صادرات النفط الأميركية للصين تقلب قواعد أسواق الطاقة العالمية

  • 2/12/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صادرات النفط الأميركية للصين تقلب قواعد أسواق الطاقة العالمية انتقلت صناعة النفط والغاز الأميركية من الدفاع إلى الهجوم، وتحولت من الصراع من أجل البقاء في ظل انخفاض أسعار النفط وارتفاع تكاليف إنتاجها إلى تقليص حصة المنتجين في أسواق الطاقة الأميركية ثم الانتقال إلى التصدير بعد أن تجاوز إنتاجها ما تنتجه السعودية. وأصبحت تقلب قواعد أسواق النفط رأسا على عقب.العرب هيننغ غلوستين [نُشر في 2018/02/12، العدد: 10898، ص(10)]خارطة جديدة للامدادات لندن - تشير البيانات إلى ارتفاع متسارع في صادرات النفط والغاز الأميركية، منذ رفع الحظر عنها من قبل الكونغرس قبل عامين، وأصبحت تنافس في الأسواق الآسيوية التي تهيمن عليها إمدادات منتجي منظمة أوبك وروسيا. وتمكنت شحنات النفط الأميركية إلى الصين، التي لم تكن موجودة قبل عامين، من تعزيز التجارة بين أكبر قوتين في العالم وبدأت تساعد واشنطن في تقليص العجز التجاري الضخم مع بكين. وتظهر بيانات جديدة أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام تجاوز إنتاج السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وهي تتجه للتفوق على روسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم بحلول نهاية العام.ماركو دوناند: أوبك وروسيا تقبلتا تزايد الإنتاج الأميركي للمحافظة على مستوى الأسعار الحالية وشكل هذا النمو مفاجأة حتى لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي رفعت توقعاتها لإنتاج النفط الأميركي هذا العام إلى 10.59 مليون برميل يوميا، بزيادة 300 ألف برميل يوميا عن توقعات سابقة لها قبل أسبوع فقط. وعندما بدأت الولايات المتحدة تصدر النفط الخام في 2016، اتجهت أولى الشحنات إلى كوريا الجنوبية واليابان. لكن معظم المحللين استبعدوا أن تصبح الصين مشتريا رئيسيا. وتظهر بيانات من منصة تومسون رويترز آيكون أن شحنات الخام الأميركي إلى الصين بدأت من الصفر قبل عامين لتصل إلى مستويات قياسية عند 400 ألف برميل يوميا في يناير وبقيمة نحو مليار دولار، إضافة إلى نصف مليون طن من الغاز المسال بقيمة نحو 300 مليون دولار. وتساهم الإمدادات الأميركية في خفض الفائض التجاري الصيني الضخم مع الولايات المتحدة، وربما تخفف اتهامات الرئيس دونالد ترامب بأن بكين تقوم بممارسات تجارية غير عادلة. وقال ماركو دوناند الرئيس التنفيذي لشركة ميركيوريا لتجارة السلع الأولية إن “هناك ضغوطا كبيرة من إدارة ترامب على الصين لموازنة الحسابات التجارية، وشراء النفط الأميركي سيساهم في تحقيق ذلك وتقليص الاختلال”. ومع ارتفاع صادرات الطاقة، تقلص العجز التجاري الصيني مع الولايات المتحدة في يناير إلى 21.9 مليار دولار من 25.55 مليار دولار في ديسمبر بحسب أرقام صينية رسمية نُشرت يوم الخميس. ولا تزال مبيعات الطاقة الأميركية إلى الصين متواضعة مقارنة مع صادرات منظمة أوبك إليها والتي بلغت 9.7 مليار دولار في يناير. لكنها تنتزع حصة من سوق تهيمن عليه دول مثل السعودية وروسيا، مع تهديد بمزيد من المنافسة في المستقبل. وقال مسؤول في شركة سينوبك الصينية للنفط، طالبا عدم نشر اسمه “نرى الخام الأميركي مكملا لقاعدتنا الكبيرة من الخام وسينوبك تتطلع إلى طلب شراء مزيد من الخام الأميركي هذا العام”. وتظهر البيانات ارتفاع واردات الصين إلى مستويات قياسية في يناير بلغت 9.57 مليون برميل يوميا، في مقابل تراجع واردات الولايات المتحدة إلى أقل من 4 ملايين يوميا مبتعدة بفارق هائل عن ذروة واردتها في 2005 التي بلغت 12.5 مليون برميل يوميا. وبناء على متوسط كميات الشهرين الماضيين، تُقدر المبيعات الأميركية للصين 10 مليارات دولار سنويا، ما يعادل ضعف مبيعاتها ليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.أمين الناصر: ليس لدينا في أرامكو أي قلق على الإطلاق من زيادة صادرات النفط الأميركية ويمكن أن ترتفع تلك الصادرات لولا قيود البنية التحتية حيث لا تملك الولايات المتحدة ميناء يستطيع استقبال ناقلات النفط العملاقة. وتجري حاليا معالجة ذلك بتطوير منشآت على خليج المكسيك. وينجذب المشترون الصينيون إلى الخام الأميركي بسبب السعر المنخفض مقارنة بالخامات الأخرى، حيث يتحرك حاليا تحت مستوى سعر خام برنت القياسي الذي يستخدم في تسعير معظم الخامات الأخرى بنحو 4 دولارات. وبالنسبة لمُصدرين كبار للنفط من أوبك وروسيا، فإن تلك التدفقات الجديدة من النفط تشكل خسارة كبيرة في الحصة السوقية، بعد أن خفضوا إنتاجهم منذ بداية 2017 في محاولة لدعم الأسعار. ومنذ بداية تخفيضات الإنتاج التي قادتها أوبك في يناير 2017، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 20 بالمئة، رغم تعرضها لضغوط مجددا في فبراير، لأسباب على رأسها ارتفاع الإنتاج الأميركي، الذي يمكن أن تغير تدفقاته طريقة تسعير الخام. فمعظم منتجي أوبك يبيعون الخام بموجب عقود طويلة الأجل يتم تسعيرها شهريا، وفي بعض الأحيان بأثر رجعي، في حين يصدر المنتجون الأميركيون الخام بناء على تكلفة الشحن وفوارق السعر بين الخام الأميركي وخامات أخرى. وأدى هذا إلى ارتفاع تداول العقود الآجلة للخام الأميركي، المعروف بغرب تكساس الوسيط، مقابل تراجع التداول بالعقود الآجلة لخامات أخرى مثل برنت أو دبي. ورغم كل التحديات لنظام النفط التقليدي، يظهر المنتجون التقليديون شجاعة في المواجهة. وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية “ليس لدينا أي قلق من زيادة الصادرات الأميركية. مصداقيتنا كمورد لا تضاهى، ولدينا أكبر قاعدة من العملاء باتفاقيات مبيعات طويلة الأجل”.

مشاركة :