رزان عدنان| تنتظر الأسواق كل عام بفارغ الصبر الرابع عشر من فبراير الذي يصادف عيد الحب (الفالنتاين)، أملاً بتحقيق المكاسب المجزية من الإنفاق الهائل على الهدايا، حيث يستغل بعض العشاق والأزواج هذه المناسبة للتعبير عن مشاعرهم بشراء الهدايا، في طقس عادات أخذ يجتاح العالم ككل، ويحرك معه اقتصادات مهمة ويرفع مبيعات قطاعات عدة. وتتربع المجوهرات والشوكولا والورود على عرش الهدايا المختارة عند العشاق. بالنسبة للعديد من الأزواج، يمثل عيد الحب تاريخاً مهماً للاحتفال من خلال قضاء رحلة رومانسية، أو تناول وجبة لطيفة في مطعم ما، أو تبادل الهدايا الخاصة. بالنسبة للآخرين، يعتبر هذا اليوم بالنسبة لهم مناسبة مكلفة وجوفاء وتعبر عن مشاعر مصطنعة ليس إلا، خصيصاً أن قطاعات المطاعم والحلويات والمجوهرات هي المستفيد الأكبر من هذا الاحتفال الأجوف كما يرواه البعض. مع ذلك، ينوي أكثر من نصف الأميركيين على سبيل المثال الاحتفال بعيد الحب هذا العام، مما يعني أنه لا يزال مناسبة مجزية ومربحة للاقتصاد الأميركي. إذ بحسب تقديرات اتحاد التجزئة الوطني (NRF) في أميركا، سيصل مجموع إنفاق الأميركيين يوم الفالنتاين إلى 19.6 مليار دولار، وهو رقم أفضل من العام السابق. بمعنى آخر، سينفق كل أميركي كمعدل وسطي 143.56 دولاراً، مقارنة مع 136.57 دولارا في 2017، لكن هذا الرقم أقل مما سجل في 2016 حين بلغ 146.84 دولاراً. ولا تنحصر هدايا عيد الحب على الأزواج أو العشاق، بل تتضمن أفراد العائلة، وزملاء الأطفال والمدرسين، والأصدقاء، وحتى زملاء العمل. في غضون ذلك، ستستقطب المجوهرات الحصة الأكبر من إنفاق الأميركيين على الهدايا، إذ من المتوقع أن تبلغ المبيعات يوم عيد الحب 4.7 مليارات دولار، بينما المطاعم فستستحوذ على 3.7 مليارات دولار من جيوب العشاق، وسيصل الإنفاق على الزهور إلى ملياري دولار. وتشير تقديرات الاتحاد إلى أن 8.9 في المئة ممن ينوون الاحتفال بيوم الحب، سيقضونه مع عائلتهم أو أصدقائهم. بحسب موقع ستاتيستا، من المتوقع أن يرتفع الإنفاق على الحلويات والشوكولاتة في عيد الحب بنسبة 16 في المئة تقريباً مقارنة مع حجم الإنفاق في 2017. ويخطط 55 في المئة تقريباً من الأميركيين الاحتفال بيوم الحب من خلال شراء الشوكولا والحلويات، مقارنة مع %50 العام الماضي. وبصرف النظر عن يوم الفالنتاين، فإن استهلاك الشوكولا يشهد ارتفاعاً، ففي السنوات الخمس المنتهية في 2022، من المتوقع أن تقفز مبيعات التجزئة الأميركية من الشوكولاتة بنسبة 2.2 في المئة إلى 1.4 مليون طن متري، لتبلغ 20.3 مليارات دولار، بحسب تقديرات شركة يورومونيتور إنترناشيونال. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينخفض الإنفاق على المجوهرات بنسبة 2.7 في المئة. في بريطانيا، من المتوقع أن ينفق العشاق هناك هذا العام ما يقرب من 380 مليون جنيه إسترليني على تناول الطعام في يوم عيد الحب، مما يجعل فئة المطاعم تستحوذ على أكبر النفقات. وإضافة إلى ذلك، فمن المتوقع أن ينفق البريطانيون 250 مليون جنيه على الزهور، و190 مليون جنيه على الملابس واللانجري. اللافت أن الرجال سواء في أميركا أو بريطانيا ينفقون في يوم الحب