أحمد بن حشر يعد البريطاني بيتر ويلسون لأولمبياد طوكيو 2020

  • 2/14/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب:ضياء الدين علي بعض الأخبار تجتاز بمعناها حدود مضمونها، وتصبح رسالة ذات مغزى بعيد، أكبر وأهم بكثير مما فيها من معلومات، ولكن في كل الأحول لا بد ممن يستوعبها ويقدر ما فيها، وإلا فستكون دخاناً في الهواء، أو طلقة طائشة لم تصب هدفها، ومن هذا النوع ذاك الخبر الذي بين أيدينا، والذي يقول مضمونه باختصار، «إن بطلنا الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر، صاحب ذهبية أولمبياد أثينا 2004 في رماية الدبل تراب، يقوم حالياً بتدريب البطل البريطاني الأولمبي بيتر ويلسون صاحب ذهبية الدبل تراب في لندن 2012 حتى يعيد تأهيله للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، ولكن في مسابقة التراب؛ حيث إن مسابقة الدبل تم إلغاؤها أولمبياً».. إلى هنا وانتهى الخبر الذي سوف نستعرض لاحقاً تفاصيله، لكن المغزى البعيد والأكبر يلخصه سؤال مهم يجب أن يتصدر هذا الموضوع لمن يهمه أمر رياضة الإمارات وحضورها الأولمبي في الرماية بالذات، وهو: «كيف يكون بطلنا الأولمبي الذي أصبح مدرباً دولياً منذ اعتزاله محل ثقة المحترفين الأجانب فيستعينوا بخبرته، ولا يكون له أي دور أو عمل ما على الصعيد المحلي مع رماة الإمارات؟نردد دوماً أن المصلحة الوطنية أهم من كل شيء، وفي سبيلها يهون كل ما عداها من مصالح خاصة ضيقة، ولأجلها يجب أن نقفز فوق كل الخلافات الداخلية، فأين نحن من هذه الرؤية وذاك التوجه، السؤال بصيغة أخرى: كيف يكون المدرب الدولي والبطل صاحب الإنجاز الأشهر في تاريخنا الرياضي خارج المشهد الرياضي والأولمبي بوجه عام، وخارج ميادين الرماية بوجه خاص؟نعود إلى تفاصيل الخبر العابر، الذي قد يمر عليه البعض مرور الكرام، على الرغم من أنه يتضمن في طياته تفاصيل مهمة لكل رياضي محترف» يأخذ مسألة التمثيل الأولمبي بجدية، فالبطل البريطاني الذي حقق ميدالية لندن 2012 على يد بطلنا الشيخ أحمد بن حشر، جاء من بلده إلى الإمارات ليخضع لتجربة جديدة مع مدربه، حتى يقررا معاً هل بإمكانه أن يشارك مجدداً أم لا في مسابقة التراب؟. يقول الشيخ أحمد بن حشر: «النجم البريطاني بيتر ويلسون اعتزل بعد فوزه بذهبية الرماية في دورة لندن الأولمبية، ولكن لأن عمره ما زال صغيراً، ويسمح بالاستمرار في اللعب، فكر في التحول إلى مسابقة التراب، وبحث إمكانية تحقيق إنجاز جديد له ولبلده فيها، ولأن المسألة ليست سهلة فقد تواصل معي، وطلب مني الإشراف على تدريبه، ثم تقرير إمكانية ذلك من عدمه، وهذه الخطوة توضح إلى أي مدى الاحترافية حاضرة في تقرير شيء مهم في حياة اللاعب الأولمبي، وإلى أي مدى القرار ليس شخصياً أو فردياً للاعب، فلابد من أن تكون للمدرب كلمة نافذة في تقرير ذلك». وماذا سيتم في حال اقتناعك بمستواه؟- قال: أمامنا حوالي ستة أشهر من التدريب، وبعدها سنضع البرنامج الذي يتكفل بإعداده، وستكون هناك وقفة ثانية لتقدير الموقف بشكل كامل، فليس المطلوب مجرد المشاركة، وإنما منافسة على ميدالية أولمبية، ورأيي سيكون واضحاً ليكمل الإعداد أو يصرف النظر كلياً، وطبعاً التجارب والنتائج التي سيتم تحقيقها ستكون هي المرجع. هل الفرق كبير لهذا الحد بين رماية الدبل تراب ورماية التراب؟ - نعم، فالمتميزون في الدبل لا يتميزون في التراب والعكس، ولذلك أغلب أبطال الدبل تراب لم ينجحوا في التراب واعتزلوا، ودعني أقول لك إن أعضاء منتخب الإمارات الذين تفوقوا في الدبل تراب مستواهم حالياً دون المتواضع، والمسألة ليست مرتبطة بصعوبة التراب بالمقارنة بالدبل، ولكنّ لكل منها تكنيكاً خاصاً، وتحتاج إلى خبرة خاصة وتوجيه معين. ومبدئياً ما هو انطباعك بعد الفترة الماضية من التدريبات؟ - التعامل مع لاعب محترف من نوعية بيتر ويلسون سلس وممتع؛ لأن الثقافة والرؤية الخاصة بالعمل واحدة، ويكفي أنه من البداية مدرك أن القرار الفني سيكون لي، وأهم ما ميز التدريبات الماضية التي جرت في نادي العين للرماية، أنني وجدت من اللاعب الاستماع والتركيز والانصياع والالتزام، وكأنه يبدأ من الصفر. واسترسل بن حشر «متحسراً» على المحترف العربي في مثل هذه المواقف، وقال إن كل هذه السمات تتحول إلى النقيض، والتوجيه يتحول إلى جدال عقيم في النهاية. عفواً.. لماذا لم يصبح البريطاني بيتر ويلسون مدرباً بعد اعتزاله مثلما أصبحت أنت، على الرغم من أنه مثلك بطل أولمبي؟- سؤال في محله.. والإجابة بسيطة، فليس كل لاعب ناجح بإمكانه أن يصبح مدرباً ناجحاً، وهذا تجده في كل الرياضات، بل في مختلف مجالات العمل بالحياة، ويبقى النجاح في المهمة هو المعيار على النجاح، فالخبرة هي أهم عنصر في كل مهنة، والمهم أن تدرك متطلبات كل تخصص، وأن تعرف كيف تنمي الكفاءة الفنية ليتم التميز فيها، والحمد لله على ما حققته في هذا المجال، فالمدرب الشاطر ليس مطلوباً منه نقل مهارته أو خلاصة خبرته الخاصة إلى اللاعب، وإنما أن يحدد له ما ينقصه بالضبط لكي يعمل على علاجه وتطويره، والكفاءة تكون في تصحيح الخطأ بمعلومة صحيحة، وإجراء عملي يتكفل بالحل، من خلال إمكاناته ومواصفاته هو كلاعب. هل اللاعب البريطاني هو الوحيد الذي تشرف على إعداده حالياً؟- لا هناك أيضاً مواطنه ستيف سكوت صاحب برونزية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وحاله من حال بيتر، وبعد انقضاء الأشهر الستة سيقرر مصيره بالنسبة إلى طوكيو أخيراً.. بماذا تفسر غيابك القسري عن رماية الإمارات والمشهد الأولمبي بوجه عام؟- إجابة هذا السؤال للأسف ليست عندي.. لكني بالتأكيد أشعر بالحسرة؛ لأن خبرتي لم يتم استثمارها للأجيال التي جاءت من بعدي.

مشاركة :