الكاب (جنوب أفريقيا) - أعلنت السلطات الجنوب إفريقية الثلاثاء حالة الكارثة الطبيعية في عموم البلاد بسبب الجفاف الحاد الذي يضرب مدينة كيب تاون منذ أشهر، والذي يهدد بانقطاع مياه الشرب. ونشر هذا القرار في الصحيفة الرسمية، وقد اتخذ بعد "تقييم حجم الجفاف الحالي وخطورته"، وهو يعهد إلى الحكومة بإدارة هذه الأزمة. وبموجب هذا القرار تصبح كل مؤسسات الدولة معنية بوضع "خطط طارئة وتقديم المساعدات الفورية والقيام بالإجراءات اللازمة"، بحسب القرار الذي وقّعه رئيس المركز الوطني لإدارة الأزمات الطارئة مافكا تاو. قبل سنوات، كانت مدينة كيب تاون، ثاني كبرى مدن جنوب إفريقيا بمنأى عن أزمة الجفاف. ففي العام 2014 كانت خزاناتها الستة مليئة بالماء، لكن بعد ثلاث سنوات من الجفاف القاسي بلغت هذه الخزانات أدنى منسوب لها في الخزانات بحيث يوشك ألا يعود كافيا ليصل إلى الصنابير. وبات السكان مدعوين لعدم استخدام أكثر من خمسين ليترا يوميا للشخص الواحد، في محاولة لتجنّب "يوم الصفر". و"يوم الصفر" هذا اسم يطلق على اليوم الذي يقع فيه الجفاف التام. وسبق أن دعت السلطات إلى إجراءات من شأنها أن تؤجله من منتصف ابريل/نيسان إلى 11 يونيو/حزيران، الذي يقع في فصل الشتاء الجنوبي. ومن هذه الإجراءات أن يلتزم السكان بعدم استهلاك أكثر من خمسين ليترا من المياه يوميا للشخص الواحد، وهي الكمية التي يستخدمها الشخص في حمام من ثلاث دقائق. وقال يان نلسون نائب رئيس البلدية "في الأسبوع الماضي تراجع الاستهلاك إلى 526 مليون ليتر في اليوم" بفضل الاقتصاد في الإنفاق. وهي المرة الأولى التي ينخفض فيها المعدل إلى ما دون 550 مليون ليتر يوميا على مدى أسبوع "بفضل جهود البلدية والسكان" وفقا للمسؤول. سنتغلّب على يوم الصفر لكن مخزون المياه ما زال ضعيفا جدا مقارنة مع ما يكون عليه في المواسم العادية. وهددت السلطات بفرض غرامات على من يتجاوزون الكمية المحددة لاستخدام الماه، لكن هذه التهديدات لم تنفّذ بعد. وإذا جاء "اليوم صفر"، سيتعيّن على سكان كيب تاون أن يحصلوا على الماء من مراكز تعبئة، وستقتصر حصّة الشخص الواحد على 25 ليترا يوميا. وتواجه بلدية المدينة التي تسيطر عليها المعارضة انتقادات بأنها لم تلحظ التحذيرات التي أطلقها الخبراء ولم تتخذ إجراءات مبكرة. ولكن مومسي مايمان رئيس حزب التحالف الديموقراطي المعارض المسيطر على البلدية قال "في حال تمكنّا من إبقاء استهلاك الماء عند هذا المستوى في الأسابيع والأشهر المقبلة، سنتغلّب على يوم الصفر". وكان الحزب فاز في الانتخابات المحلية في العام 2016 في عدد من المدن الكبيرة مثل جوهانسبرغ وبريتوريا، وضرب مثلا في الكفاءة الإدارية. وتعاني كل المناطق الجنوبية من القارة الإفريقية من جفاف حاد في السنوات الأخيرة، زادت من حدّته ظاهرة "إل نينيو". لكن أمطارا غزيرة في الأشهر الأخيرة انعشت مساحات واسعة من هذه المناطق. إلا أن منطقة الكاب تشكل استثناء في هذا، وهي تتلقى الكمية الأكبر من الأمطار خلال الشتاء الجنوبي.