رفض النظام السوري امس مساعي تقودها الأمم المتحدة لتشكيل لجنة لإعادة صياغة الدستور، وهي النتيجة الرئيسية التي تمخض عنها مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الشهر الماضي. وقال أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري امس انه «كدولة، أي لجنة ليست سورية تشكيلا ورئاسة وأعضاء نحن غير ملزمين بها ولا علاقة لنا بها». واتفق المشاركون في سوتشي، على تشكيل اللجنة الدستورية في جنيف على ان يحدد المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا المعايير الخاصة بأعضاء اللجنة وسيختار نحو 50 شخصا يمثلون جميع الاطياف. وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة إنها ستتعاون مع تشكيل اللجنة إذا كانت تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن سوسان قال امس إن دي ميستورا يلعب دور ميسر الأعمال وليس الوسيط، كما أنه «ليس بديلا لأطراف أخرى». إلى ذلك، يجتمع وزراء الخارجية الروسي والإيراني والتركي الشهر المقبل، في استانة على الارجح، لمناقشة الأوضاع السورية على وقع تصعيد ميداني كبير. وهاجمت روسيا امس الولايات المتحدة ونشاطها في سوريا، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن واشنطن تتصرف بشكل منفرد «وعلى نحو خطير» وتقوض وحدة البلاد. وقال لافروف ان مشروع «داعش» في سوريا فشل بفضل جهود قوات النظام السوري بمساعدة القوات الجوية الروسية، مضيفا ان التحالف الدولي بقيادة واشنطن ساهم بشكل كبير أيضا في افشال هذا المشروع. ودعا لافروف الامم المتحدة الى التصدي لأي خطوات من قبل من وصفهم «باللاعبين الخارجيين لاحباط تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2254 الخاص بسوريا»، مشيرا الى وجود شكوك لدى روسيا بان واشنطن تريد البقاء في سوريا. كما اعرب عن اعتقاده بان واشنطن تريد اقامة «دويلة» في شرق الفرات واصفا هذه الخطوة بـ «الخطيرة» وتهدف الى تشكيل اجهزة للسلطة في بعض المناطق وسلخها عن دمشق وتمويلها وتسليحها. وفي السياق ذاته وصف لافروف الموقف الاميركي «الذي لا يراعي موقف تركيا حيال الاكراد» بانه «قصير المدى» قائلا ان «الموقف التركي حقيقة واقعة وان من الخطأ تجاهله. ودعا لافروف الى مشاركة الاكراد في جميع الجهود الرامية الى تسوية الازمة السورية بصفتهم «جزءا لا يتجزأ» من الشعب السوري. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خصصت 300 مليون دولار من ميزانية عام 2019 لتدريب وتجهيز «قوات سوريا الديموقراطية». ووفقًا لوثيقة مشروع ميزانية البنتاغون فقد تم تخصيص 250 مليون دولار للقوة الأمنية الحدودية التي أسستها «قسد». وكانت ميزانية عام 2018 رصدت مبلغ 500 مليون دولار لتدريب «قسد». ودخلت قافلة أسلحة أميركية جديدة مخصصة لـ «قسد» الاثنين إلى الحسكة عبر معبر سيمالكا الحدودي مع العراق. أردوغان يرد ورداً على الخطوة الاميركية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس إن قرار واشنطن مواصلة تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب سيؤثر في قرارات تركيا بشأن تمديد عملية غصن الزيتون إلى منبج التي يتواجد فيها قوات اميركية. واضاف: «من الواضح أن من يقولون «سنرد بشكل عدائي إذا ضربتمونا لم يجربوا من قبل صفعة عثمانية»، في اشارة إلى تصريحات أدلى بها الجنرال الأميركي بول فانك خلال زيارة لمنبج الاسبوع الماضي. وقال اردوغان إنه لا حق لأحد بعد الآن بالتذرع بوجود تنظيم «داعش» الإرهابي لدعم هذه الجماعات الإرهابية، موضحا ان «الستار أسدل على مسرحية «داعش» وخلال زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون إلى أنقرة سنستعرض كل الحقائق». وتساءل أردوغان: «ماذا فعلت أميركا لمكافحة «داعش» الإرهابي؟ كم عنصرا حيّدت من عناصر التنظيم؟ لا يوجد أي حقيقة تشير إلى أنها حاربت داعش بالفعل». ووجه حديثه لإدارة الرئيس دونالد ترامب وقال: «ما هي علاقة الولايات المتحدة بالمنطقة لتسعى لتمويل إرهابيين وتدعمهم بأكثر من 300 مليون دولار؟». التطورات الميدانية في المقابل، تستمر عملية غصن الزيتون بالتقدم داخل عفرين، وامس أعربت «وحدات حماية الشعب» عن رغبتها في دخول قوات النظام السورية إلى المدينة، وقالت إنها لا تمانع من دخولها لصد الهجوم الذي بدأه الجيش التركي. في سياق آخر، تستعد الغوطة الشرقية لدمشق لجولة عنف جديدة مع حديث عن استعدادات لقوات «النمر» التي يقودها سهيل الحسن لبدء عملية عسكرية في الغوطة، في وقت يواصل الطيران السوري والروسي غارات على مناطق في ادلب. وامس أكد مسؤولون أمميون أن تصاعد القتال يعقد الوضع أكثر في البلاد ويزيد وضع المدنيين سوءا، ونقل ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن المنسق المقيم منسق الشؤون الإنسانية في سوريا علي الزعتري قوله إن «التاريخ سيسجل فشلنا في وقف القتال بسوريا وسيلقي باللوم على المسؤولين عن ذلك». (الأناضول، رويترز)
مشاركة :