خبراء: الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحلّ مكان البشر

  • 2/13/2018
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

قال خبراء مشاركون في جلسات عقدت في القمة العالمية للحكومات، ضمن فعاليات منتدى الذكاء الاصطناعي، إنه ليس هناك مخاوف من تأثير الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سلبياً في سوق العمل، مشيرين إلى أن هناك وظائف ستتأثر دون شك، لكن ستحلّ مكانها وظائف أخرى لم تكن موجودة. «الروبوتات» أكثر تهديداً للرجال قال كبير العلماء في مؤسسة «إن نايسنس»، إن الآلات أكثر تهديداً للرجال في سوق العمل، نظراً لأن الرجل بطبعه لا يستطيع إلا أداء مهمة واحدة، فيما أن المرأة متعددة المهام، ويمكنها التركيز في أكثر من شيء في آن واحد. وأضاف خلال جلسة نقاشية بعنوان «الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الحكومات»، أنه يجب عدم الإفراط في الخوف، فالروبوتات حتى الآن تقوم بالمهام التي نوكلها إليها. وأضافوا أن المبالغة في التخوف من تبعات استخدام الذكاء الاصطناعي ستعطل اللحاق بركب التقدم والتطور، لأن التكنولوجيا لا يمكن أن تتوقف أو تنتظر أحداً، لافتين إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن الإنسان يبدع أكثر كلما تخلى عن وظائف تقليدية، وصار يعتمد على الآلة للقيام بها. وأشاروا إلى أن التعليم هو الحل الأول والثاني والثالث أمام الدول التي لا تريد أن تتأخر عن ركب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وتفصيلاً، قال عالم الحوسبة رئيس شركة «Udacity»، سباستيان ثرون، في جلسة حوارية أدارها وزير الدولة للذكاء الاصطناعي عمر العلماء، تحت عنوان «هل نستطيع حوكمة الذكاء الاصطناعي؟»، إن هناك مبالغة من عواقب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه على الحكومات التحرك فوراً من الآن في هذا المجال، دون الإفراط في نقاش حول سبل التحكم به. واستبعد ثرون أن تنقلب الآلات على البشر في يوم ما، لافتاً إلى أن هناك جدلاً مستمراً في هذا الشأن، لكن يظل الإنسان متفرداً بقدرته على الإبداع وإيجاد الحلول، والقدرة على توفير المعطيات للروبوتات. وتوقع أن يتم التواصل بين الإنسان والآلات بشكل مباشر خلال السنوات المقبلة، بحيث يعطيها التعليمات وجهاً لوجهاً، دون الحاجة إلى وسائط أو برامج. وقال: «لا أرى مبرراً للمبالغة في الخوف من زيادة البطالة، في ظل الاندفاع إلى الاعتماد على الآلات، لأن هناك وظائف اختفت فعلياً بعد الثورة الصناعية الأولى، فالإنسان سابقاً كان يعتمد على القوة العضلية في كل الأمور مثل الزراعة والنقل، لكن اختلف الوضع الآن»، مرجحاً أن يحدث ذلك بعد انطلاق الثورة الصناعية الجديدة، المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إذ ستختفي وظائف، لكن ستظهر أخرى بدلاً منها. وأكد ضرورة التركيز على تحويل المجتمعات من استهلاكية إلى مبدعة مشاركة في صناعة المستقبل. وما إذا كانت هناك فرص لدول على حساب أخرى في الثورة الجديدة، قال إن الأمر يعتمد في جانب كبير منه على انفتاح القادة، مثلما يرصد في دولة الإمارات، التي تتطلع إلى مكانة متقدمة في هذا المجال، ولديها أصغر وزير في العالم للذكاء الاصطناعي. إلى ذلك، قال الخبير كيفن كيلي، إن «ثورة الذكاء الاصطناعي ستطال كل شيء، فجميع أغراضنا ستكون ذكية، مثل الأحذية والمفاتيح والسيارات وغيرها». وأكد ضرورة الانفتاح على هذه التكنولوجيا والعمل مع الآلات، وليس الخوف منها أو معاداتها، لأن الإنسان في النهاية هو الذي يوفر لها المعطيات، كما يجب ألا نتوقع الأسوأ في ما يتعلق بالوظائف، إذ يفترض أن نتخلى عن القديم منها، ونبحث عن الجديد. وأشار إلى أن أعظم الاختراعات والمنتجات في العالم ستأتي خلال السنوات الـ25 المقبلة. إلى ذلك، قال أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة لويزفيل، الدكتور رومان يامبولسكي، في جلسة تحت عنوان «ما الذي يجب أن نعرفه عن الذكاء الاصطناعي؟»، إن الثورة الصناعية الجديدة ستستلزم خبراء في الأمن الإلكتروني، وهذا مجال مهم يمكن استثمار التعليم فيه. فيما ذكر أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية في جامعة كاليفورنيا بيركلي، ستيوارت راسل، أن هناك من يعتقد أن المستقبل يستلزم تخريج ملايين من خبراء التقنية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، لكن هذا ربما لا يكون صحيحاً، في ظل الاعتماد على الآلات، بل يجب أن يتم التركيز على المجالات التي من شأنها أن تحسن حياة الإنسان. وأضاف: «لست واثقاً ما إذا كانت ثورة الذكاء الاصطناعي ستقود إلى المدينة الفاضلة أم إلى نهاية البشر، لكن بأي حال من الأحوال يجب أن نكون حريصين في ما نزرعه في هذه الآلات».

مشاركة :