إسطنبول - وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، بأنها وصلت إلى نقطة حرجة للغاية. وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي، الاثنين، بعد مؤتمر المراجعة الثاني للعلاقات التركية الإفريقية بمدينة إسطنبول "علاقتنا مع الولايات المتحدة في نقطة حرجة للغاية فإما أن يتم إصلاحها أو أنها ستسوء تماما". وتوترت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والتي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية لكنها تشكل جزءا رئيسيا في قوات تدعمها الولايات المتحدة وتقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. وردا على سؤال حول الزيارة المزمعة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى تركيا، قال جاويش أوغلو "ما ننتظره من الولايات المتحدة واضح وصريح، وأخبرناهم به عدة مرات. نحن لا نريد وعودا وإنما نريد خطوات ملموسة". وأضاف "لابد من إعادة تأسيس الثقة المفقودة مع الولايات المتحدة لنتمكن من الحديث معها في مواضيع معينة". وتستهدف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية في إطار عملية جوية وبرية بدأتها قبل أسابيع في منطقة عفرين بسوريا. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية لكن الوحدات مكون أساسي للقوات المدعومة من الولايات المتحدة وتقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. ووعد أردوغان بسحق الوحدات على حدود تركيا الجنوبية وهي خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع القوات الأمريكية على الأرض في سوريا. وتابع جاويش أوغلو إن "الولايات المتحدة هي السبب في فقدان الثقة بينا، لأن تركيا لا تخطئ بحق أي من حلفائها أو أصدقائها ولا بحق أي دولة، إلا أننا رأينا أخطاء جسيمة قامت بها حليفتنا الولايات المتحدة في مسائل مثل منظمة فتح الله غولن الإرهابية وتنظيم "ي ب ك" الإرهابي، كما أنها لم تفِ بوعودها لنا". وأضاف متسائلا "إلى أي مدى يمكن الوثوق بدولة لا تفي بوعودها؟" وتأزمت العلاقات بين البلدين أيضا لأن الولايات المتحدة لم ترحل فتح الله غولن رجل الدين المقيم فيها والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب على أردوغان عام 2016. وتقول واشنطن إن أنقرة لم تقدم ما يكفي من الأدلة لترحيله. وأشار جاويش أوغلو إلى الأهمية التي تحملها زيارة تيلرسون خاصة أنها جاءت بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي ماك ماستر، وقال إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيستقبل تيلرسون مساء الخميس، فيما سألتقيه يوم الجمعة". وفي تعليقه على الدعم الذي تقدمه القوات الأميركية لقوات سوريا الديمقراطية قال الوزير التركي "يتذرعون بمحاربة تنظيم داعش من أجل مواصلة دعم " ي ب ك"، إلا أنهم لا يقتربون من المجموعات الصغيرة المتبقية من عناصر داعش والجيوب المتبقية له في صحراء سوريا والمناطق الحدودية مع العراق".
مشاركة :