«كامكو»: اضطرابات الأسواق المالية تؤثر سلباً في أسعار النفط

  • 2/14/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

أدى تعافي الدولار، على خلفية تزايد العمليات البيعية، إضافة إلى تزايد إنتاج النفط الأميركي إلى دفع أسعار النفط لتسجيل مزيد من التراجع، إذ تراجع سعر خام أوبك بنسبة 8.2 في المئة خلال الأسبوع المنتهي في 9 الجاري، بعد أن شهد انتعاشاً طفيفاً في جلسات التداول السابقة. اتسع تأثير التراجع، الذي خيم على أسواق الأوراق المالية العالمية، لينال جميع فئات الأصول، بما في ذلك السلع الأساسية والعملات. ونتج عن ذلك خسارة أسعار النفط كل الأرباح التي حققتها منذ بداية العام، مع تراجعها إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أشهر، في أعقاب تسجيلها أكبر خسائر أسبوعية على مدى العامين الماضيين. كما أدى تعافي الدولار، حسب تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار، على خلفية تزايد العمليات البيعية، إضافة إلى تزايد إنتاج النفط الأميركي، إلى دفع أسعار النفط لتسجيل مزيد من التراجع، فقد تراجع سعر خام «أوبك» بنسبة 8.2 في المئة خلال الأسبوع المنتهي في 9 فبراير الجاري، بعدما شهد انتعاشا طفيفاً في جلسات التداول السابقة. ونتج التأثير الأكبر على أسعار النفط من جراء صدور تقارير أشارت إلى تزايد انتاج خام النفط الأميركي نتيجة لارتفاع الأسعار، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مستويات المخزون النفطي والعديد من التحديثات لإنتاج العام بأكمله. مستويات قياسية ووفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد تزايد إنتاج النفط الأميركي بواقع 332 ألف برميل يومياً، وبلغ مستويات قياسية جديدة من الارتفاع عند 10.25 ملايين برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 2 فبراير 2018، مع اعتبار تحسن تكاليف الحفر وغياب القيود على المنتجين من العوامل الإضافية التي ساهمت في تلك القفزة الكبرى التي تقدر بنحو 14 في المئة على أساس سنوي. وتزامن تزايد الإنتاج مع الارتفاع الكبير في عدد منصات الحفر الأميركية التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2015. وفي تقريرها «آفاق الطاقة في الأجل القصير»، أجرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تغييرا كبيرا في توقعات الإنتاج لعامي 2018 و 2019. ووفقا للتقرير، من المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط الأميركي 10.59 مليون برميل يوميا في العام 2018، وهو ما يمثل قفزة كبيرة بنسبة 3.1 في المئة تقريباً مقارنة بتوقعات الشهر الماضي. ومن المتوقع أن يواصل منتجو النفط الصخري الأميركي زيادة إنتاجهم خلال عام 2019، ليصل إلى نحو 11.18 مليون برميل يوميا. ولم يكن ارتفاع المعروض النفطي مجرد ظاهرة أميركية فقط. فوفقا للتقارير، بلغ إنتاج ليبيا من النفط أعلى مستوياته منذ 5 سنوات خلال يناير 2018، وبلغ في المتوسط أكثر من 1 مليون برميل يومياً، على الرغم من أن مستويات الإنتاج الإجمالية لمنظمة «أوبك» ظلت ثابتة تقريبا دون تغير يذكر. ويقابل هذه الزيادة انخفاض الإنتاج في فنزويلا التي شهدت، وفقا لأوبك، انخفاضا في الإنتاج بلغ 47.3 ألف برميل يومياً، في حين أظهرت بيانات وكالة بلومبرغ انخفاضا قدره 30 ألف برميل يومياً. من جانب آخر، ما زالت عوامل الطلب قوية نظرا لتزايد النمو الاقتصادي العالمي. وقد أعاد التقرير الشهري الأخير الصادر عن منظمة أوبك التأكيد على توقعات تزايد الطلب على النفط بوتيرة أسرع مما كان متوقعا على خلفية التنمية الاقتصادية القوية والمطردة في المراكز العالمية الرئيسية للطلب على النفط. إلا انه على الرغم من ذلك، فقد ذكرت «أوبك» أن إعادة توازن سوق النفط من المتوقع أن يحدث فقط خلال النصف الثاني من عام 