الإحباط بات يسيطر على صناع القرار في الدوحة، إلى درجة سعيهم الخبيث لإثارة الأمة العربية والإسلامية وتشتيتها.العرب عبدالله العلمي [نُشر في 2018/02/13، العدد: 10899، ص(9)] لا تفهموا العنوان خطأ، فلا أحد يريد إهانة “شريفة” بأنها متأهبة للرقص، بمجرد سماعها إيقاع الطبل الإيراني. بالرغم من كونها مقاطعة صغيرة الحجم، إلا أن قطر تكمل دور إيران التخريبي لزعزعة الأمن والسلم في المنطقة. في كل مناسبة تحاول فيها قطر الخروج من أزمتها التي أوقعت نفسها فيها، تقع في أزمة أخرى بسبب سياستها الداعمة للإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى. التحركات الدبلوماسية القطرية الفاشلة تدل بوضوح على معاناة حكام قطر من عزلتهم عن العالم. للأسف لم تتعلم الدوحة الدرس، ومازالت تمارس “النموذج الإيراني” في المراوغة، مما أطاح بها في مستنقع وحلٍ عميق يجب أن يُدرَّس في كليات العلوم السياسية. آخر مسرحية هزلية تحاول قطر تمريرها هي دعوتها المشينة لتدويل الحرمين الشريفين. من الواضح أن الإحباط بات يسيطر على صُنّاع القرار في الدوحة لدرجة سعيهم الخبيث لإثارة وتشتيت الأمة العربية والإسلامية. أصبحت قطر الوكيل الحصري لتصدير أجندة المشروع الفارسي في المنطقة، وكل دعوة تطلقها إيران تتبناها قطر، وخاصة تلك المعادية لدول مجلس التعاون الخليجية. هدف قطر من دعوتها الهزيلة لتدويل الحرمين “تحرش” سافر في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية من منطلق “تلعبوني أو أخرّب عليكم”. فشلت قطر في إدارتها للأزمة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مما دفعها لترمي مستقبلها في أحضان إيران، وكأن صاروخ “قدر” الباليستي الإيراني سيحميها. مرة أخرى تؤكد سياسات الغدر القطري تنفيذ أجندة الملالي، الرعاة الحصريين للإرهاب في العالم. لا شك أن أمير قطر شعر بنشوة عارمة الأسبوع الماضي بعد تلقيه دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو. روسيا لا تعنيها مزرعة صغيرة على الخارطة مثل قطر، فهذه الدعوة جاءت لإثارة غيرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومحاولة لتفتيت تحالفات الولايات المتحدة الإقليمية. لماذا؟ ربما بسبب حالة الإحباط المزمن التي تسيطر على قطر بعد فشلها في إقناع أميركا بالوقوف معها ضد دول المقاطعة. لم تتأخر طهران كثيراً، بل تدخلت لبناء جسر دبلوماسي بين قطر وروسيا، بعدما أظهرت الدوحة استعدادها للتحول إلى موطئ قدم استراتيجي لإيران في المنطقة. سسما هي مصلحة إيران من كل هذا؟ طهران تزرع الفتيل لكل أزمة ولا تكف عن التخطيط للأعمال الإرهابية ضد جيرانها. الأسبوع الماضي طالب المدعي العام السعودي بحكم القتل تعزيراً في حق أفراد خلية تضم أربعة متهمين بالالتحاق بمعسكرات تدريب تابعة لـ“حزب الله” في إيران. أبرز الاتهامات هي الانتماء لخلية إرهابية، وتهريب أسلحة إلى داخل المملكة، وتهريب مطلوبين أمنياً من السعودية إلى دولة معادية (إيران)، واستهداف رجال الأمن، وتمويل الأعمال الإرهابية عبر عصابات منظمة. علامات البهجة تبدو واضحة على أوجه مذيعي قناة “الجزيرة” بعد إذاعة هذا الخبر، فالهدف هو الشماتة بالمملكة في كل شاردة وواردة. من الواضح أن الدوحة تحاول اللعب على كل الحبال بسبب عزلتها عن العالم. هذا يفسر لماذا كلما طَبّلَتْ إيران، رقصت قطر. عضو جمعية الاقتصاد السعوديةعبدالله العلمي
مشاركة :