اكتشف علماء الآثار الفرنسيون والسعوديون شمال غرب المملكة، نتوءات صخرية منحوتة على هيئة حيوانات، وهو اكتشاف يلقي الضوء من جديد على تطور الفن الصخري في شبه الجزيرة العربية. وبحسب ما ذكرت صحيفة "لا كروا" الفرنسية، تم اكتشاف هذه الأثار في محافظة الجوف، على بعد حوالي 600 كم من البحر الأحمر. ونقلت عن جيوم تشارلوكس، عالم الآثار في مختبرات أورينت القول: "اكتشف هذا المكان بطريقة كلاسيكية"، مشيرة إلى أن الموقع يتكون من ثلاثة أحجار صخرية، ويشمل على منحوتات كاملة أو جزئية. وأوضحت أنه على الرغم من التعرية الطبيعية، استطاع الباحثون تحديد اثني عشر تمثالًا -جمال وخيول- منحوتة على الأحجار. وأكد عالم الأثار أن الحيوانات منحوتة بحجمها الطبيعي، وعلى أحد الصخور اكتشفنا كتابة على الجدران، نصًّا صغيرًا يعود إلى ما قبل الإسلام، وقدرنا عمره بنحو 500 سنة قبل الميلاد. وقد تم تصوير الصخور المنحوتة من طائرة ورقية مجهزة بالكاميرا، ثم التقطت الصور باستخدام نظام تحديد المواقع التفاضلي للحصول على صور ثلاثية الأبعاد. وبحسب الصحيفة في الوقت الذي لا يزال العلماء يجهلون التاريخ الفعلي لهذه النقوش، يبدو أنها قريبة من الحضارة النبطية ومنحوتات البتراء في الأردن. وأوضحت "لا كروا" أن هذه الحضارة تعود إلى العصور القديمة، عندما كانت تستخدم الجمال للتجارة من واحة إلى أخرى، حيث اكتشف العلماء أيضًا موقعًا مماثلًا في إحدى الواحات المجاورة على طريق القوافل، التي تبعد اثني عشر كيلومترًا، عن الموقع الأول. ولفتت إلى أن السلطات السعودية قررت حماية الموقع، وهو ما سيسمح للباحثين بمواصلة تحليلهم لهذه الآثار وكشف أسرارها.