من المؤسف جدا ضعف ثقافة التطوع لدينا، فالعمل الخيري لدينا يكاد ينحصر في إعطاء الفقراء مالا، ولهذا نحتاج أن نستفيد من تجارب التطوع لدى الغرب، حيث أنه برغم شيوع اتصاف المجتمعات الغربية بالأنانية المادية لكن مع هذا أعمال التطوع شرط من شروط التخرج من الثانوية في بعضها، ومن المعتاد فيها أن يتطوع الناس بوقتهم ومعرفتهم وخبراتهم ــ أيا كانت ــ لمساعدة من يحتاجها، فليس بالضرورة أن يكون الإنسان معلما ليتطوع لإعطاء دروس تقوية مجانية للطلاب المتعثرين دراسيا ومن ليس لديهم في بيوتهم من يمكنه مساعدتهم في الدراسة وحل الواجبات، وكثير من الطلاب ــ خصوصا في المراحل الأولى ــ يكون مستواه الدراسي متدنيا جدا حتى أنه يتهم بالغباء والكسل، مع أنه ليس كذلك، ويتعرض للعنف المدرسي والأسري لضعف تحصيله فقط لأنه ليس هناك من يساعده في الدراسة في بيته، وليس الكل يملك ثمن دروس خصوصية ودورات، فتعليم حتى الكبار شيئا مثل مهارات العمل على الكومبيوتر يعني أن يكتسبوا مهارة كان افتقارهم لها يجعل من الصعب عليهم العثور على وظيفة، ويمكن للناس من كل الأعمار التطوع لتدريس من يحتاج مساعدتهم.. من المتقاعدين إلى الطلاب المتفوقين، ويكون للمدرسة والمعلمين دور الربط بين المتطوعين والطلاب المحتاجين لهذه المساعدة، وحقيقة نحتاج لحملة رسمية تنشر الوعي بضرورة التطوع لتعليم الآخرين، والمتطوعون يمكنهم تسجيل أرقامهم لدى المدارس لتجمعهم مع المحتاجين لدروس التقوية، والتي تعطى بمبنى المدرسة كما في الغرب، وأيضا بالمساجد، وليتفقد كل شخص معارفه ليعرف إن كان هناك من يحتاج لعلم ومهارة ما يملكها، فمن أسباب التحاق الشباب بالجماعات المتطرفة أنهم يريدون القيام بشيء عملي يعتبرونه للنفع العام، لكن غياب ثقافة التطوع للمساعدة يجعلهم لا يرون طريقا لذلك سوى أعمال تلك الجماعات.
مشاركة :