يعتقد روبرت مردوخ مالك «وول ستريت جورنال» و«تايمز» بأن عمالقة الانترنت (فيسبوك وغوغل وابل وميكروسوفت وأمازون) لم يفعلوا شيئاً للاعتراف باستثمارات الصحافة المهنية وقيمتها الاجتماعية، وسط ارتفاع أصوات الناشرين في الولايات المتحدة، لمطالبة هذه المنصات بدفع مقابل نظير استخدامها ونشرها للمضامين والموضوعات الصحافية الموثوقة، مثلما يحصل مع القنوات التلفزيونية المدفوعة. بينما تتم في بروكسل (مقر الاتحاد الاوروبي) مناقشة امكانية سن قانون يلزم مستخدمي المحتويات الاعلامية بدفع مقابل في اطار الحقوق التي تخص المؤلف، بلغ النقاش حول تقديم الخبر نظير المقابل (أي أن يكون الخبر مُجزيا ومُكسبا) مستوى غير مسبوق في نهاية الشهر الماضي. ولم يتردد مردوخ مالك «وول ستريت جورنال» في الولايات المتحدة و«صن» و«تايمز» في بريطانيا وعدة اصدارات استرالية، وفق صحيفة ليزيكو الفرنسية، في أن يطلب من «فيسبوك» و«غوغل» مكافأة مصادرة المعلومات «الموثوقة» بالطريقة ذاتها التي يتعامل بها موزعو القنوات التلفزيونية المدفوعة التي تعمل عن طريق الكابل مع الناشرين في صناعة التلفزيون، وبالنسبة لمردوخ فإن هذا لن يخفض أبداً من أرباحهم. وخلال نقاش في جامعة نيويورك، تحدث رئيس تحرير «بازفيد» بن سميث في الاتجاه ذاته، حيث قال «مهما حدث، عليهم أن يجدوا طريقة لتقاسم مداخيلهم من الأخبار مع ناشري هذه المضامين. ويقوم «فيسبوك» بتقاسم مداخيله الاعلانية من الفيديوهات التي ينشرها ويساعد فرع الفيديو في يوتيوب المساهمين (بالمقاطع) الذين حققوا نجاحات على تطوير عملهم ومضامينهم مهنياً، كما وضع تكنولوجيات المباشر في متناول التلفزيونات، غير أن فكرة مكافأة ناشري الصحف أو المجلات وفق نموذج تلفزيونات الكابل، لم تتم مناقشتها بعد بشكل جدي، «لكن في الوقت الراهن ميزان القوى لمصلحة عمالقة الانترنت، وقد شاهدنا كيف غير فيسبوك الخوارزميات التابعة له رغم احتجاجات الناشرين».