قالت سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية إن تونس تخطط لاستقطاب نحو 8 ملايين سائح عربي وأجنبي خلال الموسم القادم، مضيفة أن البلاد باتت تراهن على أسواق جديدة غير مكتفية بالأسواق الأوروبية التقليدية. وكشفت اللومي في تصريحات لوسائل الإعلام أن عائدات السياحة خلال 2017 بلغت 2.08 مليار دينار ما يعادل نحو 900 مليون دولار بعد أن نجحت في استقطاب 7 ملايين سائح في الموسم الماضي. وخلال العام 2017 قادت وزارة السياحة جهودا باتجاه أسواق جديدة على غرار السوق الروسية وأسواق أوروبا الشرقية وأسواق البدان الإسكندنافية في مسعى لانفتاح أكبر على سياح جدد لم يتعرفوا بعد على ما توفره البلاد من منتوج سياحي. وفي ظل انكماش الأسواق الأوروبية باتت تونس تراهن على أسواق جديدة أكثر مردودية وتنوعا لإنعاش القطاع والرفع من عائداته لدعم الاقتصاد المتعثر. ويعتبر قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الاستراتيجية التي تراهن عليها تونس للخروج من الأزمة المالية وتراجع احتياطها من العملة الصعبة إذ يساهم بنحو 7 بالمئة من الناتج المحلي. وقبل انتفاضة يناير/كانون الثاني 2011 كانت تونس وجهة سياحية مهمة تستقطب حوالي 8 ملايين سائح عربي وأجنبي وتساهم بنسبة 15 بالمئة في الناتج المحلي. غير أن هجومين ارهابيين شنهما متشددون اسلاميون في العام 2015 واستهدفا سياحا أجانب في متحف باردو بالعاصمة ومنتجعا سياحيا في مدينة سوسة الساحلية بشرق البلاد خلفا عشرات القتلى معظمهم من السياح البريطانيين، مثلا ضربة موجعة للقطاع وتسببا في تراجع كبير في نسبة الحجوزات. ومع نجاح تونس في إحباط عشرات المخططات الارهابية وتثبيت استقرارها الاجتماعي والأمني بشكل نسبي بدأت البلاد تستعيد تدريجيا ثقة الأسواق السياحية الخارجية. وكانت كل من بريطانيا والدانمارك والنرويج وآيسلاندا والسويد وفنلندا وبلجيكا أعلنت في وقت سابق رفع قرار تحذير رعياها من السفر إلى تونس قصد السياحة. ومنذ العام 2016 بدأت تونس في التخطيط لإنعاش السياحة التونسية حيث نظمت عددا من الحملات الترويجية في الأسواق السياحية الواعدة وفي مقدمتها السوق الروسية. ويقول المسؤولون الحكوميون إن السياحة سجلت خلال العام 2017 نسبة نمو تفوق 39 بالمئة مقارنة بالعام 2016 ليناهز عدد السياح نحو 7 ملايين. ووفق تقرير المنظمة العالمية للسياحة الصادر في سبتمبر/ايلول 2017 تحتل تونس المرتبة الثانية إفريقيا بعد جنوب إفريقيا كوجهة جذابة غير أنها تأتي في المرتبة التاسعة عربيا من حيث العائدات بمداخيل تقدر بـ1.354 مليار دولار. وقال التقرير إن السياحة التونسية تمتلك من حظوظا وافرة ما يساعدها على استعادة مكانتها على الخارطة السياحية العالمية، مشيرا إلى أن تونس نجحت خلال السنوات الثلاث الماضية في الانضمام إلى قائمة أفضل 10 وجهات سياحية قادرة على الانتعاش. وتتوقع المنظمة العالمية للسياحة أنه في حال تواصل النسق التصاعدي لتوافد السياح على تونس فإن البلاد قادرة على استقطاب ما بين 7 و8 ملايين سائح. وخلال السنوات الأخيرة شهدت السياحة التونسية تركيبة جديدة من حيث الوافدين حيث بات السياح الجزائريون يتصدرون المرتبة الأولى بنحو 2.3 مليون سائح وهو ما يمثل نحو أكثر من 45 بالمئة من اجمالي الوافدين. وبعد أن كانت الأسواق الأوروبية تتصدر المراتب الأولى من حيث عدد السياح تراجعت السوق الألمانية من المرتبة الأولى إلى المرتبة الثالثة بعد السوق الفرنسية. وتتوفر تونس على 20 منتجعا سياحيا منها مدينة الحمامات وسوسة والمنستير والمهدية الواقعة على الشريط الساحلي الشرقي ومدينتي طبرقة وعين دراهم الواقعتين شمال غرب البلاد ومدينة جرجيس وجزيرتي جربة وقرقنة في الجنوب. ويوفر قطاع السياحة في تونس نحو 400 ألف موطن شغل في موسم الذروة غير أن هذا الرقم ينخفض بنحو 50 بالمئة في فصل الشتاء نتيجة تراجع عدد السياح.
مشاركة :