عمان - يقدم الدكتور إبراهيم ملحم في كتابه الجديد "نظرية الادب الرقمي في مواقع التواصل الاجتماعي" محتوى يواكب تغيرات معاني المصطلحات وفق تقدم التكنولوجيا الذكية، وتطور الخدمات التي تقدمها المنصات الالكترونية الاجتماعية. ويتألف الكتاب الصادر عن دار عالم الكتب الحديث في الأردن من مقدمة وثلاثة أبواب، الأول: مداخل نظرية، والثاني: الأشكال الشعرية، والثالث: الأشكال النثرية. وتندرج تحت الباب الأول الفصول الآتية: الوسط الاجتماعي للحياة الرقمية، واللعب بالنص ـ اللعب بالمصطلح، وفي تشكُّل نظرية الأدب الرقمي. أما الباب الثاني فيضم الفصول: القصيدة الكلمة (الفصحى)، والقصيدة الكلمة (العامية)، والقصيدة الصورة، والقصيدة اللوحة، والقصيدة الفيديو. ويشتمل الباب الثالث على الفصول: العبارة الومضة، القصة وأشكالها، قصة الفيديو، السيرة الذاتية، اليوميات، الرواية، الحَكي اليومي، والنص الروحي. وانتهى الكتاب بخاتمة أوردت أهم النتائج التي خلص إليها. ويؤكد المؤلف أن هذه الأشكال الإبداعية شعرًا ونثرًا ليست كل ما يقال نقديًّا؛ فالإبداع بطبيعته لا يحظى بالاستقرار أو الثبات، والتكنولوجيا الذكية تخوض سباقات محمومة للوصول إلى أقصى ما يمكنها. وعلى النقد أن يكون متابعًا لكل ما يجري من حوله؛ ليتجدد، وليعيش في حياة الناس فاعلاً ومؤثرًا. ويعرب الدكتور ملحم عن تقديره الكبير لتلك الدراسات التي نشطت مؤخرًا لتناول الأدب الإلكتروني، والتفاعلي، والرقمي.. والتي تقدم خدمة جليلة للدارسين والباحثين في هذا المجال، ولكنه يدعو بعضها إلى تطوير معاني مصطلحاتها، وإلى مخاطبة القارئ بعيدًا عن اللجوء إلى علمية النقد، وإلى تناول التجارب المعاصرة؛ لأن البعد عنها سيقود الكتابات النقدية التالية إلى تكرار ما يقوله الآخرون، أو إلى إعادة إنتاج ما قاله السابقون. وأضاف الناقد أنه آن الأوان حتى يعيش الناقد مع الشاعر والكاتب وألاَّ يستمر في العيش بوادٍ بينما الآخر بوادٍ غيره.. يريد المبدعون أن يروا تجليات ما يكتبونه في نتاج النقاد، ويريد أفراد المجتمعات الافتراضية أنفسهم أن يعرفوا: هل كانوا على صواب حينما سجلوا إعجاباتهم، وأطروا في تعليقاتهم على ما كُتب نصيًّا، أو على ما كُتب نصيًّا واستعان فيه المبدعون بالوسائط المتعددة؟. لن تكون الذائقة الفردية وحدها كافيةً عند هؤلاء، إنهم بحاجة إلى النقد كي يمهد أمامهم تلك الطريق الصعبة. والدكتور إبراهيم ملحم واحد من النقاد الرقميين الذين يبحثون في علاقة التكنولوجيا بالأدب، حصل على الدكتوراه في الأدب والنقد من جامعة اليرموك في الأردن عام 1997، يعمل في التدريس بجامعة الإمارات العربية المتحدة منذ 1998. نشر عددًا كبيرًا من البحوث والدراسات والمقالات في الصحف والدوريات العربية في حقل الأدب الرقمي ونقده وحصل كتابه "الرقمية وتحولات الكتابة" على جائزة أحسن كتاب في العلوم الإنسانية، والتي تنظمها جامعة فيلادلفيا في الاردن. من أهم كتبه التي تتناول علاقة الأدب بالتكنولوجيا: "الأدب والتقنية: مدخل إلى النقد التفاعلي" و"الرقمية وتحولات الكتابة" و"ثقافة الطفل: من الأدب الشعبي إلى الوسائط المتعددة" و"المجتمعات الافتراضية: التكنولوجيا ورقمنة الإنسان".
مشاركة :