تزايد الإقبال على مخدر الكيتامين لعلاج الاكتئاب الحاد

  • 2/12/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يلجأ الكثير من الأشخاص الذين يعانون من حالات الاكتئاب الحاد إلى تناول مخدر الكيتامين الذي أصبح أكثر شيوعاً في أوروبا وأمريكا. فماهي ميزاته العلاجية ومخاطره؟ تصف العديد من العيادات والأطباء في الولايات المتحدة مخدر الكيتامين للمرضى المصابين بحالات الاكتئاب الحاد. ورغم أنه يتسبب في كثير من الأحيان بالهلوسة، إلا أن حوالي 3000 شخص يستخدمونه كعلاج. وأصبح هذا المسار من العلاج أكثر شيوعا في القارة الاوروبية أيضاً. ويعاني ما يقرب من 7 في المئة من البالغين الأمريكيين، أو 16 مليون شخص، من الاكتئاب السريري، كما يوجد هناك عدد متزايد من الأطفال والمراهقين المتضررين. ويتناول ما يصل إلى 12 في المئة من البالغين الأمريكيين أدوية لعلاج الاكتئاب، مما يخلق سوقا ضخمة ومتنامية لشركات الأدوية. لكن الوضع أفضل قليلا في ألمانيا، حيث يعاني 5 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً من الاكتئاب. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن هذا الاتجاه يشهد تزايدا في جميع أنحاء العالم. ويبلغ عمر الانجازات التي يجري التفاخر بها، مثل ما يسمى بـ"مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية" (إس.إس.أر.آي.أس)، والتي من بينها بروزاك، أكثر من 30 عاماً، لكنها فشلت في الوصول إلى ما كان متوقعا منها، مما جعل الباحثين ينقبون عن خيارات أخرى للعلاج. ولا يستجيب ما يقرب من ثلث الأشخاص المتضررين من الاكتئاب للأدوية التي توصف لهم في البداية، مما يجبرهم على قطع الطريق الطويل والمؤلم لإيجاد علاج فعال - ومعظم الأشخاص لا يعرفون ما إذا كان العلاج الجديد قد أثبت فعاليته إلا بعد أربعة إلى ثمانية أسابيع من بدء تجربته. وتبدو الحاجة ملحة إلى إيجاد حل سريع وسط ارتفاع معدلات الانتحار، بعد أن وصل الآن إلى أعلى مستوى له في الولايات المتحدة خلال 30 عاماً. ولكن بالنسبة للحالات المتأخرة فإن العلاج بالجلسات الكهربائية لا يزال قائماً ومتاحاً. وبسبب قدرة الكيتامين على تحرير بعض المرضى من الأفكار الانتحارية في غضون ساعة، اقتنعت مجموعة من الأطباء بفعاليته. ويقول كارلوس زاراتي، الذي يقوم بدراسة المخدر في المعهد الوطني للصحة العقلية "إن.آي.إم.إتش": "إنه تحول نموذجي، لأننا الآن نستطيع أن نحقق بسرعة تأثيرات مضادة للاكتئاب". تأثيره سريع ولكن هل يسبب الإدمان؟ ومع ذلك، فإن آلية تأثير المخدر لا تزال غير واضحة. وعلى عكس "إس.إس.أر.آي.أس"، فإن تسلسل العمليات الدماغية لا يحدث عن طريق المرسلات الكيميائية مثل السيروتونين أو الدوبامين، ولكن عن طريق الغلوتامات. وبإمكان الكيتامين أو منتجاته أن تبدأ عملية متسارعة يمكن أن تغير كيمياء الدماغ. فغالبا ما يمر الأشخاص الواقعين تحت تأثير الكيتامين بحالة هلوسة أو حالات انفصامية يبدو خلالها أن الجسم والعقل منفصلين وأعيد تجميعهما. ويمكن أن يؤدي أيضا إلى القلق والأرق واستعادة ذكريات الماضي. ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان للكيتامين آثار طويلة الأجل أو يسبب الإدمان، لأنه قد يؤثر على المستقبلات نفسها مثل الهيروين وغيره من المواد الأفيونية. وأثبتت عدة دراسات أمريكية محدودة، فعالية الكيتامين في بعض حالات الاكتئاب الشديدة التي لم تستجيب لـ "إس.إس.أر.آي.أس"، ولكن لا يزال يتعين إجراء دراسة تجريبية كبيرة. ولذلك، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "إف.دي.إيه" لم توافق بعد على الكيتامين كعلاج للاكتئاب.  وفي الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى، يسمح فقط بما يسمى بالاستخدام بدون تصريح، وهذا يعني استخدام الأدوية التي لم تتم الموافقة عليها رسمياً في علاج الأمراض. ومن جانبها فإن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين لا تعتبر الكيتامين عقارا مناسبا للاكتئاب بسبب الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها. لكن الإثارة تعتبر دافعا قويا بين المهنيين الذين يسعون لكسر دائرة الاكتئاب المتزايدة. ويتولى مستشفى شاريتيه في برلين حاليا علاج أكبر مجموعة من المرضى بعقار الكيتامين على الصعيد الوطني، حيث يعالج 100 مريض. ويقول المشرفون على حصص العلاج إن نسبة النجاح تتراوح بين 35 و50 في المئة من المستخدمين. وميزة الكيتامين هي تأثيره السريع.  ع.ع/ ع.ج (د ب أ)

مشاركة :