محمد صلاح.. من رحلة صعبة إلى معشوق الجماهير

  • 2/13/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

نجاح صلاح على مستوى النادي أتى بعد نجاح مماثل مع المنتخب المصري تمكن خلاله من المساهمة في بلوغ مونديال 2018.العرب  [نُشر في 2018/02/13، العدد: 10899، ص(23)]نجم ساطع القاهرة – يبرز النجم محمد صلاح (25 عاما) هذا الموسم بشكل كبير مع فريق ليفربول الإنكليزي، وسجل له 29 هدفا، منها 22 هدفا في الدوري الممتاز، جعلته في المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد خلف لاعب توتنهام هاري كاين. وكانت آخر أهدافه في المباراة ضد ساوثهامبتون الأحد، والتي فاز فيها الفريق الأحمر 2-0. وأتى هذا النجاح على مستوى النادي بعد نجاح مماثل مع المنتخب المصري، تمكن خلاله من المساهمة بشكل أساسي في بلوغ “الفراعنة” نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، للمرة الأولى منذ 28 عاما. ويدرك صلاح أن مساره ونجاحه صارا مصدر إلهام لأطفال مصر وأفريقيا، فوجه لهم عند تسلمه جائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2017 في يناير الماضي، كلمة قال فيها “لا تتوقفوا أبدا عن الحلم، لا تتوقفوا أبدا عن الإيمان”. رحلة العذاب لم تكن مسيرة صلاح سهلة، حسب ما يروي عارفوه في القرية. ويقول غمري عبدالحميد السعدني الذي كان مدربا لأشبال نادي شباب نجريج عندما بدأ صلاح التردد على المركز وهو في الثامنة من عمره، “دربت محمد صلاح وهو لا يزال طفلا، وكانت موهبته واضحة منذ الصغر”، معتبرا أن نجاحه ليس بسبب “مجرد موهبة، إنما كذلك بفضل عزيمة فولاذية ومجهود وإصرار”. ويروي عمدة القرية ماهر شتية باعتزاز أن “محمد كان لا يزال في الرابعة عشرة من عمره عندما انضم إلى فريق نادي المقاولون العرب في القاهرة، وكان يضطر إلى أن يمضي قرابة عشر ساعات يوميا في وسائل النقل ليواظب على مرانه اليومي”. ويوضح العمدة الذي تربطه علاقة صداقة بأسرة محمد صلاح، أن الأخير كان في “رحلة العذاب” تلك، يستقل أربع وسائل نقل: من نجريج إلى بلدة بسيون المجاورة، ثم منها إلى مدينة طنطا (عاصمة محافظة الغربية) حيث يستقل حافلة أخرى إلى وسط القاهرة، ثم يبحث عن وسيلة تقل إلى حي مدينة نصر في شرق العاصمة المصرية حيث مقر ناديه. ونشأ صلاح في أسرة رياضية، فوالده وعمه وخاله كانوا يلعبون كرة القدم في نادي شباب نجريج الذي تغير اسمه وأصبحت تعلوه لافتة كبيرة كتب عليها “نادي شباب محمد صلاح”. ويقول شتية “عندما لاحظ والد محمد موهبة ولده، سعى لإلحاقه بأحد الأندية الكبيرة. لعب صلاح في البداية مع فريق في بلدة بسيون ثم انتقل إلى فريق في مدينة طنطا قبل أن يلتقطه نادي المقاولون”، ومنه إلى رحلة احتراف في الخارج بدأت مع نادي بازل السويسري في 2012. وأمضى صلاح قرابة خمس سنوات في نادي المقاولون في القاهرة، حسب مدربه سعيد الشيشيني الذي يؤكد أنه “لعب في فرق الناشئين تحت 15 سنة وتحت 16 وتحت 17 قبل أن ينتقل إلى الفريق الأول”، مضيفا “كان صلاح واضح الموهبة وفرض نفسه وبرزت خصوصا قدرته على اختراق دفاعات الخصم والمرور بالكرة من منتصف الملعب حتى منطقة الجزاء”. ويعتقد الشيشيني أن الحظ لعب أيضا دورا في احتراف صلاح المبكر، إذ كان مشرف الكرة في نادي المقاولون شريف حبيب “على علاقة بالأندية الأوروبية، وهو من قام بتسويقه”. قرية الياسمين تربى محمد صلاح في أسرة محافظة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وكان والداه يعملان في وظيفتين حكوميتين بالقرية. غير أن والده كان يعمل، بالإضافة إلى وظيفته، بتجارة الياسمين، وهو المحصول الرئيسي الذي يزرع في نجريج ويتم تحويله في القاهرة إلى معجون ويتم تصديره إلى روسيا وبعض دول أوروبا الغربية حيث يستخدم في صناعة العطور. ويصف غمري عبدالحميد السعدني صلاح بأنه “متواضع جدا ويجب أن نضع مئة خط تحت كلمة متواضع، فمحمد ابن الثماني سنوات هو نفسه محمد أفضل لاعب أفريقي”. ويقول العمدة “خلال السنوات الثلاث الأخيرة تزامنت عطلة محمد صلاح مع شهر رمضان وكان يمضيها في القرية وسط أصدقائه، والعام الماضي شارك في توزيع جوائز دورة الكرة الرمضانية”. ويقول ماهر شتيه إن محمد صلاح “يعمل الكثير من أجل أهل بلده”، موضحا أنه تبرع بتكاليف إنشاء وحدة عناية مركزة كاملة في مستشفى بسيون المركزي منذ عامين، وأنشأ أيضا مؤسسة نجريج الخيرية التي تقدم مساعدات شهرية للمحتاجين.

مشاركة :