استقبلت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في جناحها الخاص في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 32)، ضمن جناح وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، منذ يوم الخميس الماضي، أي اليوم الأول بعد افتتاح خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، للمهرجان مساء الأربعاء الماضي، استقبلت الزائرين الذين قصدوا جناحها للتعرف على هويتها ومنجزاتها. وشرح فريق “كاوست” للمهتمين من زوارها مراحل تطورها منذ افتتاحها في سبتمبر 2009 حيث انضم 371 طالبًا وطالبة من كل أنحاء العالم لمتابعة دراساتهم العليا في الماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات العلمية الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والإلكترونية. وأوضحت “كاوست” أنه تم تخريج أكثر من 1500 طالب وطالبة، منهم أكثر من 670 سعوديًا من الجنسين. وتجذب “كاوست” المواهب من المملكة وجميع أنحاء العالم وتعمل على تطويرها، كما تستثمر في أصحاب العقول الواعدة والتي أثبتت جدارتها وتساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم الفكرية من خلال المنح الدراسية والأبحاث. وتطمح جامعة الملك عبدالله إلى أن تكون منارة للمعرفة والتعليم التقني بما يخدم المواهب العلمية الواعدة التي تسعى إلى تحقيق الاكتشافات التي تعالج أهم التحديات الإقليمية والعالمية. المختبرات العلمية تعد المختبرات ومراكز الأبحاث الموجودة في كاوست من أفضل المختبرات في العالم وأكثرها تقدمًا وتطورًا، إذ توفر لهيئة التدريس والطلاب والشركات الدولية المتعاونة البيئة المثالية للقيام بأبحاثهم المبتكرة. ويعرض جناح كاوست لزواره نسخة مصغرة عن إحدى الغرف النظيفة (Clean Rooms) التي تستخدمها مختلف الأقسام العلمية والهندسية في الجامعة ذاتها. فعلى سبيل المثال، يدرس قسم العلوم والهندسة الفيزيائية في كاوست المواد بجميع الأحجام (النانو، والميزو، والمايكرو)، وحالاتها (الصلبة، السائلة، الغازية)، فضلاً عن تفاعل المواد مع المؤثرات الخارجية. أما قسم العلوم والهندسة البيولوجية فيستخدمون المختبرات في تحديد التسلسل الجيني، والمعلومات البيولوجية وعلم البروتينات، ويجري علماء وطلبة العلوم والهندسة البيولوجية أبحاثهم في مجالات علم الجينوم والبروتينات، باستخدام المعدات والطرق التحليلية المتطورة الموجودة في مختبرات كاوست وتهدف الدراسات المخبرية في كاوست إلى تصميم وتطوير مواد وتقنيات جديدة تساعد في معالجة التحديات الحالية المهمة كإنتاج وتخزين وتحويل الطاقة، تنقية المياه والهواء وحماية البيئة والتنقيب واستخراج النفط، امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإيجاد حلول جذرية لتأمين الغذاء والماء لعدد السكان المتزايد. العلوم والهندسة ويدعم قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في كاوست محاور أبحاثها الإستراتيجية عبر دراسة وتطوير التقنيات في النظم البيئية، وعلوم الأحياء الوظيفية، وعلم الجينوم، وعلم الأحياء التركيبي، وعلوم البحار. وتتوفر في كاوست دفيئات بيئية قدمت نماذج لها في الجناح، يستخدمها العلماء في أبحاثهم الزراعية، كزراعة النباتات في التربة الصحراوية المالحة والتربة التي لا تتمتع بمقومات زراعية جيدة. وهذه الأبحاث تقوم على نتائج الدراسات المختبرية للتركيبة الجينية للنبتة والبيئة التي تنمو فيها. وتمكن باحثو كاوست من تحديد أول تسلسلٍ عالي الجودة لجينوم كينوا والعمل على تعديله لتغيير طريقة