زين ربيع شحاتة يكتب: مواجهة الإرهاب..الأمن بالسلاح والشعب بالفكر

  • 2/13/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

فى الوقت الذى ينبح فيه عاطلى العمل شاغلى السياسة على القنوات المحرضة ويدعوا الشعب المصرى إلى مقاطعة الإنتخابات الرئاسية يتقدم السيسي صفوف جيشه ويعلن عن عملية عسكرية شاملة لمواجهة الإرهاب الممول من الخارج والممبارك من بعض ضعاف الداخل فى سيناريو تاريخى متكرر ، كما يقول الدكتور جمال حمدان فى كتابه شخصية مصر " أن هناك دائمًا و أبدًا لمصر عدو يتربص بها ويحلم ويعمل على سحقها " ،وعليه علينا أن نضع الحرب ضد الإرهاب فى نوع من الحرب الشاملة التى يشارك فيها شعب قبل الجيش والشرطة ، فجميعنا يتذكر مقولة الرئيس الراحل "محمد أنور السادات " (أصبح لهذا الشعب درع وسيف) ، عفوًا سيدى الرئيس يكون الجيش درع وسيف للشعب عندما تواجه جيش نظامى ، ولكن عندما تواجه فكر تدميرى يعتمد على ضعف السلم الإجتماعى بدعوى الحرية والعدالة فأن الشعب هو درع الوطن والجيش سيف الشعب .كيف يصبح الشعب درع الوطن وعمقه الإستراتيجى ؟العمق الإستراتيجى هو مصطلح عسكري يستخدم لوصف المناطق الفاصلة بين خطوط القتال على الجبهة وبين المدن الكبرى ومناطق الثقل السكاني والصناعي للدولة، و يكمن المعيار الأساسي للمناطق التي تشكل عمقا استرايجيا في مدى مقدرة الجيش على الانسحاب تكتيكيا من تلك المناطق في حال تعرضه لهجوم معادي دون أن يخسر الحرب أو القدرة على مواصلة الحرب ، وبالنظر إلى المحيط الإقليمي نجد أن الحرب التى تعرضت لها الدول العربية لم تعتمد على جيوش معادية أو خطوط فاصلة بعيدًا عن المدن الكبرى والعواصم بل اعتمدت على خلق الفتنة الداخلية بين عناصر المجتمع المختلفة عرقيًا وعقائديًا مستغلة إهمال الحكام لنشر ثقافة تقبل الآخــــر وإحترام التنوع وتعزيز قيم العيش المشترك وإعلاء صوت العقل كما تابعنا فى الشام واليمن ، ليتولى مجموعة من الشعب مهمة تدمير الوطن بدعوى البحث عن الحرية والعدالة ولا يدرك هؤلاء أنهم أداه العدو لهدم السلم الإجتماعى الذى هو أساس الضروريات التى جاءت بها جميع الشرائع السماوية وهى (الدين ـ النفس ـ النسل ـ المال ـ العقل ) ، والتى يساهم الإنهيار الإجتماعى والإضطرابات الأمنية فى تلاشيها عندها تأتى جيوشهم بدعوى محاربة الفكرالمتطرف وتتولى هى مهمة تدمير ما تبقى من الوطن ، وفى هذا النوع من الحروب فلا قيمة للعمق الإستراتيجى الجغرافى ، وما حدث فى الشام واليمن خطط له فى مصر وتم عطيل هذا المخطط مؤقتًا فى 30 يونيو ، بوعى الشعب ودعم الجيش ، ويبحث الأعــداء عن محاولة أخرى بنفس الفكر والتخطيط الذى نجح فى بلاد الشام وأوشك على النجاح فى الخليج بعد تغيير مفهوم الحرب والإعتماد على محدودى الثقافة والفكر والمرتزقة فى بعض الأحيان ويظهر ذلك جليًا فى الخطاب الإعلامى الخارجى المعارض للدولة والكارهة للنظام والذى ينفذ مخطط تدمير التماسك الداخلى وخلق أكثر من فريق متناحر ، وبالحديث عن الحرب التى تخوضها مصر الأن ضد الإرهاب فدور الشعب يجب أن يسبق الأمن فالإرهاب يبدأ بالفكر ثم الإعداد ومن ثم التنفيذ ، فإذا كان الأمن يواجه الإعداد والتنفيذ فأن دور الشعب هى مواجهة الفكر وذلك للحفاظ على أرواح أولادنا أبناء الجيش والشرطة ، وتكون المواجهة الفكرية منظمة و ممنهجة فالفكر التدميرى دائمًا يتحطم أمام الفكر المنظم المضاد له فى المنهج ويجب توحيد هذه القوى لزيادة فاعلياتها وقوتها عن طريق آليات مبتكرة تربط بين مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية .

مشاركة :