تابعتْ وحدة رصد اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر المبادرةَ الإيجابية لمجموعةٍ من الأطباء المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث قام عددٌ من الأطباء المسلمين في ولاية ألاباما الأمريكية بفتْح عياداتٍ تُقدِّم خدماتٍ طبيةً مجّانية بالولاية.وقال المرصد إن هذه العياداتُ تستمدّ تمويلَها في المقام الأول من التبرعات، وتَهدِف إلى مساعدة الفقراء وأولئك الذين لا يشملهم غطاءٌ تأميني، ويتكوّن الفريق الطبي من 16 طبيبًا مسلمًا، يُقدِّمون الخدماتِ الطبيةَ للمرضى مجّانًا، بغَضّ النظرِ عن دينهم أو عِرْقهم أو خلفيّاتهم الثقافية. الجديرُ بالذكر؛ أن أفراد الطاقم الطبي يتحدّثون عدّة لغاتٍ؛ مثل: اللغة الإنجليزية، والأُردية، والعربية، والإسبانية، وغير ذلك من اللغات، ويُبيِّن تقريرٌ أصدرته مؤسسةُ أسرة هنري كايزر، وهي مركزُ أبحاثٍ متخصِّص في السياسات الصحية؛ أنّ 9% من سكان الولاية بلا تأمينٍ صحي في عام 2016، ويقول أحد مرتادي العيادة من المنتمين إلى هذه الفئة: "هذا أمرٌ جيّد"؛ "فهذه العياداتُ تُقدِّم جميع الخدمات الطبية مجّانًا، وجميع الأطباء يمتازون بكفاءةٍ مهنية عالية، ومثل هذه الأمور " تُعلِّمنا كيف نكون رحماء". ويَروي المؤسِّس المُشارِك لهذه العيادات "طلحة مالك"؛ أنه قد هاجَر إلى مدينة نيويورك قادمًا من باكستان في يونيو 2001 لدراسة الطب الباطني، وأنه رأى الكثيرَ من المسلمين المقيمين بعيدًا عن أوطانهم الأصلية يجري التعامل معهم ويتحدّد مستقبلُهم على حسَب وضْعهم الاجتماعي والاقتصادي والديني، ويؤكّد أنّ السبب في هذا يرجع إلى المفهوم الخاطئ بأن الإسلام يَحُثّ على العنف، ويقول: إنه بعد بضعة أشهرٍ فقط من وصوله حدثتْ هجماتُ 11 سبتمبر، ممّا أدّى إلى زيادة جرائم الكراهية والتمييز ضد المسلمين، ولكن ذلك لم يمنع "مالكًا" وغيرَه من الأطباء المسلمين من مساعدة المرضى والفقراء والأرامل، أيًّا كان دينُهم أو جِنسُهم. ففي عام 2011، قرّر "مالك" ومجموعةٌ من الأطباء من أصلٍ باكستاني، فتْحَ عيادةٍ مجّانية من شأنها توفيرُ خِدماتٍ مجّانية للذين لا يستطيعون تَحَمُّلَ تكاليف الرعاية الصحية، بعد تَلَقّي دعمٍ من جمعية برمنجهام الإسلامية وتبرُّعاتٍ أخرى من المجتمع الإسلامي، وافتُتحت العيادة في عام 2012، وأكّد "مالك" أن حوالَي 40٪ من المرضى الذين يتردّدون على العيادة هم من غير المسلمين، وأن معظم الأطفال الذين شوهدوا في العيادة هم أطفالٌ من عائلات اللاجئين أو الأُسر التي هاجرتْ مؤخّرًا إلى الولايات المتحدة، وتحدّث "مالك" أيضًا عن وجود عيادةٍ متنقلة عَبْرَ الولاية توفِّر الرعايةَ الصحية المجانية أمام الكنائس والمعابد اليهودية والمراكز الإسلامية الأخرى. ويؤكّد "المرصد" أن هذه المبادرةَ التي قام بها هؤلاء الشبابُ تستحقّ التقديرَ، خاصّةً في ظِلّ ارتفاعِ نفقات العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم قدرة الكثيرين على تَحَمُّلها، كما يرى "المرصد" أنه ليس من الغريب على المسلمين أنْ يُقَدِّموا الخدماتِ المجّانيةَ للمسلمين وغيرِهم؛ فهذا ما يدعو إليه الدينُ الإسلامي الحنيف، الذي يَحُثّ على التعاون والمحبة والإخاء بين الناس، أيًّا كان لَونُهم أو جنسهم أو دينهم، وأنّ هذه المبادرةَ الإيجابية هي تجسيدٌ عَمَليٌّ لتعاليم الإسلام التي تؤكِّد أنّ خيرَ الناسِ أَنْفَعُهم للناس، وأنّ الإسلام يدعو الناسَ جميعًا للتعاون على أعمال البِرّ والتقوى وما فيه خيرٌ لعُموم المجتمع.
مشاركة :