رفض "الجيش السوري الحر" الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة السورية أمس الاتفاق الأميركي - الروسي بشأن تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية وتعهد مواصلة القتال للإطاحة بنظام بشار الأسد. وقال اللواء سليم إدريس رئيس المجلس العسكري الأعلى للمعارضة "لا تعنينا المبادرة الروسية - الأميركية. فهي لا تهدف سوى لكسب الوقت". وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول أمس "نحن نتجاهل تماماً هذه المبادرة وسنستمر في القتال حتى إسقاط النظام". وتابع "نشعر بالخيبة والخذلان الشديد، وان كنا نحترم قرارات الدولة الصديقة"، غير أنه أكّد أن الجيش الحر "فقد الأمل بتقديم المجتمع الدولي المساعدة لشعب سوريا". وأضاف أن "الوضع الانساني في سورية صعب للغاية والشعب يعاني منذ عامين ونصف"، مشيراً إلى أن في داخل سورية وخارجها 8 ملايين لاجئ. وقال إدريس "نحن في الجيش الحر غير معنيين بتنفيذ اي جزء من الاتفاقية (...) أنا وإخوتي المقاتلين سنستمر في القتال حتى إسقاط النظام. لا نستطيع ان نوافق على هذه المبادرة". واتهم اللواء إدريس قوات الأسد بتحريك بعض من أسلحتها الكيماوية إلى لبنان والعراق خلال الأيام القليلة الماضية لتفادي تفتيش محتمل من الأمم المتحدة. وأضاف أن كتائب المعارضة تعتبر أن الخطة الأميركية - الروسية للقضاء على ترسانة الأسلحة الكيماوية لدى الأسد ضربة لانتفاضتها المستمرة منذ عامين ونصف العام من أجل الاطاحة بالرئيس السوري. ميدانياً، شن طيران النظام أمس غارات على أحياء تسيطر عليها المعارضة في العاصمة دمشق. وقال صحافي يعمل في وسط دمشق طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية "كانت الطائرات الحربية مشغولة تماما صباح السبت". وقال ناشطون ان الضربات تركزت على حي برزة الذي يقع في الجزء الشمالي الشرقي من وسط دمشق حيث يشن مقاتلو المعارضة هجمات لتحقيق تقدم أكبر نحو المدينة. ولاحظ المراقبون أن قوات النظام صعّدت عملياتها مع تضاؤل التهديد بعمل عسكري من جانب الولايات المتحدة رداً على هجوم مفترض بأسلحة كيماوية الشهر الماضي.
مشاركة :