نضج النبات وإنتاجه للغذاء، بأمل تحسين قدرتها على النمو في بيئات قاسية شبيهة بالبيئة الحارة في السعودية. كما يركز الباحثون في هذا القسم على الموضوعات ذات الصلة بتأثيرات البيئة على الكائنات الحية، والإنتاج المستدام للغذاء، واستخدام المياه عالية الملوحة أو ذات جودة منخفضة في الزراعة، والاستفادة من الطاقة المستخدمة في إنتاج الماء والغذاء، والحفاظ على البيئات البحرية والساحلية. وبثت “كاوست” في جناحها في (الجنادرية 32) فيديو عن تحلية المياه وأبحاث البحر الأحمر والحاسب الآلي الخارق (شاهين 2) انطلاقًا من موقعها الجغرافي على ساحل البحر الأحمر في بلدة ثول (90 كيلاً شمال محافظة جدة)، وتشرح في الفيديو ما يجري في مركز أبحاثها المتخصص في البحر الأحمر ومرافق تحلية المياه والمختبرات المتخصصة في تحلية وإعادة استخدام المياه بطريقة متكاملة ومستدامة، وبتكلفة إنتاج وحدات المياه من خلال التقنيات الحديثة ومصادر الطاقة البديلة. وبينت “كاوست” أنها استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية، أن تجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن البحر الأحمر بفضل أعمال مركز أبحاث البحر الأحمر القائم في مقرها، والذي يوفر فهمًا متكاملاً للنظم الأيكولوجية للشعاب المرجانية، والظروف التي يعيش فيها، للحفاظ عليها واستمراريتها على طول ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية. ثم تنتقل جامعة الملك عبدالله بزوارها، في رحلة علمية مدهشة، من عالم البحار إلى عالم الحواسيب والتطبيقات الرقمية، مؤكدة أن الأبحاث والتجارب التي تقوم بها تعتمد بشكل أساس على عمليات حوسبة متفوقة وعالية الأداء، وهنا يأتي دور حاسوب كاوست الخارق (Super Computer) الذي تطلق عليه الجامعة اسم (شاهين 2 (SHAHEEN II) والذي يعد واحدًا من الحواسب الآلية الخارقة الموجودة في العالم، الأول في منطقة الشرق الأوسط والـ 17 على المستوى الدولي. وتستخدم كاوست “شاهين 2” في التحليلات الرياضية والمحاكاة مع تطبيقات العمليات العلمية (الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والبيئية، وعلوم المواد، والتنقيب وإدارة حقول النفط)، ومعالجة البيانات الكبيرة في وقت قصير، حيث كان يستغرق تحليل نتائج بعض الأبحاث أيامًا عديدة وأحيانًا أشهرًا كاملة، إلا أنه مع استخدام شاهين 2 تستغرق العملية دقائق معدودة أو بضع ساعات فقط. ولا تقتصر خدمات شاهين على كاوست فقط، بل تستفيد منها عدة مؤسسات وجهات وطنية لتسريع أبحاثهم مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وغيرها من الجهات التي بالفعل تستخدم قدرات شاهين لتطوير عملها ودراسة مجالات جديدة للأبحاث من أجل المساهمة في التنويع الاقتصادي للمملكة العربية السعودية. اختراعات وابتكارات وقدمت جامعة الملك عبدالله عددًا من بعض النماذج الأولية من اختراعات علمائها، والمشروعات الناشئة التي تحتضنها كاوست، مثل نموذج لتوليد الهيدروجين الانتقائي كمصدر بديل للطاقة، والمصابيح الكهربائية فائقة كفاءة الطاقة من سانوور (SaNoor) التي هي إحدى الشركات الناشئة في الجامعة، فضلاً عن طائرة من دون طيار (Drone) من شركة فالكون فيز – شركة سعودية مسجلة وواحدة من شركات كاوست الناشئة، كذلك اختراع البدلة الذكية، واختراع مشبك أسنان. وتبدأ “كاوست” استقبال زوارها من العائلات هذه المرة في جناحها الثري بالمعرفة والابتكار بدءًا من يوم غدٍ الاثنين وحتى نهاية المهرجان في 27 فبراير الحالي.Post Views: 206
مشاركة :