أثبتت الاكتشافات الحديثة قِدَم وجود الإنسان على أرض الجزيرة العربية؛ حيث اكتُشفت نقوش للحيوانات على الصخور ترجع إلى أكثر من 6 آلاف و600 عام. وتتضمن النقوش المكتشفة التي يعود بعضها إلى نحو 8 آلاف عام، رسومًا لظباء وإبل برية وحمير إفريقية. وأثبتت هذه النقوش أنها كانت تعيش في أرض المملكة، قبل انقراضها. وقام باحثون في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في جينا بألمانيا، بدراسة لفن الصخري في موقعي “جوبا والشويميس” المنضمَّيْن إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. وشملت الدراسة أكثر من 6 آلاف و618 رسمةً على الصخور، تقدم معلومات وافرة عن طبيعة الحياة في شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين. ويرى الباحثون الألمان أن المنطقة الصحراوية الصخرية كانت توجد فيها النباتات والحيوانات قبل آلاف السنين، مع العلم بأن الحيوانات التي تم اكتشاف رسوماتها الصخرية، لم تكن مُدرَجةً ضمن السجلات الأثرية المحلية. وتضمنت الرسوم الصخرية نوعًا من الظباء النادرة، اسمه العلمي “lesser kudu”، ويشتهر بقرونه الملتوية، وكان العلماء يعتقدون لفترات طويلة أنها لم تغادر القارة الإفريقية وتستوطن مكانًا آخر. يُذكَر أن موقع “الشويميس” تقع شمال غرب السعودية. وشكلت الأمطار الموسمية أنهارًا دعمت نمو النباتات فيها منذ آلاف السنين. أما موقع “جوبا” فكانت توجد فيه كثير من الحيوانات في الماضي السحيق. واكتشف علماء الآثار في نوفمبر 2017، رسومات صخرية تصور صيادًا يحمل قوسًا ويحيط به 13 كلبًا.