً. وبحساب الصادرات إلى اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان فإن هذا الرقم يزيد إلى المثلين. وكان من الممكن أن تكون الصادرات الأمريكية أكبر من ذلك لولا قيود البنية التحتية، فلا يوجد ميناء في الولايات المتحدة يستطيع مناولة ناقلات النفط العملاقة وهي أكبر ناقلات نفطية في العالم. ولمعالجة هذا القصور، يتم توسعة أحد أكبر المنشآت على خليج المكسيك، لويزيانا أوفشور أويل بورت سيرفيسيز.وبالنسبة للمشترين الصينيين، فإن ما يجذبهم للخام الأمريكي بشكل رئيسي هو السعر. وبفضل طفرة النفط الصخري، فإن الخام الأمريكي أقل سعراً من خامات من أرجاء أخرى.

مشاركة :