خطورة اعتماد أميركا على المعادن الإستراتيجية من الصين وروسيا

  • 2/14/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لماذا تعتمد الولايات المتحدة على الصين وروسيا في المعادن الإستراتيجية، عندما يمكن القول إن لدينا من هذه الموارد القيِّمة أكثر من هاتين الدولتين معا؟ يبدو أن هذا لا علاقة له بعقبات جيولوجية، بل إنها السياسة. وهذه تعد فضيحة قد تعرض الأمن الأميركي للخطر. منذ عام 1990 كانت الولايات المتحدة رقم واحد في إنتاج التعدين في العالم. ولكن وفقا لأحدث البيانات من المسح الجيولوجي الأميركي، تعتمد الولايات المتحدة بنسبة 100% تقريبا على استيراد 20 معدنا إستراتيجيا، وبين 50% و99% على مجموعة أخرى تقدر بـ30 معدنا رئيسيا. وزاد الاعتماد على هذه الواردات بصورة أسوأ على مدى العقد الماضي. وأميركا الآن تعتمد اعتمادا كليا على استيراد المعادن الإستراتيجية الحيوية التي تُعدّ المكونات الضرورية لكل شيء من أنظمة الأسلحة العسكرية إلى الهواتف المحمولة، ومن الألواح الشمسية إلى عشرات من منتجات تكنولوجيا العصر الحديث. وليس لديها مخزون احتياطي موثوق به من هذه الموارد. ولحسن الحظ، تعمل إدارة ترمب على معالجة السياسات التي استمرت عقودا، والتي حالت دون قدرتنا على التنقيب في الأراضي الفيدرالية الوفيرة بمواردنا الخاصة، معظمها في الولايات الغربية، مثل مونتانا، وكولورادو، ويومينج، وداكوتا. إن وضعنا المعدني اليوم شبيه بضعفنا أمام دول «أوبك» للنفط والغاز في السبعينات، على الرغم من أنه لا توجد أمة على هذا الكوكب أكثر ثراء بامتلاك كنوز من هذه الموارد تحت الأرض من الولايات المتحدة. وتقدر جمعية التعدين امتلاك أميركا ما قيمته أكثر من 6 تريليونات دولار من الموارد المعدنية. وبذلك يمكننا أن نضيف بسهولة 50 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي كل عام خلال سياسة التعدين الذكية. يريد الرئيس ترمب تنفيذ إستراتيجية لإنتاج المعادن محليا، بمثل ما فعلته سياسة الطاقة المؤيدة لعمليات الحفر، لتوسيع إنتاج محلي كبير من النفط والغاز والفحم. هذه العناصر الأرضية النادرة ضرورية للاستخدام العسكري والمدني لإنتاج مغناطيس دائم عالي الأداء، وخدمات نظام التموضع العالمي «GPS»، والتصوير بالأقمار الصناعية ومعدات الرؤية الليلية، والهواتف المحمولة، وأجهزة «آيباد»، والشاشات المسطحة، والنظارات الشمسية، وعدد لا يحصى من المنتجات التكنولوجية الأخرى. والواردات المعدنية، لا سيما من الصين وروسيا، هي خارجة عن نطاق سيطرتنا، وهي توفر نفوذا «جيو بوليتييكيا» هائلا لهذين البلدين في وقت غير ملائم من الأحداث العالمية. فقد استخدمت الصين وروسيا، وحتى بعض الدكتاتوريات في العالم الثالث، ثروتهم المعدنية لاحتواء البلدان المستوردة كرهائن. فهل نريد أن يحافظ فلاديمير بوتين على تولي القيادية العليا للتحكم في المعادن الإستراتيجية؟ ومن المعروف أن قادة الصين يفخرون بأن: الشرق الأوسط لديه النفط والصين لديها المعادن الأرضية النادرة. *محرر مساهم ومستشار اقتصادي في مجموعة فريدوم وركس صحيفة (الواشنطن تايمز) الأميركية

مشاركة :