2018 بسبب ارتفاع إنتاج النفط الأميركي. ويقول تقرير «كامكو»: «نعيد تكرار وجهة نظرنا التي أوردناها سابقا، بأن أسعار النفط يتوقع لها أن تتحرك ضمن نطاق محدود خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، نظراً لتكافؤ القوى المتصارعة. وبغض النظر عن الاتفاق الجاري لخفض الإنتاج، نرى عددا من العوامل الهشة التي أبقت الإنتاج الكلي للنفط عند المستوى الحالي، بما في ذلك منتجو أوبك مثل فنزويلا ونيجيريا وبعض منتجي الدول الخليجية. وعلى الرغم من ذلك، فإن استدامة الطلب في عام 2018 ستساعد على تهدئة بعض المخاوف المتعلقة بزيادة العرض». وأدى ارتفاع أسعار النفط في بداية العام إلى زيادة متوسط أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات في يناير. إذ ارتفع متوسط سعر نفط أوبك بنسبة 7.7 في المئة ليصل إلى 66.9 دولارا للبرميل، في حين ارتفع خام النفط الكويتي بنسبة 7.9 في المئة. وشهدت أسعار خام مزيج برنت ارتفاعا مساويا بنسبة 7.8 في المئة خلال الشهر. وتبدو الاتجاهات في فبراير الجاري ضعيفة في الوقت الحاضر، ويظهر متوسط الأسعار حتى الآن انخفاضا للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر. وقد تم تعديل توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2017 ورفعها هامشياً بواقع 30 ألف برميل يومياً في التقرير الشهري الأخير لمنظمة أوبك. ومن المتوقع أن يبلغ النمو الآن 1.60 مليون برميل يوميا ليصل إلى 97.01 مليون برميل يوميا، مما يعكس بيانات أفضل من المتوقع من الدول الأميركية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للربع الأخير من العام 2017 بالنسبة للمشتقات الوسطى وزيت الوقود ومن الدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الثالث من عام 2017، وخاصة ضمن قطاع النقل متمثلاً في نمو مبيعات السيارات. وقد ارتفع النمو الكلي للطلب في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بواقع 18 ألف برميل يومياً ليصل إلى 47.37 مليون برميل يومياً في عام 2017. وفي الولايات المتحدة، أدت برودة الطقس وقوة النمو الاقتصادي إلى تزايد الطلب القوي على غاز البترول المسال ووقود الطائرات، الكيروسين وزيت الوقود، والديزل، على الرغم من أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط أثر على الطلب على البنزين. وخلال الـ11 شهراً الأولى من عام 2017، ارتفع الطلب على النفط في الولايات المتحدة بواقع 0.2 مليون برميل يوميا، بينما من المتوقع أن يشهد الطلب في ديسمبر 2017 ويناير 2018 ارتفاعا في الطلب على خلفية موسم عطلة الأعياد. وفي ذات الوقت، ظلت الاتجاهات في المكسيك وكندا ضعيفة خلال الشهرين الأخيرين من العام. في حين بلغ نمو الطلب على النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 0.18 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام، مما يسلط الضوء على الطلب القوي من دول مثل فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وبولندا، وخاصة في قطاع النقل البري لسيارات الديزل. علاوة على ذلك، أدى الزخم الاقتصادي القوي إلى انتعاش النشاط الصناعي في نوفمبر 2017، مما أدى إلى زيادة الطلب على المشتقات الوسطى. وبالنسبة إلى مجموعة الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تم أيضا تعديل بيانات الطلب ورفعها هامشياً في عام 2017 على خلفية ارتفاع الطلب من جانب الصين، والذي قابله جزئيا مراجعة وتخفيض بيانات الطلب في الشرق الأوسط خلال الربع الأخير من عام 2017. وسجلت الصين نموا في الطلب على النفط بنسبة 5 في المئة على أساس سنوي في ديسمبر 2017، بدافع من ارتفاع استخدام غاز البترول المسال في قطاع البتروكيماويات ووقود الطائرات، الكيروسين وزيت الوقود، والديزل في قطاع النقل.

مشاركة :