حذّر استشاري الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي؛ الإعلام والمجتمع، من تحميل المرض النفسي مسؤولية كل الجرائم والحوادث التي تقع حتى لا يكون ذلك مبرراً لاستسهالها وارتكابها وانتشارها. ونادى في المقابل بعدم التهاون في إجراء الفحوص النفسية للمتقدمين لحراسات أمنية خاصّة كالمدارس والمجمعات السكنية؛ لكن المفارقة أن يستبعد "الطويرقي"؛ الذي كان يتحدث لنشرة التاسعة على قناة mbc، أمس، عن الجانب النفسي لحادثة حرّاس المدارس بجدة، أن يكون الجاني في واقعة "إطلاق النار بمجمع بنات الصفا" مريضاً نفسياً، وقال: "غير صحيح أن نقول إن هذا الشخص مريض نفسي". وطالب "الطويرقي"؛ الإعلام والمجتمع بعدم التسرع في الربط بين ارتكاب الجرائم والإصابة بالأمراض النفسية، بقوله: "أنا أعتقد أنه يجب أن يتوقف الناس عن تعليق شماعة أي جريمة في السعودية على المرض النفسي"، وزاد: "إذا حكمنا على أي إنسان يقوم بعمل إجرامي أو غير مقبول اجتماعياً، بأنه مريض نفسي فنقرأ على الدنيا السلام". وتحدث عن أهمية الفحص النفسي للمقبلين على الحراسات والوظائف الأمنية، بقوله: "يجب أولاً وقبل كل شيء على أيّ إنسان مسؤول في مهام أمنية أن يُفحص ويُقوّم تقييماً نفسياً قبل أن يتم قبوله، ولذلك أطالب بأن أي إنسان ينخرط في أيّ وظيفة أمنية أو مسؤولية أمنية سواء كان حارس أمن أو مدرسة أو عمارة أن يتم تقييمه النفسي أولاً بادئ ذي بدء قبل العمل؛ لأنه أخطر ممّن يعاني السكري والضغط والقلب أو الصرع". وحذّر "الطويرقي"؛ من التساهل في ذلك بقوله: "أعتقد أن المريض النفسي إذا لم يقيّم، فهو خطير وقد نشاهد مشكلات أكثر مما حصل اليوم"، معرباً عن استغرابه من تكرر حوادث إطلاق النار، بقوله: "من المخيف أن يتبادل حارسان لمدارس إطلاق النار على بعضهما بعضا"، متسائلاً: "ما ردة فعل الأطفال والطلاب الذين هم في حماية وأمن هؤلاء؟". وعن دوافع الحادثة، نفي "الطويرقي"؛ أن يكون حارس المدرسة مريضاً نفسياً أو أنه غير سوي؛ مبرراً ذلك بأن هذا الحارس ستتم ملاحظة اضطرابه النفسي من قِبل الطالبات أو أولياء أمورهن أو أصدقائه أو المحيطين به، مستدركاً: "لكن يبدو هذا الانسان إذا لم يخني الحدس أو التخمين قد يكون تحت تأثير مخدر أو متعاطٍ لمسكر، وفي نهاية الأمر انتهى مفعوله وقرر أن يسلّم نفسه وسلاحه، وكان يعرف ويهدّد الآخرين ويطلب منهم الابتعاد عن طريقه". وأشار إلى أن المريض النفسي ليست له خطة أو مخطط إلا إذا هو تحت تأثير مادة مخدرة أو فقدانه الحكم على الأمور بمصداقية وعقلانية ورؤية واقعية حقيقية، ولذلك غير صحيح نقول إن هذا الشخص مريض نفسي وصوب النار على الآخرين وهو مريض نفسي! وكان المُتحدث الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرّمة العقيد دكتور عاطي بن عطية القرشي؛ قد صرح بأنه بتاريخ ١٤٣٩/٥/٢٥هـ الساعة (٠٩:٠٠) صباحاً تسلم مركز شرطة الشمالية بشرطة محافظة جدة محضر دوريات الأمن المبني على بلاغ مواطن في العقد الخامس من العمر، يعمل حارس مدرسة لتعرضه لإطلاق نار من قِبل مواطن في العقد الثالث من العمر يعمل حارساً في مدرسة أخرى مجاورة. وأضاف: "نتج عن ذلك إصابته (حالته مُستقرة)، وقام المتهم بعد ذلك بتسليم نفسه للدوريات الأمنية؛ حيث عُثر بحوزته على السلاح المُستخدم في عملية الاعتداء، وتم توقيفه تمهيداً لإحالته إلى النيابة العامة بحكم الاختصاص".
مشاركة :