رجّح تقرير استخباراتي أميركي أن تتدخل روسيا في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الخريف المقبل، فيما تواصل مزيداً من العمليات السيبرانية وإشاعة حملات إعلامية كاذبة، ضد الولايات المتحدة وحلفائها. ونبّه التقرير عن التهديدات العالمية، الى أن خطر نشوب نزاع مع كوريا الشمالية هو في أعلى مستوى الآن من أي وقت، منذ نهاية الحرب الباردة. وأشار مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس الى نشاطات لحكومات وجماعات مسلحة ومنظمات إجرامية وأشخاص ذوي خبرة فنية، لاختراق وكالات وأجهزة استخبارات والجيش في الولايات المتحدة. واعتبر أن على واشنطن أن تصوغ استجابات لتقليل هذه الهجمات. على صعيد آخر، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الديموقراطيين أمس من «فرصة أخيرة» لتمديد حماية مهاجرين شبان دخلوا الولايات المتحدة أطفالاً مع أهاليهم، في شكل غير شرعي، ويُعرفون بـ «الحالمين» ويحميهم من الترحيل برنامج «داكا» الذي أُقرّ خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وكتب ترامب على موقع «تويتر»: «سيكون الأمر عظيماً إذا تمكّنا أخيراً، بعد سنوات، من تسوية لغز داكا. ستكون هذه فرصتنا الأخيرة، لن تكون هناك فرصة أخرى! 5 آذار (مارس)». ويشير بذلك الى مهلة نهائية أعلنها العام الماضي لإنهاء برنامج «داكا». لكنّ قراراً أصدرته محكمة أخيراً جعل هذا الموعد النهائي بلا معنى، علماً أن قادة الجمهوريين والديموقراطيين في مجلس الشيوخ يرون صعوبة في التوصل الى اتفاق ناجح في شأن سياسة الهجرة. وقدّم اقتراح ترامب للهجرة، السيناتور الجمهوري توم كوتون، قائلاً: «مشروع قانون الرئيس أو لا شيء». ولفت الى أن المشروع «ليس محاولة لإطلاق» مفاوضات مع الديموقراطيين في شأن الهجرة، بل «أفضل عرض نهائي». وكان كوتون اعتبر أن المشروع هو «الوحيد الذي لديه فرصة ليصبح قانوناً، لأنه مشروع القانون الوحيد الذي سيحلّ في شكل حقيقي المشكلة الأساسية. هذا المشروع سخي، إنساني، ومسؤول». وكان الرئيس الأميركي جمّد في أيلول (سبتمبر) الماضي العمل ببرنامج «داكا»، الذي طاول 690 ألف شاب، ممهلاً الكونغرس 6 أشهر، أي حتى 5 آذار المقبل لإيجاد تسوية دائمة في شأنهم. وينصّ مشروع قانون ترامب على مهلة من 10 إلى 12 سنة قبل منح الجنسية لـ «الحالمين»، وعددهم 1.8 مليون شخص، في مقابل إنهاء «قرعة البطاقات الخضراء»، وهذا برنامج مستمر منذ 28 سنة، والحدّ من الهجرة المرتبطة بلمّ الشمل. كما يتضمّن تخصيص 25 بليون دولار لتدابير أكثر صرامة في شأن الهجرة، بينها تشييد جدار على حدود المكسيك. وتطرّق ترامب أيضاً الى خطته الخاصة بالبنية التحتية، وقيمتها 1.5 تريليون دولار، اذ كتب على «تويتر»: «بعد سنوات كثيرة نهتم بجيشنا، علينا الآن إصلاح طرقنا وجسورنا وأنفاقنا ومطاراتنا وأمور أخرى». وتساءل، هل يمكن إبرام صفقة في هذا الصدد مع الديموقراطيين؟ لكن ترامب وجّه رسائل متباينة في شأن التزامه الخطة، اذ قال لمسؤولين حكوميين ومحليين في البيت الأبيض الإثنين: «إذا كنتم لا تريدونها، فسأوافق أيضاً». وتركّز خطة الإدارة على استخدام 200 بليون دولار من الأموال الفيديرالية، للاستفادة من أكثر من تريليون دولار لإصلاح البنية التحتية الأميركية، مثل الطرق والموانئ والمطارات، في ما يعتبر البيت الأبيض انه سيحقق عائدات بنحو 1.3 ترليون دولار، من استثمارات حكومات الولايات والقطاع الخاص. ويتخلّى مشروع موازنة السنة المالية 2019 عن هدف قديم للجمهوريين، في سدّ عجز الموازنة الفيديرالية في غضون عقد، اذ قد يرفع العجز 7 تريليونات دولار في غضون 10 سنين، علماً انه يستهدف في هذه الفترة خفض الإنفاق بتريليونات الدولارات في غالبية قطاعات الحكومة الفيديرالية، خصوصاً في الإنفاق على الصحة والفقر، في مقابل رفع الإنفاق العسكري. واتهم السيناتور تشاك شومر، زعيم المعارضة الديموقراطية في مجلس الشيوخ، البيت الأبيض بالطلب من الطبقة الوسطى والأطفال والعمال أن يتحملوا عبء «هدايا» الضرائب المقدّمة للشركات. وقال في مجلس الشيوخ إن على ترامب «ألا تكون لديه أوهام في أن تصبح موازنته قانوناً». كما رجّح النائب الجمهوري إيد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، أن يعمل أعضاء حزبه والديموقراطيون معاً لمواجهة اقتراح ترامب تقليص الأموال المخصصة للديبلوماسية والمساعدات الخارجية، بنسبة الثلث تقريباً عن موازنة 2017، لتبلغ 37.8 بليون دولار.
مشاركة :