العلم الحائر أمام سر الإنسان

  • 2/14/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شيماء المرزوقي ذهب العلم بعيداً جداً نحو الفضاء السحيق ونحو العلوم على مختلف أنواعها. وحققت البشرية مكتسبات كثيرة ومتنوعة في عدة مجالات منها تقنيات الاتصالات والثورة التي نعيشها الآن، وظهور ما يعرف بالهواتف الذكية التي باتت جزءاً من حياتنا، ولكن الأهم والأكثر دوياً هي تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بدأت في الظهور بل والنمو بشكل مطرد وبدأ ما يشبه السباق المحموم في هذا المجال في عدة أماكن من العالم. والجميع يدرك ويفهم أن الذي سيحقق قصب السبق والتفوق في مجالات الروبوتات والذكاء الصناعي، هو من سيتربع على هرم الإنجازات البشرية والتفوق على الأمم الأخرى، لذا نشاهد تطويرات وأنباء لا تتوقف عن مبتكرات يومية في هذا المجال.رغم كل الوهج وكل هذا التفوق، ما زال العلم يعجز عن فهم الجسم البشري، وما زالت تفاصيل كثيرة داخل الإنسان مبهمة وغير معروفة، بل لم يتمكن مبضع الطبيب من الاقتراب منها، مثل المخ الذي تعد أي عملية جراحية فيه على درجة كبيرة من الخطورة بل تكون في العادة لها تبعات سيئة على صحة المريض. والحال نفسه في جوانب أخرى من الجسد. لكن عندما نعرف طبيعة جسم الإنسان ومما يتكون قد نفهم سبب كل هذه الصعوبة الفائقة، حيث يتكون من مليارات الخلايا الدقيقة، ويقول العلماء إن كل واحدة من هذه الخلايا المتناهية في الصغر لها عقل ومعدة وجهاز عصبي، يشبه تماماً عقل ومعدة والجهاز العصبي للإنسان، ولكم أن تعلموا أن مثل هذه النتائج العلمية تمكن العلماء من الوصول لها بعد التطور الهائل في مجال المختبرات والأجهزة والمجاهر الإلكترونية التي تقرّب وتكبّر هذه الخلايا لملايين المرات، ورغم هذه الثورة العلمية في هذا المجال والنجاح في إحداث مثل هذه الاختراقات، بقي العلماء والأطباء على حد سواء حتى يومنا هذا عاجزين تماماً عن إحداث أي تأثير إيجابي في مثل هذه الخلايا للقضاء على الأمراض أو إطالة العمر ونحوها من الحاجات البشرية، وأكثر العلماء تفاؤلاً هم الذين بينوا أن أمامنا عدة سنوات أخرى لتحقيق منجزات ملموسة تؤثر فعلاً في صحة الإنسان بشكل إيجابي ودون أي أعراض جانبية قد تكون مميتة. وما هو واضح أن محاولاتنا لفهم أجسادنا ومعرفة أسرار الجسد البشري لم تتم ولم تكتمل رغم كل هذا الوهج التقني والتقدم الحضاري. Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com

مشاركة :