ضعفي ما تنفقه النساء على الهدايا. على سبيل المثال، ينفق الأميركي عادة 196.39 دولارا مقابل 99.87 دولارا للمرأة. ويعود السبب في ذلك، إلى أن أجور الرجال، كمعدل وسطي، أعلى مما تتقاضاه المرأة، أي أن الذين يتقاضون 50 ألف دولار وأكثر سنوياً سينفقون 169.32 دولارا، بينما الذين يتقاضون أقل من 50 ألف دولار سينفقون 109.14 دولارات. عشاق أقل تشير إحصاءات إلى أن عدد الذين يحتفلون بعيد الحب في انخفاض منذ عام 2008، ويعود السبب في ذلك إلى أن عدد كبار السن في المجتمعات الغربية يشهد تزايداً، وهذه الفئة قليلاً ما تحتفل في مثل هذه المناسب. ويحتفل ثلثا الشبان والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة بيوم الحب، في حين أن النسبة تصل إلى %60 ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، وأقل من النصف للذين تتراوح أعمارهم بين 55 و65 سنة، و44.7 في المئة لمن هم 65 عاماً وأكبر. الفكرة أهم لا يُقبِل معظم العشاق على شراء الهدايا الباهظة ليبرهنوا القول المأثور إن الفكرة أهم من قيمة الهدية ذاتها. وفي ما يلي قائمة أهم الهدايا التي اشتراها الأميركيون العام الماضي، ونسبتهم، وقيمة ما أنفقوه: 1 – الشوكولا: بلغت نسبة الذين اختاروا الشوكولا كهدية فالنتاين العام الماضي من الأميركيين %50، وأنفقوا على شرائها 1.7 مليار دولار. 2 – بطاقات المعايدة: بلغت نسبة الذين اختاروا بطاقات المعايدة للتعبير عن حبهم %47، وأنفقوا على شرائها مليار دولار. 3 – المطاعم: بلغت نسبة الذين اختاروا تناول العشاء خارج المنزل مع أحبابهم 37 في المئة، وأنفقوا 3.8 مليارات دولار. 4 – الزهور: %35 من الأميركيين اختاروا الزهور للتعبير عن مشاعرهم، حيث اشتروا منها ما يساوي ملياري دولار. 5 – المجوهرات: 19 في المئة من الأميركيين فضلوا شراء المجوهرات في يوم الحب، وأنفقوا عليها 4.3 مليارات دولار. وتجدر الإشارة إلى أن الهدايا الأقل تفضيلاً تعتبر الأقل رومانسية أيضاً، إذ اشترى 19 في المئة فقط الملابس منفقين 1.9 مليار دولار، بينما اشترى %16 بطاقات الهدايا منفقين 1.4 مليار دولار. الرجال والشوكولا من الطرائف التي تصاحب عيد الحب ما قالته صاحبة متجر «ديفاين تريجرز» في مانشستر، ديان بلانشيت ويجمان من أن الرجال يفضلون شراء الشوكولا مقارنة بالنساء كهدية في هذا اليوم، وعادة ما يشترونها في آخر لحظة. وأضافت أنها شحنت 6 آلاف طن استعداداً للفالنتاين. وفي ساوث ويندسور، ينصح أصحاب المطاعم العشاق بالحجز المسبق قبل أسابيع من 14 فبراير. على سبيل المثال، يقول فيليب غراهام مدير خدمة في مطعم بورتنز في المدينة: «الحجوزات بدأت قبل 6 أسابيع، ومن يتأخر لن يحالفه الحظ في حجز طاولة واحدة». الأستراليون يفضلون التوفير يبدو أن الأستراليين يخالفون نظراءهم الأميركيين والبريطانيين في عيد الحب لهذا العام. ففي استطلاع مستقل للآراء، قال 49 في المئة من الأستراليين إنهم لن يحتفلوا بعيد الفالنتاين، مشيرين إلى أنهم فضلوا هذا العام ادخار المال على شراء الهدايا. بالمقابل، قال %51 إنهم سيحتفلون بيوم الفالنتاين، وأنهم قرروا إنفاق ما متوسطه 127 دولارًا على شراء الهدايا لنصفهم الثاني.
مشاركة :