يؤرخ بعض المهتمين بالتاريخ السعودي دخول أول سيارة للمملكة في عام 1340 حينما جلبها الملك عبدالعزيز قبيل توحيد البلاد بـ11 عاما حينما كان يحمل مسمى سلطان نجد. وأصبحت السيارات مشاهدة في بعض المواقع مع بداية عام 1345 لتصبح وسيلة نقل مهمة بدل الإبل التي كان يعتمد عليها الناس، وظهرت السيارات في عام 1345 جنبا إلى جنب مع الإبل وسيلة النقل الأكثر انتشارا في ذلك الوقت. ويذكر المهتمون بالتاريخ أن أول سيارة تم استخدامها في حائل ومنطقة مكة ومن ثم الرياض، حيث إن أول سيارة استقلها الملك المؤسس في تاريخ 1341. وتعد "الدمنتي" إحدى أشهر الماركات التي دخلت المملكة إلى جانب "انترناش" وكذلك "الفرت"، وكلها أسماء تم إطلاقها لماركات سيارات من قبل السكان المحليين بطريقة مغايرة لاسمها الحقيقي إلا أنها قريبة من الاسم الأصلي.رموز لوحات السيارات ومع بداية التنظيم لوسيلة النقل الجديدة مع بداية ظهورها في أرض المملكة يحتفظ بعض المهتمين بلوحات السيارات لإثبات الملكية، وظهرت إحدى اللوحات التي تحمل رمز السيفين ونخلة، إضافة لوسم الإبل الخاص بآل سعود كإثبات ملكية للسيارات. وكانت القبائل والعوائل في السعودية تسم الإبل على أحد جانبيها بوسم معروف ومعلوم لكل أسرة أو قبيلة. ويحتفظ أحد المهتمين وقد سمى نفسه بالأرشيف النجدي، بلوحة سيارة تحمل وسم إبل آل سعودي، وهو الرمز olo ويسمى في ذلك الوقت عند أهل الإبل بحلقتين بينهما مطرق على يمين اللوحة، ولكل مالك شاهد مضاف خاص به دون الأسرة أو القبيلة وتحمل لوحة السيارة إلى جانب وسم الإبل العام للأسرة والقبيلة شاهدا للمالك، بالإضافة للرقم 36 وهي فيما يعتقد البعض أنها السيارة رقم 36 التي دخلت المملكة في ذلك الوقت. وصاحبت السيارات في بداية دخولها العديد من القصص المدونة والتي فيها طرافة بين الأهالي في ذلك الوقت، حيث يهرب الناس من السيارة حينما تسير في الصحراء لأول مرة بينما البعض اعتبرها ضربا من ضروب الجن. وحلت السيارة بديلا للجمل مع بداية الخمسينيات الهجرية لتصبح مشاهدة في جميع أنحاء المملكة، وانتشر امتلاكها مع بداية السبعينيات الهجرية حيث أصبحت مع بعض السائقين الذين ينقلون الناس بين المناطق في سيارات تسمى "لوري". وتعد المناطق الرملية أكبر الصعوبات التي تواجه السائقين في ذلك الوقت قبل تعبيد طرق رئيسية للسيارات، وكذلك نقص محطات البنزين التي كانت نادرة ويحمل السائقون كميات الوقود معهم في سفرهم.السيارة في الشعر الشعبي وحلت السيارة محل الجمل في مطلع القصائد الشعبية لتصبح كلمة دارجة في الشعر بديلا للجمل، وكانت بداية القصائد التقليدية الشعبية تبدأ في يركب ليذكر الوسيلة والموضوع. وهي شبيهة بالمقدمة الطللية في القصائد العربية قبل الإسلام والتي تعد إحدى ركائز الشعر، وهو ما يسميه النقاد البكاء على الأطلال. وأصبحت السيارة إحدى أهم وسائل النقل في الجزيرة العربية، والتي خلدتها آلاف القصائد حسب النوع والقوة، ولاتزال السيارة في الشعر الشعبي تذكر في بعض القصائد مع ظهور وسائل نقل مختلفة من بينها القطار والطائرة والباخرة.
مشاركة :