ظهر عصر ريادة الأعمال منذ بداية التسعينات كأسلوب يوفر إطارا لكيفية تحويل الفكرة العظيمة إلى عمل تجاري كبير، مرورا بكل مراحل التأسيس والنمو والتمويل بطريقة فعالة وغير تقليدية، مع الحرص على الاستمرارية، بغية الحصول على الربح وتحقيق الاستقلال المالي، خلال تنمية شركة ناشئة تخلق الألفة والانطباع الإيجابي لدى العملاء والموردين والمستثمرين. كما أنها تعد وظيفة مهمة في التنمية الاقتصادية بالمملكة التي تحتل المملكة المرتبة الرابعة عربيا والمركز الـ36 عالميا في مؤشر ريادة الأعمال، وليس فقط في انعكاسها على مؤشرات الاقتصاد، بل أيضا لكونها تشكل جزءا مهما في مرحلة اقتصاد ما بعد النفط. العوامل الأساسية قال رجل الأعمال الدكتور رائد القديحي لـ«الوطن»، «إن العلاقة المشتركة بين ريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي تكمن في استغلال العلم والمعرفة، لتكون اللبنة الأساسية في نجاح العمل «الإنتاج»، أكثر من الاعتماد على الموارد المالية». وأضاف، «سابقا كانت الأرض والعمالة ورأس المال هي العوامل الثلاثة الأساسية للإنتاج في الاقتصاد القديم، وأصبحت الآن الأصول المهمة في الاقتصاد الجديد هي المعرفة الفنية والإبداع والذكاء». حاضنات الأعمال حول توجه المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة إلى مجال ريادة الأعمال بشكل ملحوظ، أوضح القديحي، أن حاضنات الأعمال هي برامج مصممة لدعم وتطوير الشركات الناشئة، خلال تزويدها بمجموعة من موارد الدعم والخدمات المصممة والمدارة من قبل إدارة الحاضنة بشكل مباشر، أو عن طريق شبكة من علاقاتها، وتختلف حاضنات الأعمال عن بعضها في طريقة الدعم للشركات الناشئة، خلال الخدمات التي تقدمها، أو الهيكل التنظيمي، أو نوعية العملاء. مضيفا أن هناك فرصا وتحديات ربما تكون دافعا لرواد الأعمال، ليقدموا أفكارا أكثر لريادة وتجربة أعمال غير تقليدية في السوق، يقل الاعتماد فيها على رأس المال. زيادة الناتج المحلي يقول القديحي، إن الريادي مثل القائد، يولد ولا يصنع، ولكن لا بد للريادي الناجح أن يكون حريصا على التعلم واكتساب المهارات اللازمة، كي تواكب متغيرات وتطورات العصر الحديث، ويجب أن يجمع بين الشغف والمعرفة، حتى يصبح رياديا ناجحا. وعن حقيقة إسهام قطاع ريادة الأعمال في رفع الناتج المحلي وزيادة الفرص الوظيفية أكد القديحي، «أن ريادة الأعمال هي رافد مهم من روافد الإنتاج المحلي، وربما يمكننا تصنيفه حاليا ضمن نطاق المؤسسات المتوسطة والصغيرة، والتي تمثل في معظم اقتصادات العالم المتقدم النسبة الأكبر من الدخل القومي». القيمة المضافة قال الخبير المالي والمستشار في الموارد البشرية، نواف الضبيب، «إن هناك 72 مليارا تضخ في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وباعتقادي أن ريادة الأعمال في الوقت الحالي هي في أفضل مراحلها».وعن تطبيق ضريبة القيمة المضافة هذا العام، أكد الضبيب، أنه من المفترض ألا تؤثر الضرائب ولا القيمة المضافة بنسبتها الحالية سلبيا على قطاع ريادة الأعمال في المملكة، إذ إنها موجودة ومنذ وقت ليس بالقريب في معظم دول العالم، ولم يُلمس لها ذلك التأثير السلبي.
مشاركة :