أعلن مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الأميركية، أمس، أن المحاولات الروسية للتدخل في السياسة الأميركية لا تزال مستمرة وتشكل تهديداً للانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر المقبل. وأجمع مسؤولو وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» ومكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» ووكالة الأمن القومي «ان اس ايه» وثلاث وكالات أخرى على القول بأن جهود موسكو لبلبلة السياسة الأميركية لا تزال بنفس القوة كما كانت عام 2016. سرقة أموال في المقابل، أعلن مسؤول في البنك المركزي الروسي أمس، أن متسللين سرقوا ما يزيد على مليار روبل (17 مليون دولار) من بنوك روسية مستخدمين أداة «كوبالت سترايك» التي تستخدم في الاختبارات الأمنية خلال عام 2017. وتتعرض موسكو لتدقيق مكثف بشأن الجرائم الإلكترونية بعد ادعاءات بأن متسللين تدعمهم موسكو هاجموا أهدافا في الولايات المتحدة وأوروبا وهي الاتهامات التي كرر الكرملين نفيها. وتحرص السلطات الروسية حالياً على أن تظهر أن روسيا أيضا ضحية متكررة للجريمة الإلكترونية وأنها تعمل جاهدة لمكافحتها. وأبلغ نائب محافظ البنك المركزي ديمتري سكوبلكين مؤتمرا لأمن المعلومات في مدينة ماغنيتوغورسك الروسية أنه جرى تسجيل 21 «موجة هجمات» باستخدام «كوبالت سترايك» في 2017. وقال: «تعرضت ما يزيد على 240 مؤسسة ائتمان للهجمات، 11 منها كانت ناجحة. المبلغ المسروق زاد على مليار روبل». وكوبالت سترايك هي أداة أمنية تستخدم في اختبار قوة الدفاعات الإلكترونية للمؤسسات، لكن متسللين أيضا يستخدمونها في اختراق بنوك في روسيا وأوروبا. وهاجمت مجموعة معروفة باسم كوبالت بسبب استخدامها للأداة، ماكينات صرف النقود في أكثر من عشر دول في 2016 باستخدام برامج خبيثة لإجبار ماكينات صرف النقود الآلية على إخراج النقود. وقال سكوبلكين إن البنك المركزي الروسي أرسل تحذيرات إلى أكثر من 400 مؤسسة استهدفتها مجموعة كوبالت العام الماضي. تهديد وجودي في سياق آخر، حذر مدير أجهزة الاستخبارات الأميركية دان كوتس من أن البرنامج النووي الكوري الشمالي يمثل «تهديدا وجوديا محتملا» للولايات المتحدة. وقال كوتس خلال جلسة استماع في الكونغرس «يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه مشكلة وجودية محتملة للولايات المتحدة». وأضاف «إنه تهديد وجودي محتمل ضد الولايات المتحدة ولكن ضد كوريا الشمالية أيضا». وأضاف كوتس في جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان «وقت اتخاذ قرار حول كيفية الرد على هذا التهديد يقترب». وتابع المسؤول الأميركي «هدفنا هو التوصل الى تسوية سلمية» موضحا «أننا نمارس أقصى الضغوط على كوريا الشمالية بمختلف الوسائل». وقال كوتس إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يعتبر «أي جهد يدفعه إلى التخلي عن أسلحته النووية تهديدا وجوديا لبلاده وقيادته خصوصا». وعبر عن الأسف إزاء «الطبيعة الاستفزازية وعدم الاستقرار اللذين يبديهما» الزعيم الكوري الشمالي.
مشاركة :