دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الولايات المتحدة إلى إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، في وقت أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اهتمام الرئيس دونالد ترامب بجمع الجانبين معاً من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وشدد على دعم بلاده مصر في حربها ضد الإرهاب، كما أعرب عن تطلعه إلى «عملية شفافة ونزيهة» في الانتخابات الرئاسية المصرية. وكان تيلرسون استهل جولته في المنطقة بزيارة القاهرة، قبل أن يغادرها إلى الكويت للمشاركة في مؤتمر إعادة إعمار العراق. وتتضمن الجولة زيارة لتركيا استبقتها أنقرة بتحذير واشنطن من أن العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بلغت «مرحلة حرجة» يتوجب التعامل معها، متهمة الولايات المتحدة بعرقلة الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وعقد تيلرسون لقاءً مُغلقاً مع نظيره المصري سامح شكري، أعقبته جلسة محادثات موسعة، قبل أن يستقبل الرئيس المصري الوزير الأميركي. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، إن تيلرسون أكد للرئيس السيسي التزام بلاده دعم مصر في حربها ضد الإرهاب. وفي خصوص القضية الفلسطينية، حض السيسي الولايات المتحدة، باعتبارها الراعي الرئيس لعملية السلام في الشرق الأوسط، على دفع عملية المفاوضات وفق قرارات الشرعية الدولية، فيما أوضح وزير الخارجية الأميركي أن هدف إدارة ترامب هو حل القضية في شكل عادل، وأنها ستواصل جهودها لتحقيق هذا الهدف. وقال تيلرسون، في مؤتمر صحافي مع شكري، إن الولايات المتحدة تقف مع مصر «كتفاً بكتف» في حربها ضد الإرهاب لخلق منطقة أكثر استقراراً، مضيفاً: «مصر تقوم بالرد المناسب وفي الوقت المناسب، وتتعامل مع كل تهديدات داعش وتقوم بعملية جيدة في سيناء»، لافتاً إلى «مساعدات عسكرية نتحدث عن بعضها والآخر لا يمكن الحديث عنه». وقال: «لا فجوة بين مصر وأميركا في الحرب على الإرهاب». وأشاد الوزير الأميركي بالعملية العسكرية الشاملة التي أطلقها الجيش الجمعة الماضي للقضاء على الإرهاب في سيناء والصحراء الغربية ومناطق في الدلتا. وأعلن أمس مقتل 12 تكفيرياً في سيناء، وتدمير مخابئ وخندق بطول 250 متراً تحت الأرض، وتدمير مخازن أسلحة وذخيرة وإحباط تفجير عبوات ناسفة. وفي شأن عملية السلام، قال تيلرسون إن من المهم «تفهم» ما قام به الرئيس الأميركي تجاه القدس، موضحاً أنه «قال نقاطاً مهمة جداً، منها أنه لا يقصد تغييراً حقيقياً في الأماكن المقدسة الموجودة في المدينة، وثانيها أنه يجب علينا جميعاً الآن تحديد وضع القدس»، وشدد على التزام ترامب «جمع الأطراف معاً». وقال وزير الخارجية المصري إنه أكد أهمية التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي واستمرار الجهود الأميركية للتوصل إلى تسوية تتسق مع الشرعية الدولية. ورداً على سؤال في خصوص حقوق الإنسان وانتخابات الرئاسة المصرية، قال الوزير الأميركي: «دعمنا دوماً انتخابات شفافة وحرة في مصر والبلدان الأخرى. الولايات المتحدة مهتمة كثيراً بالعملية الديموقراطية وحق الشعب في الاختيار بشفافية ونزاهة، ولا شيء تغير في هذا السياق». وأكد شكري أن الحكومة المصرية تدعم حقوق الإنسان وتحترمها». واستبق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وصول تيلرسون إلى أنقرة، ونقلت عنه وكالة «فرانس برس» قوله في تصريحات متلفزة من إسطنبول أمس: «علاقاتنا مع أميركا وصلت مرحلة حرجة، إما أن يتم إصلاحها و إما أن تنهار بالكامل»، داعياً واشنطن إلى «القيام بما يلزم في منبج». وأضاف أن المحادثات مع تيلرسون ستتطرق إلى إعادة بناء «الثقة التي دمرت»، متهماً واشنطن بارتكاب «أخطاء جسيمة» في ما يتعلق بالداعية المعارض فتح الله غولن ووحدات حماية الشعب الكردية. وقال: «لا نريد وعوداً، نريد اتخاذ خطوات ملموسة». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن جاويش أوغلو قوله إن القوات الأميركية في سورية تعرقل عمداً القتال ضد «داعش» كعذر كي لا تقطع العلاقات مع الأكراد، كما تطالب أنقرة. وأضاف أن القوات الأميركية تترك «جيوباً» لـ «داعش» حتى تبرر التعاون المتواصل مع القوات الكردية.
مشاركة :